ألقت الهزيمة الأخيرة أمام فريق «الهمهاما» بظلا لها على أجواء الأولمبي الباجي بما أدّى في البداية إلى إقالة الإطار الفنّي للفريق قبل أن يعلن جلال الغربي إنسحابه من مهمّة رئاسة النادي الأمر الذي خلّف ردود أفعال ومخاوف حول مستقبل الفريق خاصة أن الوضعية الصعبة والنتائج المتردية لا تتحمّل أي فراغ إداري أو أية إشكاليات قانونية حول شرعية ما تبقّى من الهيئة المديرة الحالية التي عرفت عددا كبيرا من الإستقالات في صفوف أعضائها المنتخبين... ذريعة قانونية بعد يوم واحد من الهزيمة أمام نادي حمام الأنف وإرتفاع وتيرة الضغط المسلّط على الهيئة المديرة جراء تتالي الهزائم والخيبات فاجأ رئيس النادي الجميع بقرار الإنسحاب من رئاسة الهيئة المديرة مبررا ذلك بموانع صحيّة وبقرار طبّي يفرض عليه الخضوع إلى الراحة وتفادي مواجهة أي ضغط...والأكيد أن إنسحاب جلال الغربي بأي شكل من الأشكال سواء كان إستقالة رسمية أو التخلّي عن المهام هو في نهاية الأمر فراغ في خطة رئاسة النادي تمّ تغليفه بإجراء تمرير مهام لفائدة نائب الرئيس الذي سيتولّى تسيير أعمال النادي إلى حين عقد جلسة عامة إنتخابية لم يحدد تاريخها بعد بناء على ما يخوّله القانون الداخلي من إمكانية لإبتعاد رئيس النادي لسبب قاهر على غرار المرض أو السفر بما يمنحه حق تفويض صلاحياته لنائبه ولأمين المال أو الكاتب العام حتى تواصل الهيئة المديرة وجودها القانوني ولا تفقد مشروعيتها على أمل أن يتمكّن رئيس النادي من تسوية وضعية مجموعة من الصكوك التي سلّمها بإسمه الخاص لفائدة عديد اللاعبين منذ الموسم الماضي وذلك في إنتظار وصول موارد مالية منتظرة بداية بمنحة الإشهار من طرف أحد شركات الإتصالات...ورغم هذا السند القانوني الذي يضمن حياة الهيئة المديرة الحالية فإن عديد الأحباء طالبوا بالرحيل الحيني لهذه الهيئة لتترك مكانها لهيئة وقتية مستقلّة تعدّ لجلسة عامة إنتخابية في أقرب الآجال. لماذا التراجع عن الهيئة الوقتية؟ عندما أعلن جلال الغربي عن إنسحابه تسرّب خبر نيّة التوجه للإستنجاد بهيئة وقتية مستقلّة تتكوّن من خارج أعضاء الهيئة المديرة الحالية تعهد لها مهمّة التحضير لعقد جلسة عامة إنتخابية في أقرب الآجال إلا أنه سرعان ما تمّ الإلتفاف عن هذه الفكرة وإلغائها من حسابات بعض أعضاء الهيئة الذين تمسكوا بالبقاء رغم حجم الأزمة وقيمة الرهان في هذه المرحلة خاصة أن هيئة جلال الغربي عرفت عديد الإنسحابات منذ الموسم الماضي بداية بالكاتب العام السابق محمد مصدق بكار الذي إستقال بصفة رسمية وقانونية في حين إبتعد عماد الدين الطبوبي منذ فترة طويلة ومثله فعل يوسف البوكاري قبل أن يعود هذا الموسم كما إنسحب عادل الريابي منذ الموسم الفارط دون أن يقدّم إستقالة مكتوبة ليتم اللجوء بتعويض هذه الأسماء بعناصر غير منتخبة الأمر الذي أفقد الهيئة المديرة مشروعيتها الأخلاقية في أنظار عديد المتابعين والمحيطين بالفريق والأحباء وحتى قرار إنسحاب رئيس النادي لم يكن كافيا للخروج والإسراع بتهيئة الظروف لعقد جلسة عامة إنتخابية تكون بمثابة جسر العبور نحو مرحلة جديدة بعد أن وصل الفريق إلى طريق مسدودة وتأكدت كل مقومات فشل الهيئة الحالية وهي التي أوصلت الأولمبي الباجي إلى وضعيته الحالية التي دقّت معها كل نواقيس الخطر...ليبقى الهم الوحيد لما تبقى من هيئة جلال الغربي العمل على تسوية الصكوك دون التفكير في ما قد يسببه قرار الإستمرار من تعميق لجراح النادي قد تصعب مداواتها إذا ما تواصل الأمر على ما هو عليه... عناوين الفشل تواصل العمل لا يختلف إثنان في أن هيئة جلال الغربي تتحمّل مسؤولية مباشرة في ما يعرفه الفريق من أزمات ومصاعب على جميع المستويات بداية بالوضعية المادية وصولا إلى النتائج الكارثية ورغم ذلك يتشبث أغلب رموز وعناوين الفشل في هذه الهيئة بمواصلة العمل وعدم التوجه نحو تخليص الفريق من أعباء إختياراتهم الفاشلة وعجزهم عن توفير الحلول الكفيلة بإخراج الأولمبي الباجي من هذا المأزق... فقرار جلال الغربي بالإبتعاد مهما كان سببه في هذه الفترة كان يكون مخرجا مشرفا للبعض لو إتخذوا نفس القرار إعترافا بالفشل وعدم القدرة على تدارك الأخطاء التي إرتكبوها في حق النادي إلا أن تمسكهم بالمواصلة يجعلنا نتساءل عن حجم إنجازات هذه الأسماء التي لا نرى لها أثرا إلا عند قرارات التسمية والعزل لتختفي بعد ذلك بسرعة عند الشدائد وتترك الفريق يتخبط في أزمته... فمجرد إقالة إطار فني هو إعتراف مباشر بالقرارات الخاطئة والهروب نحو المجهول لأن الجميع يعلم أن من قبل تسلم عهدة تسيير النادي خلفا لجلال الغربي هو الآمر الناهي من البداية وهو صاحب القرارات والإختيارات فكيف له أن يعيد الفريق إلى توازنه بعد أن وضعه على طريق الهاوية...فنائب رئيس النادي هو من روّج لقرار تشبيب النادي والتعويل على أبناء الفريق من الشبان دون أي قراءة لعواقب هذا القرار الذي إتخذه للتغطية عن عجز الهيئة عن القيام بالإنتدابات اللازمة وتجديد عقود ثوابت الفريق في ظل الأزمة المالية المتفاقمة والتي لن يكون من السهل القضاء عليه في هذه الظروف وبنفس الوجوه ونفس آليات العمل... كما أن نائب الرئيس تشبث بمواصلة الهيئة الحالية لمهامها إلى غاية شهر فيفري القادم فقط لغاية تسوية إلتزامات مالية وإسترجاع صكوك شخصية بإسم رئيس النادي دون أية مراعاة لوضعية الفريق وما قد يترتب عن ذلك من أزمة بات الأولمبي الباجي يجني آثارها منذ بداية الموسم الحالي...ليبقى التساؤل مطروحا كيف لمن عجز عن النجاح في ظروف عادية أن يجد الحل بعد أن كان طرفا مباشرا في الفشل؟