الجزائر (وكالات) قالت أمس صحيفة «الشروق اليومي» الجزائرية :«ان قرار الحكومة الفرنسية، بالتدخل عسكريا مرة أخرى في إفريقيا الوسطى،يثير شكوكا كبيرة عن فعالية هذه العمليات العسكرية وانعكاساتها المباشرة على الجزائر، باعتبارها أكثر المعنيين بمسألة الأمن والاستقرار في المنطقة، فلا تزال الآثار السلبية التي خلّفها التدخل العسكري الفرنسي في كل من ليبيا ومالي، مصدر إزعاج وتهديد مستمر للأمن القومي العام، ليس فقط للجزائر ولكن لكل دول الجوار، حتى تقرر فرنسا فتح جبهة جديدة في إفريقيا الوسطى في قلب مجالاتها الحيوية الثلاثة (جنوب السودان، البحيرات الكبرى ومنطقة الساحل)». وأضافت :«حسب تقرير صدر الشهر الماضي، عن المعهد الوطني للدفاع، فإنه يجب على فرنسا أن تكون حريصة على تطويق الجزائر أمنيا بحلفائها في المنطقة، فمن الجهة الغربية لا تزال المغرب أكبر حليف استراتيجي للغرب وفرنسا على وجه التحديد، وهو البلد الذي لا يزال نظامه يحتفظ بعلاقات متشنجة وعدائية مع الجزائر، أما شرقا فهناك ليبيا الجديدة التي أسهمت فرنسا في رسم معالمها وإن لم تتضح بعد، فإن الفوضى المنتشرة وحالة عدم الاستقرار تمثل تهديدا كبيرا للجزائر من خلال انتشار السلاح وتمويل الجماعات المسلحة، في حين أن الحرب الفرنسية في مالي أعادت رسم واقع سياسي جديد في البلاد تقوده مجموعة أبدت استقلاليتها منذ أول يوم في معالجة ملف الأزواد ( طوارق مالي )، دون الرجوع إلى الوساطة الجزائرية المعتادة، وهو الأمر الذي سرعان ما فجّر وقف إطلاق النار بين الطوارق والحكومة الجديدة في باماكو. و أشارت الصحيفة الجزائرية الى أن حجّة فرنسا هذه المرة في تدخلها العسكري الجديد بإفريقيا هو القضاء على المتمردين، وإعادة قطار الشرعية للبلاد وأيضا قطع الطريق على مخاطر محتملة من العناصر الإسلامية بما في ذلك جماعة «بوكو حرام» النيجيرية، والتي يمكن حسب منطق الحكومة الفرنسية أن تخلق ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية التي تقاتلها فرنسا في مالي. و اعتبرت «الشروق اليومي» الحجج التي تقدمها فرنسا لتبرير تدخلها العسكري في افريقيا الوسطى وقبلها في مالي « غير مقنعة وغير كافية لتبرر الحاجة إلى التدخل عسكريا مرة أخرى في شؤون القارة السمراء، بمهمة الشرطي الذي يسعى لاستعادة الأمن ويقضي على مظاهر التمرد والفوضى». و خلصت الى القول بأن الحكومة الاشتراكية تريد من خلال التدخل العسكري في إفريقيا الوسطى، رفع أسهم الرئيس فرنسوا هولاند، الذي فقد شعبيته وتعالت الأصوات المعارضة وحتى من بعض حلفائه السابقين، منددة بأداء ادارته.