ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس في موفى شهر ديسمبر المقبل في جريمة اعتداء بالعنف الشديد تورط فيها شاب عمد إلى تعنيف صديقته إذ انهال عليها ضربا مبرحا ركلا ولكما مما تسبب في كسر فكها وأسنانها الأمامية فضلا عن كسر بيدها. وقد انطلقت وقائع هذه القضية التي جدت في شهر فيفري 2013 على اثر شكاية تقدمت بها المتضررة إلى السلط الأمنية أفادت ضمنها أنها تعرفت على المشتكى به الذي أعجب بها كثيرا وتطورت علاقتهما إلى حد أنهما أصبح يلتقيان بمنزل والديه ثم تحولت للإقامة معه بغرفته بمنزل والديه بشكل شبه دائم كأي زوجين وأضافت انه بعد فترة بدأت المشاكل تعرف طريقها لعلاقتهما والتي بدأت على اثر دعوة المتضررة لصديقتها للحضور بمنزل صديقها ولكن هذه الدعوة كانت وراء ما انجر من كوارث لاحقا حيث أعجب المظنون فيه بالفتاة وظل يرمقها طوال مدة الزيارة بنظرات فيها الكثير من الإعجاب ومنذ ذلك اليوم قرر ربط علاقة معها فاتصل بها هاتفيا وعبّر لها عن إعجابه بشخصها وانه يريد التعرف عليها، من هنا بدأت علاقتهما اذ كان يلتقيها بشكل دائم بعيدا عن منزل عائلته حتى لا تتفطّن عشيقته للأمر لكن هذه الأخيرة (وهي الشاكية) تفطنت للحقيقة على سبيل الصدفة حيث ضبطتهما مرّة سويا في وضعية مسترابة فثارت ثائرتها وأحست بالمهانة وهددت عشيقها بأنها ستقدم شكاية للسلط الأمنية لتعلم عن طبيعة العلاقة الرابطة بينهما إن هو لم يوقف هذه العلاقة وتكررت تهديداتها إلى أن سئم هذا الأسلوب وقرر تأديبها بعد أن أحس أنها أصبحت عبءا عليه وعائقا أمام ارتباطه بفتاة أحلامه الجديدة (صديقتها) فاتصل بها وأعرب لها عن رغبته في التصالح معها وفض الخلاف العالق بينهما لأنه لا يستطيع العيش من دونها فصدقت المتضررة كلامه بعد أن تصورت انه ثاب إلى رشده وتحولت إلى منزل والديه فتظاهر أثناء لقائه بها بالشوق إليها ثم باغتها بسلسلة من اللكمات حتى خارت قواها ثم انهال عليها ركلا على مستوى وجهها ورأسها وفي أنحاء متفرقة من جسدها، وعندما شاهدها تفقد وعيها أدرك خطورة ما أقدم عليه فاستنجد بشقيقته ووالدته اللتين سارعتا بنقلها على جناح السرعة الى المستشفى حيث تلقت الإسعافات اللازمة وتبيّن ان الاعتداء تسبب لها في أضرار جسيمة من بينها كسر في فكيها, كسر في أسنانها الأمامية وكسر بيدها ,وقد تمسكت المتضررة بتتبعه من أجل ما نسب اليه . وبموجب هذه الشكاية القي القبض على المظنون فيه. وباستنطاقه أفاد انه اعتدى على المتضررة عندما كان في حالة سكر لأنها رفضت أن تتركه يعيش حياة مستقرة منذ أن علمت انه على علاقة بصديقتها وأنها حوّلت حياته الى جحيم وباتت تهدّده يوميا بتقديم شكاية ضده بتهمة التغرير بها والزواج بها على خلاف الصيغ القانونية إلى أن سئم تصرفاتها وعزم على الانتقام منها فاستدرجها يوم الواقعة إلى منزله وانهال عليها ضربا وأكّد المظنون فيه أنها السبب المباشر في وقوع الجريمة وذلك عندما أمعنت في استفزازه حتى قبل الاعتداء إذ حاول إقناعها بالحسنى بقطع علاقتها معه إلا أنها كانت ترفض بشدة مشيرا إلى أن الأمر بلغ بها في إحدى المرات إلى محاولة إضرام النار في المنزل لولا أن تفطن لها في الوقت المناسب وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل القضية وبعد ختم الأبحاث وجهت له تهمة الاعتداء بالعنف الشديد وسيمثل قريبا أمام أنظار المحكمة.