باريس (وكالات) شبّهت صحف فرنسية أمس الرئيس فرنسوا هولاند ب«بحّار بلا بوصلة» كما رأت أن حكومته تسبح في بحر متقلب , لتعبر إجمالا عن المناخ السياسي العام الذي تعيشه فرنسا في عهد الجكومة الاشتراكية. وحذرت صحيفة «لوميدي ليبر» من «موجة برد تُهدّد السلطة التنفيذية»، وقالت: «بعد رفع التحذير إلى البرتقالي، يتحتم على الحكومة الحذر من العواصف القادمة، ففي ظرف ثمانية أيام ليس أكثر تعدّدت سقطات الحكومة، فمن قضية ليوناردا الألبانية إلى التراجع عن توظيف ضرائب جديدة على حساب المدّخرين الصغار، وقضية رفع سقف الضرائب على فرق كرة القدم إلى 75 ٪، وأخيرا الضريبة الجديدة لحماية البيئة،.. إن هذا الموقف بالنسبة لحكومة يفترض فيها أنها تعرف خط إبحارها، يجعلنا نرى فيها بحارا بلا بوصلة». و غير بعيد عن التشبيه الذي اختارته صحيفة «لوميدي ليبر» ركبت صحيفة « الجمهورية الجديدة» بدورها موجة الحكومة العالية، فقالت: «سماء الحكومة في غاية السوء بسبب الغيوم الثقيلة التي تهيمن عليها، خاصة على ساحل بريطانيا بعد فرض ضريبة حماية البيئة، ولتلخيص الموقف نقول، إن حكومة هولاند تحاول التجديف ولكن ضدّ التيار، وبدل أن تتقدم فإنها تتراجع». أما صحيفة «لوباريزيان» فقالت: «يعاني الثنائي هولاند (الرئيس ) وآيرون (رئيس الحكومة ) هذه الأيام من طقس شديد السوء، إذ لا يكاد يمرّ أسبوع واحد دون أن يسقطا ضحية مطبّات هوائية أو عواصف عاتية، وعلى هذا النسق لن يمكنهما التحكم بالأمور بعد فترة قصيرة جدّا». وأضافت «الخلافات الداخلية والتراجع والترقيعات والارتجال في القرار، لا تساعد على حلّ مشاكل البلاد، لكن الأخطر في الأمر أنها تفتح الباب على مصراعيه أمام كل أنواع التمرد». صحيفة «لوفيغارو»،و في لهجة لا تخلو من نبرة شماتة أشارت إلى أن هولاند عجز عن الإصلاح الكبير الذي وعد به أثناء حملته الانتخابية وقالت : «في غياب الإصلاح الثوري، لن يكون أمام الرئيس سوى إثقال كاهل مواطنيه بالضرائب، لكن المشكلة اليوم هي أن الفرنسيين بدؤوا يرفعون الصوت الرافض لسياسات هولاند الضريبية، التي تكشف قصوره عن إيجاد الحلول الحقيقية والمناسبة لمشاكل فرنسا في عهده».