قامت عناصر من الجيش والأمن الوطنيين مساء السبت المنقضي، بفك الأسلاك الشائكة بساحة باردو المحيطة بمكان اعتصام المعارضة وفتح الطريق أمام المارة بعد أن تقدم بعض نواب المجلس التأسيسي إلى جانب ممثلين عن الائتلاف الوطني لدعم الشرعية بطلب إلى السلط المحلية ووزارة الداخلية ورئاسة الحكومة، يحمل تشكيات متساكني باردو بخصوص تعطل حركة المرور في المنطقة خاصة مع حلول السنة الدراسية جراء غلق الطريق. وقد واكبت النائبة عن حركة «النهضة» يمينة الزغلامي التحرك الذي نظمه عشية أول أمس ائتلاف تحقيق أهداف الثورة ودعم الشرعية بمناسبة فتح الطريق، وقالت الزغلامي «لسنا ضد الاعتصام ولكن السكان طالبوا بفتح الطرقات المقطوعة وقد ساندهم عدد من نواب المجلس الوطني التأسيسي وأعضاء ائتلاف دعم الشرعية وقد قام معتصمو «الرحيل» بنقل خيامهم وتركيزها فوق الساحة الرخامية قبالة مقر المجلس التأسيسي. تحويل اعتصام الرحيل الذي جاء تحت عنوان ضرورة فتح الطريق أمام المارة وتسهيل حركة المرور بمناسبة العودة المدرسية يحمل في طياته أكثر من تأويل. فإن لاقى «فك الاعتصام» مباركة من بعض الأطراف وخاصة منها المساندة لاعتصام الشرعية وعدد من متساكني المنطقة وسواق سيارات الأجرة والتاكسي فقد رأى فيه مساندو «الرحيل» خطوة مقنعة لإنهائه دون اللجوء إلى استعمال القوة أو إثارة الرأي العام . شرعية الاعتصام في الميزان المتمسكون باعتصام الرحيل الذين أعادوا أمس نصب خيامهم فوق الساحة الرخامية قبالة المجلس الوطني التأسيسي كتعبير على إصرارهم على تواصل الاعتصام إلى حين تحقيق الأهداف التي جاء من اجلها وإسقاط الحكومة الحالية أكدوا أن الخيام لن ترفع إلا إذا تحققت الأهداف التي جاؤوا من أجلها وتوصلت الأطراف السياسية إلى خارطة طريق واضحة ومضبوطة زمنيا والإعلان عن تاريخ نهائي لإنهاء اشغال المجلس التأسيسي مع حصر مهامه في المصادقة على الدستور وانهاء المجلة الانتخابية وتركيز الهيئة المستقلة للانتخابات برئاسة شخصية مستقلة . لكن يبدو أن التدخل لنقل مكان الاعتصام بدعوى تسهيل حركة المرور ليست إلا خطوة لإجهاضه في الأيام القادمة خاصة بعدما فقد إشعاعه من خلال تقلص عدد المشاركين فيه بشكل كبير وتحول جزء منه إلى اعتصام القصبة الذي دعت إليه جبهة الإنقاد في محاولة للتصعيد وإجبار الحكومة على الاستقالة، اضف الى ذلك أن العديد من السياسيين المساندين للاعتصام يرون أن هذا التحرك فقد الشرعية ولم يعد يمثل وسيلة ضغط وأنه لم يتبق منه إلا الرمزية المتمثلة في الخيام المنتصبة في محيط المجلس الوطني التأسيسي، فهل أملت فعلا العودة المدرسية فض الإعتصام أم انهاه انتهاء الشرعية ؟