18من أعضاء المنظمة الشبابية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات التونسي يُعلنون استقالتهم ويقولون: بن جعفر رسم لنفسه صورة مزدوجة للضحيّة والبطل الجماهيري وحذا حذو صديقته في الحزب الاشتراكي الفرنسي رويال في البحث عن الشهرة والصور الملوّنة في الجرائد حصلت "السياسيّة" على نص استقالة أعلنها 18 عضوا من أعضاء المكتب الوطني وممثّلي الشباب الاشتراكي الديمقراطي، المنظمة الشبابية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، في ما يلي نصّها:
بيان استقالة واستقلالية نتوجّه نحن أعضاء المكتب الوطني وممثّلو الشباب الاشتراكي الديمقراطي، المنظمة الشبابية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، في عدد من جهات البلاد، إلى الرأي العام الوطني والدولي بالموقف التالي: إن مرور أكثر من عامين من النضال في صفوف التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات مكّنتنا من استخلاص النتائج التالية: أنّ الأمين العام للحزب السيد مصطفى بن جعفر يمارس تسلّطا مطلقا وانفرادا بالرأي لا يمكن أن تخفيه ليونته في الخطاب وإنّه يرفض بشكل قطعي تشريك بقية عناصر الحزب مهما كانت صفاتهم في المشورة والرأي ماعدا ثلاثة أعضاء في المكتب السياسي يعتبرهم شركاءه وفق عقلية الملكية الخاصّة لحزب يفترض أن يكون مفتوحا لجميع المواطنين. إنّ السيد مصطفى بن جعفر الذي يحسب نفسه على المعارضة الديمقراطية لم يتجاوز في طريقة تفكيره وسلوكه صفته التاريخية كمكلّف بحقيبة لدى وزير الداخلية الأسبق أحمد المستيري إبان سنوات الجمر في سبعينات القرن الماضي. تلك الحقبة التي كان فيها الديمقراطيون واليساريون والاشتراكيون يقدّمون الشهداء والتضحيات في سبيل الوطن تحت وطأة انغلاق النظام السابق واستبداده. لقد كان بن جعفر أداة لقمع الديمقراطيين في زمن النضال الحقيقي ثمّ أسقط نفسه على المعارضة الديمقراطية بحثا عن إمكانية تكفير عن الذنوب فإذا به يرتكب ذنوبا أشنع في حق ّ الديمقراطية وهو يرتدي عنوانها. لقد توجّهنا مرارا عديدة إلى الأمين العام بطلب منحنا انخراطاتنا ومنح من يرغب في الانضمام إلى الحزب ولكنّه كان يقابلنا برفض لا يبرّره سوى عجزه عن إدارة شأن حزب يخشى أن يتحوّل إلى حزب جماهيري ديمقراطي وتفضيله لعب دور المعارضة الشكلية التي لا تمارس إلاّ المزايدات الفارغة في الخارج فيما تُقفل أبواب النضال الديمقراطي في تونس. إن احتكار مصطفى بن جعفر بوصفه الأمين العام ومساعده المولدي الرياحي الذي لعب دور شرطيّ المرور بوصفه مسؤول النظام الداخلي للحزب وجعله رهينة بينهما هو خيار لطالما حاولنا تغييره عبر النقاش الديمقراطي لكنّنا يئسنا من المماطلات والتسويفات. وهو ما حدا بنا إلى اتخاذ قرار الاستقلالية بالمنظمة بعيدا عن الوصاية والتسلّط والفردانية مؤمنين بأنّ الأفق أرحب وأنّه لا جريمة في الحفاظ على إطارنا الشبابي مدرسة مستقلة لتكوين المناضلين والمساهمة في نحت المشروع الديمقراطي في البلاد. إن مبادئ الاشتراكية الديمقراطية التي نؤمن بها ستظلّ نبراسا ينير لنا الطريق في نضالنا على أسس وطنية وإنّنا لن نقطع علاقاتنا بالاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي وبالاشتراكية الدولية دون الحياد عن ثوابتنا