رحل الى دار البقاء مأسوفا عليه السيد يوسف هاشم الرفاعي الوزير و عضو مجلس الامة و رئيس بلدية الكويت سابقا و فضلا عن كل ذلك فهو المفكر و الداعية الرباني الذي ظل طيلة عمره المديد يعطي على كل الواجهات الوطنية و العربية و الاسلامية مشرقا و مغربا مادا يد المساعدة و المساندة للتعليم العربي الاسلامي موجها و مرشدا لمسيرة الاصلاح و الدعوة الى الله على بصيرة بعيدا عن الانتماءات و التنظيمات و مواجها بحكمة و رصانة و موعظة حسنة لكل دعوات التفريق و التزمت و التعصب و التطرف من خلال منهج قويم سليم يجعل من التزكية الروحية و التربية الاخلاقية اساسا و منطلقا و كيف لا و السيد يوسف هاشم الرفاعي رحمه الله من أحفاد سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه أي من الدوحة النبوية الطاهرة فلا عجب أن يكون دينه هو نشر المحبة بين المحبين لله و لرسوله سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و قد أصدر في هذا المجال الرسائل و المؤلفات تقوبما للعقيدة السليمة، عقيدة أهل السنة و الجماعة التي تجمع و لا تفرق و تنبذ التكفير و تحذر منه. و السيد يوسف هاشم الرفاعي رحمه الله هو ابن الكويت و ابن منطقة الخليج التي شهدت بروز تيارات نصوصية حرفية متشددة منكرة لكل ما يكاد يكون إجماعا بين المسلمين من عقيدة أشعرية سمحة هي عقيدة السلف الصالح التي تنأى بالمسلم عن التشيبه و التجسيم و الحشو و اخراج أهل لا اله الا الله من الملة. تصدى السيد يوسف هاشم الرفاعي رحمه الله بقلمه و لسانه في كل المحافل و المنتديات التي كان يحرص على حضورها و المشاركة فيها المشاركة الايجابية لكل ذلك فكتب نصحا لعلماء نجد و مدافعا عن العلماء الاعلام من أمثال الشيخ السيد محمد علوي المالكي رحمه الله ردا على من أخرجوه من صفوف المؤمنين. و ديوانية السيد يوسف هاشم الرفاعي رحمه الله في مدينة الكويت يلتقي فيها خيرة أهل الكويت و أبناء الخليج و كل من يزور الكويت من علماء الامة في حلقات صفاء و ذكر و صلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم. عرفت السيد يوسف هاشم الرفاعي رحمه الله قبل أن ألتقي به من خلال تزاملنا في الكتابة في مجلة البلاغ الكويتية الاسبوعية لصاحبها صديقنا المشترك الاستاذ عبد الرحمان راشد الولايتي رحمه الله ثم التقيت بالسيد يوسف هاشم الرفاعي رحمه الله في ندوات و ملتقيات في المملكة العربية السعودية و في الجزائر و غيرها فوجدت فيه مثال المسلم ذي الخلق الكريم و الروحانية السامية و المحبة الشديدة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و ال بيته الاطهار و صحابته الابرار و من سلك طريقهم من الصالحين رضي الله عنهم جميعا. و تشرفت باللقاء به في تونس حيث رافقته لزيارة معالمها و منها الزيتونة المعمورة و المغارة الشاذلية المباركة ثم صاحبته لزيارة مدرسة عمر بن الخطاب لتعليم القران الكريم التي أسسها و سهر عليها الى اخر حياته الشيخ الفاضل حسن الورغي رحمه الله و كان معنا في هذه الزيارة الاستاذ الفاضل خليل النحوي الموريتاني حفظه الله و كانت جلسة علمية روحية زكية مع طلاب المدرسة الذين أسدى لهم خالص نصائحه و زبدة تجاربه كيف لا و هو مؤسس معهد الايمان الديني بالكويت. أوصاني السيد يوسف هاشم الرفاعي رحمه الله خيرا بصهره (زوج ابنته) السيد الفاضل صلاح البعيجان و قد حل سفيرا لدولة الكويتبتونس و هو الان سفير الكويت بالامارات و قد استنصحني السيد الفاضل صلاح البعيجان بالبحث عن معلم للقران يعلم أبناءه في مقر اقامته خارج أوقات دراستهم النظامية فأشرت عليه بالشيخ عبد الرحمان الحفيان رحمه الله الذي كان في ضائقة مالية بسبب ما يتكلف عليه علاج امراضه من مصاريف باهضة لم يقصر بعض المحسنين جازاهم الله خيرا أن يهبوا لمساعدته الى أن تحسنت أحواله بعد ذلك بانتدابه باذاعة الزيتونة حيث اقبلت عليه الدنيا و لكن الشيخ عجل لربه رحمه الله و أسكنه فراديس جنانه ، فكانت سيارة السفارة الكويت تأتي للشيخ عبد الرحمان الحفيان رحمه الله الى حيث يسكن بحي التضامن لتأخذه الى مقر اقامة السفير و تعيده بعد القيام بحصة التعليم و لا شك أن سعادة السفير صلاح البعيجان لم يقصر معه فجازاه الله خير الجزاء و أصلح له في ذريته و رحم الله جدهم السيد يوسف هاشم الرفاعي رحمة واسعة و أسكنه فراديس جنانه و رزق أسرته و ذويه و عارفيه جميل الصبر و السلوان و عوض اصدقاءه و تلاميذه لاسيما الدكتور عبد الرحمان الحقان(و الذي كنت في كل مرة ألتقي به فيها و اخرها عند اللقاء به في ملتقى غليزان في الجزائر الا و أسأله عن أحوال السيد يوسف الى أن نعاه لي في بداية هذا الاسبوع) و الدكتور عبد الغفار الشريف و غيرهما من أهل الكويت عوضهم عن السيد يوسف هاشم الرفاعي رحمه الله كل خير انه سبحانه و تعالى سميع مجيب و انا لله و انا اليه راجعون