استفاقت صباح اليوم الثلاثاء منطقة اللواتة التابعة لأحواز معتمدية حاجب العيون على نبأ فاجعة مؤلمة تمثلت في تعمد احد المواطنين قتل طفليه وهما في عمر الزهور بكل وحشية حيث تعرضا إلى الضرب المبرح نتج عنه الموت المباشر . "التونسية" تحولت إلى منطقة اللواتة الهادئة والرابضة تحت جبل " زوايا " وهي التي لم تسجل بها مثل هذه المآسي الاجتماعية من قبل. حيث تحدث إلينا احد أقارب الضحايا الذي أفادنا أن الجاني والد الأطفال يبلغ من العمر أربعين سنة وهو رجل مستقيم في حياته اليومية يؤدي واجباته الدينية بصفة منتظمة كثيرا ما يتردد على القطر الليبي بهدف العمل عاد ليلة الحادثة صحبة زوجته من مدينة حاجب العيون بعدما قاما بحضور مأتم عزاء لإحدى قريباته المتوفاة مؤخرا . وعند وصوله إلى منزله بمنطقة اللواتة في حدود الساعة العاشرة ليلا رفقة زوجته فوجئ بأحد أبناءه المدعو سفيان اللواتي له من العمر 10 سنوات مرسم بالسنة الرابعة ابتدائي بمدرسة القرية بحاجب العيون بصدد مشاهدة التلفاز فاستفسر إن كان قد قام بإعداد واجباته المدرسية لكن هذا الأخير اخبره انه لم يقم بذلك ووعده بانجاز ذلك في اليوم الموالي عندها استشاط الأب غضبا وطلب منه دعوة شقيقته مريم لها من العمر ثماني سنوات للالتحاق به فورا والتي كانت تسهر في غرفة مجاورة إلى جانب جدتها للأب وهي تلميذة مرسمة هي الأخرى بالسنة الثانية ابتدائي بمدرسة القرية بحاجب العيون. وحالما وصلت البنت قام بغلق باب البيت عليهما في الوقت الذي أرادت فيه الأم التدخل بالحسنى لكنه منعها من ذلك وشرع مباشرة في ضربهما بواسطة عصا وحزام جلدي بأماكن مختلفة من جسديهما. وبعد فترة قصيرة فتح باب الغرفة وهو في حالة هستيرية صعبة مخبرا زوجته انه قام بقتل ابنه سفيان وسمح لها بالدخول لتفاجئ بابنتها مريم وهي تحتضر قبل أن تفارق الحياة بين أحضانها في حين كان احد الأطفال الصغار ولده يدعى احمد له من العمر ثلاث سنوات حاضرا في بيت الجريمة وقد سارع بالاختباء داخل " زاورة" ببيت الجريمة خشية من أن يطاله بطش والده الذي وقف أمام البيت طويلا منتحبا بعدما شعر بالخطيئة التي ارتكبتها يداه طالبا من زوجته عدم الصراخ وكذلك عدم إعلام الجيران بما حصل . وبعد قرابة الساعة من الزمن اختفى في لمح البصر متحصنا بالجبال القريبة من محل إقامته عندها سارعت الزوج بإطلاق عقيرتها بالصياح طالبة النجدة حيث تجمع الأهالي الذين قاموا بإشعار أعوان مركز الحرس الوطني بحاجب العيون الذين تحولوا على عين المكان للمعاينة والتحفظ على الجثث قبل أن يحل ممثل النيابة العمومية بالقيروان الذي قام بمعينة الحادثة الأليمة وبالتالي إعطاء الاذن بنقل الجثث للتشريح والوقوف عند الأسباب الحقيقة للوفاة. وذلك في الوقت الذي لايزال فيه الجاني متحصنا بالفرار في الجبال المجاورة الشيء الذي تطلب الإبقاء على عناصر من الأجهزة الأمنية قريبا من مكان الحادثة لرصد تحركات الجاني الذي صدرت في حقه برقية تفتيش وهو محل مراقبة كبيرة من الأجهزة الأمنية المختصة . هذا وقد تركت مثل هذه الحادثة الأليمة الكثير من الأسى والحسرة في صفوف عموم أهالي منطقة اللواتة المسالمة وكذلك لدى عامة متساكني معتمدية حاجب العيون لما أفرزته نتائجها من القضاء على طفلين في عمر الزهور. حكم عليهما والدهما بالفناء في لحظة غضب وبالتالي تسبب في كارثة اجتماعية يبقى أهم مخلفاتها الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها اليوم الطفل الصغير الذي كان يستعد والد الجاني للقيام بعملية ختانه خلال الأسبوع القادم وهو الذي كان شاهد عيان على الحادثة وهو اليوم يستحق متابعة طبية ونفسية ضرورية من لدى أهل الاختصاص في محاولة لنسيان سيناريو هذه الحادثة المأساوية المؤلمة .