نوافل الزيادي وبوجمعة الشرايطي وليلى لعبيدي يناشدون من أجل إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي نظمت المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم يوم الجمعة 3 جويلية الجاري بمقر حركة التجديد أمسية تضامنية مع أهالي مدن الحوض المنجمي ومن أجل العفو التشريعي العام على المساجين المودعين بالسجون على خلفية الحركة الاجتماعية التي شهدت المدن الفسفاطية في ولاية قفصةجنوب البلاد احتجاجا على نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة والبطالة التي تبلغ أعلى نسبة مقارنة بباقي جهات الجمهورية التونسية.
وشهدت الأمسية حضور عدد من أهلي مساجين الحوض المنجمي الذين عبروا عن معاناتهم لغياب أزاوجهم وأبائهم وإخوتهم وأصدقائهم في السجون التونسية المتفرقة على عديد الجهات (قفصة، صفاقس، سيدي بو زيد، ...) ، خاصة وأن من الذين سجنوا من كان أبا معيلا لأسرة أو أخا يطلب العلم في الجامعة أو ابنا واعدا بالكثير من الآمال لعائلته ولجهته ووطنه بشكل عام. وقد اشتكت السيدة ليلى العبيدي زوجة السجين والقيادي والمتحدث باسم أبناء مدن الحوض المنجمي المحتجين (البشير العبيدي) على وضعياتهم الاجتماعية وعلى طريقة إدارة ونقابة المناجم في انتداب العاطلين من أبناء الجهة اشتكت من الوضعية الصحية المتدهورة التي يتعرض لها زوجها والتي تفاقمت منذ دخوله للسجن حيث أصابه الهزال الشديد وقلة الكلام وطالبت بمتابعته صحيا بشكل أفضل وتوفير لوازم الإقامة السجنية الملائمة والصحية له ولباقي المساجين. وذكرت أيضا بأنها تبقى في بكثير من الأحيان مدة شهرين لا تزور ابنها الذي سجن مع أبيه أيضا على خلفية الأحداث التي جدت في مطلع السنة الفارطة بجهة قفصة. ووضحت في حديثها الذي ألقته أمام جمع غفير من الحضور الذين أتو مساندة لأهالي الحوض المنجمي أن زوجها كان المتفاوض الرئيسي باسم المحتجين وبأنه أجرى لقاءات مع ممثلين عن السلطة من أجل حلحلة المسائل المتعلقة بمناظرة الانتداب لشركة فسفاط قفصة والبطالة المرتفعة في الجهة والتنمية الناقصة وجملة الملفات الاجتماعية التي يعاني منها أهل الجهة ووصل إلى اتفاقات أولية لكن وفجأة انفضّى كل شيء وأدخل صحبة رفيقه البشير العبيدي وباقي المحتجين السلميين والمدنيين للسجون ونالتهم المعاناة والضيم بسبب هذه الإجراءات ، وطالبت في ذات السياق بإطلاق سراحه وسراح ابنها وباقي مساجين الجهة الذين اعتبرتهم "أحرارا ووطنيين لا يستحقون السجن والعذاب". أما السيد بوجمعة الشرايطي عضو نقابة الصحة فقد عبر عن شكره للمبادرة الوطنية ولحركة التجديد والتكتل والديمقراطي التقدمي لوقوفهم إلى جانب أهالي الحوض المنجمي ومساندتهم لقضية المساجين ، ويرى بأن السلطة بقيت في موقع المتفرج وبان جريدة الشعب الناطقة باسم الاتحاد العام التونسي للشغل تعاملت مع أحداث الحوض المنجمي وكأنها من "كوكب آخر" ولم تقم بالتغطية اللازمة للأحداث ولا بدورها الإعلامي كصحيفة نقابية ناطقة باسم أكبر نقابة عمالية بالبلاد. وذكّر بالمعاناة التي تعترض أهالي مساجين الحوض ألمنجمي في التنقل لملاقاة أهلهم كما تطرق لسجن "حربوب" الذي اعتبره من "أصعب السجون وأكثرها قساوة" ودعا في السياق ذاته لإجراء "تحقيق محايد" و"فك الحصار" عن مدن الحوض المنجمي ، وناشد باسم متساكني مدن الحوض المنجمي أن يقع إطلاق سراحهم. من جهته عبر السيد نوفل الزيادي عضو الحزب الاشتراكي اليساري (غير معترف به) الذي يترأسه محمد الكيلاني ، عبّر عن تعاطفه العميق مع أهالي الحوض المنجمي وأبنائهم المساجين وناشد رئيس الدولة أن يطلق سراحهم على اعتبار أنهم "أناس طيبون" وبأنهم ليسوا مع "الاخوانجية" أو مع الخارج وبأنهم مع الديمقراطية والتقدم والاستقرار.وقال الزيادي:"بن علي هو رئيس كلّ التونسيين ونتوجّه إليه بكل محبّة ولطف أن يأذن بإطلاق سراح هؤلاء المساجين". هذا وقد تخللت الأمسية مداخلات فنية وشعرية قال فيها الشاعر محمد الصغر أولاد أحمد عددا من قصائده نذكر منها "هذا أنا" الشهيرة والجريئة واعتذر لعدم كتابته قصائد على تحركات الحوض المنجمي لأن صحيفته لا تنشرها على حد تعبيره.