كثرت هذه الأيام المنابر التلفزيّة التي تتحدّث عن الحرقان تتحدّث عن الحرقة والغرقة وما يحدث فيها من ضحايا ومن حرّاقين ومن لوعة ووجايع وما الى ذلك من مصائب شتى وفي كلّ تلفزة يجلس بعض حكماء الغفلة يجلسون على كراسي مريحة وقد ارتدوا الكساوي الفاخرة وربطات العنق وكلّ واحد أطنب في طلاء شعره بالجال جاؤوا يتفقهون في الحرقة ويوجّهون لومهم اللاذع الى الأمهات والآباء الغارقين حزانهم وقد فقدوا أكبادهم ضاعت أعمارهم وهم في ريعان الشباب هؤلاء الفقهاء يتهموا الأولياء بتحريض أبنائهم على الحرقان حيث يسهّلون لهم مهمتهم فيهم من باع أغنامه جمع بعض الملايين لتسفير ابنه أو أبنائه وتلك باعت مصوغها القليل ليركب ابنها مركب الموت وهؤلاء حكماء لغفلة يوجهون لومهم واتهاماتهم الى المجروحين والمنهكين وغير القادرين حتى على الشكوى ويتهمونهم دون سواهم بأنهم هم السبب في فاجعة قرقنة سحبوا اتهامهم للحكومة وللمسؤولين وصوّبوا بنادقهم نحو الضحايا الأحياء نحو الآباء والأمهات نحو الملتاعين وهكذا تتفنّن بعض تلفزاتنا في تعذيب من بقي حيّا من الحرّاقين