عرفت فضيلة الشيخ محمد المازوني رحمه الله واسكنه فراديس جنانه في اخريات حياته وتوطدت صلتي به من خلال حصة المنبر الديني التي ظلت تبثها التلفزة الوطنية كل يوم جمعة لعدة سنوات وكان يتولى اخراجها السيد هشام التونسي فكان الشيخ محمد المازوني احد ضيوفها لماعرف به من تفتح وسماحة ومواكبة للحياة بما فيها من تطور وهو السمت الغالب على شيوخ الزيتونة الذين يجمعون بين الاصالة والمعاصرة وكانوا بذلك قدوة واسوة لافراد شعبنا التونسي في المدن والارياف ولم تشهد بلادنا وهم يعيشون بين ومع افراد شعبتا مانراه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا الحديث لدى فئات من الشباب من تقوقع وتزمت وتعصب لاسبب له الا الجهل بما للاسلام من خصائص ومميزات جعلت منه دينا صالحا لكل زمان ومكان دين السماحة واليسر الدين الذي رضيه الله لعباده واكمله واتم به عليهم النعمة الشيخ محمد المازوني نموذج لذلك الاسلام ليس فقط في فكره ولكن في كل تصرفاته منذ ان كان طالبا في جامع الزيتونة في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي حيث كان المبادر صحبة بعض زملائه من طلبة الجامع الاعظم الى تأسيس جمعية رياضية لممارسة الالعاب الرياضية بالخصوص كرة القدم اللعبة الاكثر شعبية وكان للشيخ المازوني ما اراد من التشجيع من مشيخة الجامع الاعظم ممثلة في رائد الاصلاح سماحة الشيخ الامام محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله لم يكتف الشيخ محمد المازوني بممارسة الرياضة بل اصبح الخبير بقوانين هذه اللعبة و من المتابعين بشغف كبيرلمباريات كبريات الجمعيات ومواعيد الدورات الاقليمية والدولية فضلا عن الاقسام الوطنية بمختلف درجاتها حتى وانت تتابع حديثه وتحليله تقول اهذا شيخ وامام ام لاعب ومحلل رياضي فكان الجامع بين مايبدو متناقضا لمن لايعرف الاسلام السمح في لبه وجوهره دين الدنيا والاخرة دين الجسد والروح دين العقل والعاطفة هكذا هواسلام الزيتونة الذي يحق لنا ان نعتز به ونستعيد سمته ونهجه الرشيد الذي يقول من بعث به رحمة للناس كافة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مخاطبا المسلم( ان لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه) كنت ادعوه للمشاركة في حصة المنبر الديني وكان يستجيب بكل تلقائية وكان في اسلوبه طريفا يكتفي بمابه الحاجة اكتسب ذلك من السنوات الطويلة التي مارس فيها التعليم في المعاهد الثانوية كاستاذ لمادة الاسلامية حيث احتك بالفتيان والفتيات وخبر افكارهم وعلم مايشد اهتمامهم ويجلب احترامهم واظهرعمليا تفتحه الذي لايتعارض مع تمسكه بثوابت الدين ولاشك انه في اوقات الراحة والفراغ كان يتجاذب معهم اطراف الحديث في كل الشؤون وبالخصوص في الميدان الرياضي لدى احتضان تونس لدورة العاب البحر المتوسط والتي احتضنها الملعب الاولمبي برادس والشيخ المازوني كان يقطن برادس وكان يدرس باحد معاهد ها مواكبة من المنبر الديني للالعاب المتوسطية قلت لابد من مواكبة هذه الالعاب بحصة تشد الاهتمام وتبين مكانة الرياضة في دين الاسلام ولكن لابد من البحث عمن يجيدون الحديث في هذا المجال وبسرعة قلت لايصلح لذلك الا الشيخ المازوني وساتي له مشاركا معه بالرياضي والمحلل المشهور ابراهيم المحواشي رحمه الله وكان كثير ا ما يعترضني في بهو الاذاعة والتلفزة ويبدي لي اعجابه بالمنبر الديني عرضت عليه وعلى الشيخ الموضوع فباركاه وتحمسا له واعددنا الحصة وكان موعد البث مباشرة قبل انطلاق مباراة هامة يتابعها جمهور كبير وابدع الشيخ وتالق بماقدمه من معطيات وبمااجراه من مقارنات وماتوقعه من نتائج وبثت الحصة وشهدت متابعة عاليةجدا وثناء عليها كبيرا لتقديمها نموذذجا متميزا للخطاب الديني المنشود و لكن المنبر الديني كان يغرد خارج السرب فقد ظل غير الراضين على النجاح الذي حققه في تقديم الخطا بالديني المتوازن يتحينون الفرص لالغائه الى ان تم لهم ذلك فتنفسوا الصعداء ولكن هل قدموا البديل بلاشك لا لدى افتتاح مسجد البحيرة وهوالمركب المتكامل اقترح على الرئاسة ان يتولى الخطابة فيه الشيخ محمد المازوني فجاءت الموافقة وهو ماسر له الشيخ المازوني واعتبره لفتة كريمة هولاشك جديربها ويستحقها وظل يمارس خطة الامامة في جامع البحيرة الى ان انتقل الى رحمة الله وخلفه في الامامة الشيخ محي الدين قادي في اطار لفتة كريمة نحوه حفظه الله ومد في انفاسه وقد ساعد على ذلك الوزير والامين العام للحزب انذاك السيد عبد الرحيم الزواري رحم الله الشيخ محمد المازوني واسكنه فراديس جنانه فقد كان كمااسلفت القول نموذجا متميزا للعالم الزيتوني القريب من الناس تمامامثل من استعرضتقبسا من سيرهم العطروفيما ما نشرته من حلقات