الحماية المدنية تعجز عن انتشال الجثة بعد مجهودات 48 ساعة فهل يأتي الحلّ على أيادي فنّيي «فسفاط قفصة»؟ من المعروف ان جهة القصرين تضم اكثر المناطق والمعالم الاثرية في تونس وهي منتشرة في كل معتمدياتها بأعداد متفاوتة واهمها في حيدرة وسبيطلة والقصرين وتلابت وحاسي الفريد وتالة بل وحتى في جبلي الشعانبي وسمّامة .. وهو ما جعلها منذ سنوات طويلة قبلة للباحثين عن الكنوز والقطع الاثرية الثمينة يأتون اليها حتى من الخارج للقيام بعمليات تنقيب وحفريات سرية على أمل الفوز ب «جرّة لويز» او « تمثال ذهبي» أو «آوان برونزية» وغيرها .. وكان لعدد من افراد عائلة الرئيس المخلوع طوال سنوات العهد البائد العديد من المغامرات في جبال القصرين ومناطقها الاثرية قيل انها اثمرت ثروات هامة .. وآخر محاولة في هذا المجال شهدتها أول امس منطقة «قارة النعام» الواقعة بين الحدود الجزائرية ومدينة تلابت ( 30 كلم جنوبالقصرين ) وأدت الى هلاك «صائد كنوز» في عمق حوالي 27 مترا تحت باطن الارض بعد ان انهارت عليه جوانب «الحفرة» التي حفرها صحبة صديق له ودفنته تحت اطنان من الاتربة والحجارة .. «التونسية» تحصلت من شهود عيان ومن الادارة الجهوية للحماية المدنية بالقصرين على جميع تفاصيلها التي نقدمها لقرائنا حتى تكون درسا لكل من تقوده مطامعه للسطو على جزء من تاريخ وحضارة وطننا. خرائط وحفرية سرية يقول أبناء المنطقة ان الايام الاخيرة من الاسبوع الماضي شهدت قدوم شخص اصيل جهة صفاقس الى القرية واتصاله بصديق له يعرف جيدا تضاريسها قال له ان لديه خرائط قديمة تشير الى وجود كنز مدفون في احد الاماكن وانه لا بد من القيام بالحفر لاستخراجه والانتفاع به وشرعا في أشغال الحفربواسطة آلة جلبها «صائد الكنوز» معه دون ان يتخذا الاحتياطات اللازمة لتامين جوانب «الحفرة» العميقة التي حفراها ولما وصلا الى عمق يبلغ حوالي 27 مترا وبينما كان الاخير داخلها يواصل عمله انهارت عليه الاتربة وردمته اطنان منها فسارع مرافقه بطلب النجدة وتم اعلام الحماية المدنية بالحادثة. تعزيزات ومجهودات كبيرة لانتشال الجثة سخرت الادارة الجهوية للحماية المدنية كما اكده لنا مديرها المقدم فتحي التواتي كل امكانياتها البشرية والمادية وتحولت بعدد كبير من ضباطها واعوانها على عين المكان وشرعت في البحث عن جثة «صائد الكنوز» المدفون في عمق الارض ونظرا لصعوبة المهمة بحكم عشرات الاطنان من الاتربة التي لا بد من ازاحتها فانها طلبت تعزيزات من العاصمة وصلت الى موقع الحادثة كما وقعت الاستعانة بجرافات لبعض الخواص وبذلت مجهودات عملاقة على مدى ال 48 ساعة الاخيرة للوصول الى العمق الذي توجد فيه الجثة لكن الى حد مساء امس لم يتم العثور عليها لان العملية ليست سهلة وتتطلب امكانيات كبيرة وآليات ضخمة ووقتا طويلا ومن المنتظر ان تتواصل جهود رجال الحماية المدنية اليوم الثلاثاء بحثا عنها. طلب تدخل فنيي شركة فسفاط قفصة علمنا مساء امس ان السلط المسؤولة عن العملية وبعد ان تم حفر مساحات كبيرة حول «الحفرة – البئر» في محيط 100 متر اصبح التفكير يتجه نحو دعوة والي الجهة لطلب تدخل شركة فسفاط قفصة بآلياتها وفنييها المتعودين على مثل هذه الاعماق في مناجم المتلوي وأم العرائس والمظيلة والرديف للمساعدة في الوصول الى الجثة بعد ان تتولى الحماية المدنية اعداد العمليات التحضيرية اللازمة لحفر نفق يؤدي الى اسفل « الحفرة» وذلك مثلما حصل في حادثة مماثلة وقعت سنة 1986 في منطقة «الصخيرات» بماجل بالعباس لما ابتلعت بئر بصدد الحفر ثلاثة اشقاء ودفنتهم الاتربة في عمقها وتم انتشال جثثهم بعد اكثر من اسبوع .