الوطنية وكلّنا يقين بأنّ هذان المنتظمان الدوليان هما فضاءان للنضال المشترك من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. إنّ الصورة المزدوجة للضحيّة والبطل الجماهيري التي لطالما رسمها الأمين العام للحزب في الخارج تكذّبها الحقائق المتمثّلة في منع قيادة الحزب للإنخراطات على مناضليه منذ سنة 2006 وعدم وجود أي هيكل حزبي قانوني في الجهات وعدم مشورة أعضاء الحزب في إعلان ترشّحه للانتخابات الرئاسية القادمة وتأجيله للمؤتمر الأول للحزب واحتكاره للملفّ المالي وتحريمه الخوض في مواضيع تتعلق بأصدقائه داخل صحيفة الحزب وهضمه لحقوق الصحفيين الذين عملوا معه وغير ذلك من الممارسات التي تناقض الحدود الدنيا للممارسة الديمقراطية ولأخلاق الاشتراكيين. لقد حذا بن جعفر حذو صديقته في الحزب الاشتراكي الفرنسي سيغولان رويال في البحث عن الشهرة والصور الملوّنة على صفحات الجرائد لكنّه ظلّ الطريق في النضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بما يؤكّد أنّه لن يجني سوى الخسارات طالما وأنّه اختار الحفاظ على مقرّ لحزب فارغ لا حياة فيه خوفا على منصبه. إنّنا نعلن بناء على ما تقدّم عن استمرارنا في بناء تجربتنا السياسية الشبابية مؤكّدين على ضرورة النضال من أجل القطع مع احتكار التنظيمات السياسية من قبل أفراد ولّى زمنهم. وإننا نعتبر هذا الموقف هو بداية لمشروع سياسي نقدي لجيل من الشباب تحمله الغيرة على وطنه والرغبة في تطوير الحياة السياسية في بلاده. إنّ المؤتمر الوهمي المزمع عقده في الأيام القليلة القادمة هو عبارة عن اجتماع "سهرة عائلية" لأصدقاء بن جعفر حيث لم ينل أي من المنتسبين انخراطه بما يؤكّد بطلان هذا المؤتمر الذي ليس سوى تزكية لبن جعفر من أجل اعتلاء هضبة المزايدات الفارغة بمناسبة الانتخابات القادمة في استمرار مشين لسلوك خال من الجدّية ومن المسؤولية الوطنية. لقد تعمّد بن جعفر استمالة بعض الرفاق في المكتب الوطني بتقديم وعود زائفة حول تشريكهم في دائرة القرار ولكنّنا نذكّر الرفاق أنّ جميع الوثائق التأسيسية بما فيها استمارات الانتساب إلى المنظّمة وجميع الوثائق المتعلّقة بتأسيس المنظّمة وفروعها في الجهات لا تزال محفوظة لدينا باعتبارنا العناصر المؤسسة كما نؤكّد أنّه لا يغرينا التودّد إلى "حضرة" الأمين العام على حساب قناعاتنا وحقوقنا وعلى حساب الديمقراطية والمشاركة الحرّة. في الختام نعبّر عن أسفنا لما بلغته الساحة الديمقراطية في تونس من ضعف وما استثرى فيها من أمراض جعلت من تأشيرة الأحزاب القانونية أشبه بشهادة ملكيّة لمحلّ تجاري يمنع عن أبناء تونس حقّهم في النشاط والمشاركة في الحياة السياسية خدمة لأغراض أفراد لا تعنيهم سوى مصالحهم. عاشت تونس حرّة مستقلّة حريّة، ديمقراطية، عدالة اجتماعية أعضاء المكتب الوطني: برهان العجلاني عضو مكتب وطني مكلّف بالتشغيل وائل القاسمي عضو مكتب وطني مكلّف بالتكوين السياسي حسن الأسودي عضو مكتب وطني مكلّف بالمالية عن المكاتب الجهويّة: تونس: موفّق المعمّري محمد الصيّاحي أريانة: حسن بن حسين نور الدين خضراوي القصرين: الهادي دلهومي ألفة نصري نوفل عيشاوي سميّة فقراوي زياد السلطاني صبري بولعابي محمد الناصر التواتي هانية برهومي خيرة غرسلّي صابر مباركي