هذه الفترة هي بدون أي شك الأصعب بالنسبة للترجي الرياضي في بطولة هذا الموسم فتأثيرات الإنسحاب من كأس رابطة الأبطال الإفريقية تخيّم بظلالها على أجواء النادي ككل وبالتالي على المستوى الفردي للاعبين من جهة والآداء الجماعي للفريق من جهة أخرى، وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق فإن نجاح الأحمر والأصفر حاليا في تحقيق الإنتصارات وكسب النقاط يعد أمرا هاما للغاية بل وحاسما سيساهم بشكل كبير في تدعيم حظوظ الفريق في التنافس الجدي على اللقب... إن الإنتصارين الأخيرين اللذين حققهما الترجي الرياضي في إطار البطولة مباشرة بعد الخروج من رابطة الأبطال وجاءا على حساب كل من قرمبالية الرياضية والملعب التونسي سيكون لهما وزن من ذهب في نهاية الموسم عند تحديد اسم البطل، ففريق باب سويقة كان خلال هذين المباراتين جريحا ومتأثرا كثيرا من الخيبة الإفريقية ولم يرتق مستوى لعبه إلى درجة رفيعة ومع ذلك تمكن من الخروج بنتيجتي هذين المواجهتين والتقدم في الترتيب العام وهذا في الحقيقة ما هو مطلوب منه حاليا في انتظار استعادة الثقة ومعها المردود المعهود والمستوى الممتاز. في الوقت المناسب لم يكن سبب الخروج من المسابقة الإفريقية فنيا فقط بل إن العديد من المسائل تجمعت لتفضي إلى هذه النتيجة السلبية والخيبة التي لحقت بكل الأطراف الترجية، من بين هذه المسائل مردود جل اللاعبين الذي لم يرتق إلى الدرجة المطلوبة المؤهلة إلى النجاح القاري وكذلك اندفاعهم وتفكيرهم في مصلحة الفريق والذود عن لونيه وهو أمر لم يكن بالصفة اللازمة التي تعادل الجرايات والمنح التي يتحصلون عليها هذا إلى جانب موضوع قلة الإنضباط التي لم ترق إلى رئيس النادي وجعلته يتدخل في الوقت المناسب حتى يغيّر كل شيء داخل المجموعة وذلك من خلال وضع اللاعبين أمام مسؤولياتهم وتحذيرهم من مغبة المواصلة في نفس هذا المنهج والضرب بقوة لفرض الإنضباط باعتباره أحد مفاتيح وشروط النجاح في أي فريق . ما قام به حمدي المدب في نهاية الأسبوع المنقضي كان له وقع إيجابي على الأجواء العامة لفريق الأكابر وبالتالي على آداء بعض اللاعبين في مباراة الأجوار ضد الملعب التونسي وخاصة على اندفاع البعض منهم والإنطلاق في التفكير في مصلحة المجموعة قبل المصلحة الشخصية. قرارات تأديبية رئيس الترجي الرياضي حمدي المدب لم يكتف بتوجيه اللوم إلى اللاعبين والتعبير عن غضبه من تصرفاتهم ومطالبتهم بالإنضباط والذود على ألوان النادي بل إنه اتخذ جملة من الإجراءات التأديبية التي تتعلق ببعض اللاعبين الذين لم نجدهم ضمن قائمة ال18 لاعبا المؤهلين للمشاركة في دربي البقلاوة الأحد المنقضي هذا علاوة على تغيير شارة قيادة الفريق من خليل شمام إلى الحارس معز بن شريفية... هذه القرارات التأديبية والردعية هي في نفس الوقت قرارات تحفيزية لإشعار بعض اللاعبين أن الترجي الرياضي لا يقف على أحد وأنه يمكن الإستغناء عليهم وهذا ما سيجبرهم على مضاعفة المجهودات والعمل على الإرتقاء بآدائهم إلى الدرجة التي تمكنهم من المحافظة على مكانهم في التركيبة الأساسية... وقد أعطى هذا الحافز أكله في اللقاء الأخير ضد الملعب التونسي حيث كان آداء جل اللاعبين أفضل من مباراة قرمبالية وهذا ما أثر إيجابيا على مردود الفريق ككل بما يفسر الفوز العريض الذي انتهى عليه هذا الدربي. اختيارات تؤشر إلى بعض «النهايات» إضافة إلى القرارات الردعية والتأديبية التي اتخذها الرجل الأول في النادي حمدي المدب والتي