أجرى المهاجم الدولي التونسي صابر خليفة حوارا مع موقع الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تحدث فيه عن عودة امل التأهل للمونديال للمنتخب الوطني وعن مباراة الكاميرون وعن تجربته مع أولمبيك مرسيليا و عن الصعوبات الكثيرة التي إعترضته طوال مشواره الكروي.وفيما يلي أهم ما جاء في هذا الحوار: كيف تلقيت خبر تأهل المنتخب التونسي لباراج المونديال بعد إنسحابه إثر هزيمة "الكاب فاردي"؟ حقيقة وبعد خسارتنا ضد منتخب الرأس الأخضر أصبت بخيبة أمل كبيرة وبعد ثلاثة أو أربعة أيام من المباراة تلقينا خبر تأهلنا للمونديال بفضل هفوة إدارية إرتكبها المنتخب المنافس وحقيقة لم أصدق الخبر في البداية.كنت في فرنسا وقد أعلمني أحد الأصدقاء في تونس بالخبر عبر إرسالية قصيرة.أعتقدت للوهلة الاولى انها مزحة فقمت بجولة في الإنترنيت فتأكدت من صحة المعلومة فاتصلت فورا بالمسؤولين على المنتخب فأكدوا لي الخبر.استغربت كثيرا ولكن سعادتي كانت أكبر. كيف تقبلت هدية السماء هذه؟ لقد كنا في قاع "حفرة" وفجأة وجدنا أنفسنا مجددا على طريق التأهل إلى المونديال.هي دون شك معجزة وهدية من الله هي ضربة حظ كبيرة المشاركة في كأس العالم حدث لا يتكرر مرتين لبعض اللاعبين وقد فوتنا في هذه الفرصة في مناسبة أولى قبل أن نعود مجددا للسباق.وعلينا أن لا نترك هذه الفرصة تمر.وهنا يستحضرني مثال الدنمارك في كأس أوروبا 92 عندما لم تكن متأهلة لهذه المسابقة واستدعيت في أخر لحظة وأحدث المفاجأة وتوجت باللقب.لم يتركوا الفرصة تمر وسنعمل على النسج على منوالهم. لم تسجل هذا الموسم لا مع المنتخب الوطني ولا مع فريقك الجديد أولمبيك مرسيليا هل ننتظر منك انفجارا في لقاء الكاميرون؟ (يضحك) أرجو ذلك صحيح أنني صمت عن التهديف لفترة طويلة نسبيا .مع المنتخب لم نلعب سوى لقاء وحيد ضد الرأس الأخضر وتعلمون جميعا كيف صارت الأمور ومع مرسيليا امضيت العقد في وقت متأخر وكانت متأخرا في التحضيرات ولذلك لم ألعب وقتا كبيرا مع الفريق.أتمنى أن أجد طريق الشباك ضد الكاميرون وإذا لم أفعل وفزنا فإنني أستطيع الإنتظار قليلا لأسجل. ما هي الرسالة التي حاول المدرب الجديد رود كرول ايصالها للاعبين؟ لقد تحدث إلنا كثيرا منذ وصوله وقام بإجتماعات كثيرة معنا لقد كان واضحا معنا لقد أعلمنا بأنه لعب في مستوى عال وفاز بجملة من الألقاب ولكن كأس العالم يبقى "حكاية أخرى".لقد شارك فيها في مناسبتين وبلغ النهائي في المناسبتين وقد فسر لنا كل ما يعنيه المشاركة في المونديال.ولكن في لقاء الكاميرون لسنا في حاجة لا إلى مدرب أو منح أو إلى أي شيء أخر.هي مباراة اللاعبين هو لقاء العمر لا بد من فعل المستحيل للعب كأس العالم. تكتيكيا أي دور ستلعبه في منظومة "كرول"؟ لقد استدعاني للحديث وسألني عن المركز الذي أرتاح فيه أكثر فأجبته بأني أستطيع اللعب في الرواق الأيمن و الأيسر كما أتقن خطة مهاجم صريح فقاطعني في الحال وقال لي بأنه لم يطلب مني الخطط التي أجيدها وإنما المركز الذي أرتاح فيه أكثر فأعلمته بأنني أرتاح كثير في مركز الجناح الأيسر.وأعلم أنه لديه عدة قراءات لهذه الجهة وإذا ما كان تشريكي في هذا المركز مستحيلا فإنني سأحترم قراره. ستواجهون الكاميرون معززا بنجمه إيتو الذي عدل عن قرار الإعتزال.فهل هناك فرق بين الكاميرون مع إيتو او بدونه؟ بالطبع لا فالكاميرون يكون أقوى بتواجد إيتو فهو لاعب من الحجم الثقيل ولكن حتى وفي حال تواجده فإن الكاميرون ليس بكاميرون 1990 و 2000 لم يتأهلوا للنسختين الماضيتين من "الكان" .نحن تقريبا في نفس المستوى وفي نفس الوضعية لقد عرفنا أعواما صعبة ولكن في وضعنا الحالي لا يهمنا من سيكون المنافس المهم ان نضع في عقولنا فكرة وحيدة وهي بلوغ المونديال. قد تكون في مواجهة مباشرة مع صديقك في مرسيليا نيكولا نكولو هل تحدثتم في الأمر؟ نعم نتحدث بشكل يكاد يكون يوميا وتحديدا منذ سحب القرعة.هو مدافع ممتاز ويعرفني جيدا ولكن في هذا اللقاء قد تكون الأسبقية لي بحكم تواجدنا على ملعبنا وأمام جماهيرنا وقد حذرته من ذلك ولكن لا يجب أن نجازف كثيرا فهناك لقاء ثان في ياواندي. هل تعتقد بأن الجماهير التونسية صارت تنتظر منك الكثير خاصة بعد أن تحولت إلى مرسيليا؟ هذا أمر طبيعي وهذا يحملني مسؤولية أكبر وأتمنى أن أكون في المستوى. صراحة أيهما تفضل أن تكون إحتياطيا في فريق كبير أو أساسيا في فريق متوسط؟ بصراحة أنا سعيد بتواجدي في فريق كبير بحجم مارسيليا ولكن المهم عندي أن ألعب كي أتطور من هذا المنظور يكون من الأفضل أن ألعب كأساسيا في فريق متوسط كما كنت في إيفيان على ان أكون إحتياطيا في فريق كبير لست نادما على إختيار مرسيليا واتمنى أن أصبح أساسيا انا في حاجة لبعض الوقت لانني لم أقم بالتحضيرات مع الفريق.لا بد ان أعمل وان أكون صبورا. لقد عرفت أوقاتا صعبة طوال مسيرتك من علاقة متوترة مع الترجي 6 أشهر دون فريق قبل ان تتحول إلى إيفيان ...والحرب الأهلية في لييبا.ماذا تعلمت من هذه التجارب؟ لقد مررت بعديد المواقف الصعبة والتي يمكن تجاوزها إذا ما كنا أقوياء.هذه المحن زادتني إصرارا وقوة .لقد إخترت مهنة رائعة ولكنها صعبة في الاَن ذاته.مثلا في بنغازي لم يكن ممكنا التركيز على اللعب عند اندلاع الثورة.لقد كنت محظوظا بالوصول إلى فرنسا وسأواصل الكفاح من اجل مقعد أساسي في مرسيليا.