: حتى لا يظل مهاجرونا رهائن التفرقة والحجز أو الانتقائية بعيدا عن كل ضوابط حقوق الإنسان م ع ديوان التونسيين بالخارج:" لا بدّ من حوار شامل ومعمق يفضي إلى حلول عادلة ومتوازنة وواقعية للهجرة" تنتهي اليوم الندوة العربية الّتي يُنظّمها الحزب الاجتماعي التحرري بالتنسيق مع شبكة الأحزاب الليبرالية العربية ومنظمة "فريدريك نومان" الألمانيّة حول موضوع"الهجرة والتنمية في العالم العربي".ومن المنتظر أن ترفع هذه الندوة الّتي تحضرها 8 أحزاب ذات توجهات ليبراليّة من تونسوالجزائر والمغرب ومصر والأردن وفلسطين والسودان ولبنان ورقة عمل للملتقى المزمع عقده لاحقا في بروكسال بين القيادات الليبراليّة العربيّة والقيادات الليبراليّة الأوروبيّة والّذي سيتناول سبل معالجة قضايا الهجرة وعلاقتها بالتنمية على مختلف أوجهها. وقال السيّد منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري التونسي ل"السياسية" أنّ مقترحا سيتمّ تقديمه في نهاية هذه الندوة الهامة ويتعلّق ببعث "وكالة عربيّة للهجرة" تكون قادرة على التحرّك الميداني وتأطير المهاجرين والدفاع عن حقوقهم وحماية مصالحهم من كلّ التجاوزات أو الانتهاكات. وأضاف ثابت أنّ هذه الندوة تندرج في سياق الاعداد الرسمي لملتقى بروكسال المرتقب وهو ما يُعزّز مكانة تونس الّتي تمّ اختيارها كجهة لتنظيم هذا اللقاء الهام الّتي حضرته وجوه وقيادات حزبيّة وسياسيّة عربيّة هامّة من ممثلي أحزاب ليبراليّة عربيّة وتعدّدة منها أساسا التجمّع من أجل الثقافة والتنمية (الجزائر) وحزب الحركة الشعبيّة والاتحاد الدستوري (المغرب) ومنتدى الحرية (فلسطين) وحزب الغد والجبهة الديمقراطيّة (مصر) و حزب الوطنيين الأحرار (لبنان) والحزب الديمقراطي الليبرالي (السودان) بالإضافة إلى رئيس شبكة الأحزاب الليبراليّة العربيّة السيّد محمّد تامالدو. تمهيد وعمل مستقبلي وكان السيد منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري أكّد عند إشرافه على افتتاح الندوة على توفق بلادنا في الحد من الأخطار الناتجة عن الهجرة نابعة من نجاح التجربة التنموية التونسية التي حدت من التأثيرات السلبية بشكل كبير ،وأبرز الأمين العام للحزب أن الرئيس بن علي يولي عناية كبيرة بأبنائنا في المهجر ويعتبر قضاياهم من صلب القضايا الوطنية التي تستدعي الرعاية الفائقة والعناية اللازمة. السيد منذر ثابت أوضح أن هذا الاجتماع واللقاء بين العناصر القيادية للأحزاب الليبرالية العربية يعتبر تمهيدا حقيقيا وتحضيرا للخروج بموقف عربي متناسق يؤكد القدرة على الخروج بنتائج موجبة غداة مؤتمر الليبرالية الدولية في بروكسال وقال في هذا الصدد:"نحن نريد خلال هذا المؤتمر إعلان قيمة وأهمية الثقل الاستراتيجي العربي وحتى لا يظل مهاجرونا رهائن التفرقة والحجز أو الانتقائية بعيدا عن كل ضوابط حقوق الإنسان". وأضاف:"إن علينا كأحزاب ليبرالية عربية تشبيك أكثر لعلاقاتنا للخروج بحزمة اقتراحات بناءة كما على الدول العربية تنسيق مواقفها عند تفاوضها حول قضايا الهجرة مع الجانب الأوروبي حتى لا تكون حججها ضعيفة وهي تتفاوض منفردة". تحدي كبير وبالغ الأهميّة من جهته أبرز السيد محمد تمالدو رئيس الشبكة الليبرالية العربية أن الهجرة ستكون أعظم تحدي يواجه الإنسانية خلال العشرية القادمة ، وقال في هذا المجال :"المثير أن هذا الموضوع صار يطرح الكثير من المشاكل رغم كونه حركة إنسانية والحضارات الناجحة هي تلك التي استطاعت التعامل بإيجابية مع الهجرة". أما السيد كميل شمعون من حزب الوطنيين الأحرار لبنان فقد أكد على أن ما تنعم به تونس من أمن و استقرار يستوجب منا جميعا شكر الرئيس زين العابدين بن علي الذي خلق ذلك المناخ ، وإن إقرار تونس لإحداث وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج دليل على عمق التنمية لا مثل الكثير من الدول العربية التي تسمي وزاراتها بوزارات المغتربين. ضرورة التحرّك للحل العادل أمّا الأستاذ فرج السويسي المدير العام لديوان التونسيين بالخارج فقد قدّم في مداخلة حول "الهجرة والتنمية : التجربة التونسية " قراءة حول واقع الهجرة في بلادنا مرورا بالمراحل الأولى لها وصولا إلى تطورها وما تحمله من تعقيدات مبرزا إثراء التجربة التونسية في مجال الهجرة والتنمية والتحديات التي تطرح تدفع لمزيد الالتفاف حول جاليتنا المهاجرة. وأبرز الأستاذ المحاضر أهمية الموضوع المقترح نظرا لما له من أهمية على مستقبل العلاقات الدولية في سياق دولي يتميز بتحولات جوهرية وحاسمة على مختلف الأصعدة وبروز مسألة الهجرة بمختلف جوانبها وأبعادها كقضية محورية على غاية من التعقيد وضرورة بداية حوار شامل ومعمق يجب أن يفضي إلى حلول عادلة ومتوازنة وواقعية للهجرة.