تؤكد نهاية مشوار بعض اللاعبين في الترجي الرياضي من جهة واقتراب رحيل البعض منهم عن حديقة الرياضة «ب» فإن التغييرات التكتيكية والإختيارات الفنية تصب في نفس المنهج وتؤشر هي الأخرى إلى بعض «النهايات» . من أبرز هذه الإختيارات تثبيت محمد بن منصور في محور الخط الخلفي حيث أصبح أحد ركائز الدفاع بفضل الآداء المتميز الذي يقدمه والذي أنهى به مشوار الجزائري عنتر يحيى مع الفريق، من بين أهم الإختيارات كذلك تغيير خطة هاريسون آفول إلى محور وسط الميدان ونجاح الغاني في مهمته الجديدة حيث أصبح مردوده أفضل بحكم هذا التحوير الذي يؤشر إلى تعديلات كبيرة في هذا الخط خصوصا مع النية الواضحة في منح الفرصة مستقبلا لبعض عناصر منتخب الأصاغر الذين ينتمون إلى وسط الميدان بما يؤشر إلى حدوث ثورة كاملة في هذا الخط الهام والمؤثر بشكل كبير ومباشر على مستوى آداء الفريق ككل وكذلك النسق المتبع الذي تحدده استعدادات وتحركات وسرعة وجاهزية لاعبيه. غدا الدخول في تربص مغلق نأتي الآن إلى تحضيرات فريق باب سويقة للمباراة القادمة التي تجمعه بنجم المتلوي على أرض الأخير يوم السبت القادم وهي مواجهة تندرج ضمن الجولة الخامسة من مرحلة الذهاب لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لنشير إلى أن المدرب اسكندر القصري وضع برنامجا متنوعا ومتكاملا يتطرق إلى كل الجوانب الكفيلة بتجهيز الفريق لهذا الموعد مع تركيز على الناحيتين البدنية والتكتيكية لتحسين الأولى خصوصا لدى بعض اللاعبين ولإعداد الثانية بالشاكلة التي تسمح للاعبين حسن تطبيق الطريقة واستغلالها لمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية ... كما يتضمن هذا البرنامج تربصا مغلقا بضاحية قمرت ينطلق عشية غد الخميس مباشرة بعد الحصة التدريبية التي سيخصص الإطار الفني جانبا كبيرا منها للمباراة التطبيقية التي ستكشف لنا الإختيارات التكتيكية على مستوى التشكيلة الأساسية. مواجهة صعبة يدرك الترجيون أن مباراتهم القادمة أمام نجم المتلوي لن تكون سهلة بالمرة بل تنتظرهم مباراة صعبة للغاية ضد منافس استأسد في الموسم الفارط في الذود عن ألوانه في الملعب الأولمبي بالمنزه بالذات في سباق الكأس وانسحب وقتها أمام الترجي الرياضي بركلات الترجيح هذا إضافة إلى الفوز الهام الذي عاد به يوم الأحد الفارط من المنستير والذي يؤكد حسن الإستعدادات الحالية للفريق بما يزيد في تعسير مهمة الأحمر والأصفر وجعل هذا التنقل محفوفا بالمخاطر بالنسبة لأبناء باب سويقة الذين لا ياملون مشاهدة سلسلتهم الوردية تتوقف بالمتلوي وهذا ما يفسر الجدية في التمارين والتركيز في العمل التكتيكي... الترجيون يتحولون بعد غد إلى المتلوي لحسن تحضير هذا اللقاء وضمان كل ظروف الراحة للاعبين حتى يكونوا على أتم الإستعداد لهذه المواجهة. لا تغييرات منتظرة اختيارات المدرب اسكندر القصري النهائية على مستوى التشكيلة ستتضح غدا في حصة مخصصة أساسا للمباراة التطبيقية لكن وفي انتظار التأكيد فإن التغييرات في التركيبة الأساسية ومقارنة مع اللقاء الأخير ضد الملعب التونسي غير متوقعة بالمرة حيث تفيد كل المؤشرات أن الإطار الفني للأحمر والأصفر سيحافظ على نفس الإختيارات خصوصا وأن الآداء الجماعي شهد تطورا ملحوظا قد يتدعم مستقبلا في حالة المحافظة على نفس التركيبة ومزيد كسب اللحمة والتفاهم بين اللاعبين... على كل ، هذا ما نتوقعه لكن ننتظر التأكيد غدا في الحصة المسائية المبرمجة والتي قد تأتي لنا بالجديد.