من الطبيعي جدا ألا يمر قرار الرابطة الوطنية لكرة القدم القاضي بتأجيل مباراة قوافل قفصة والنادي الصفاقسي مر الكرام لأنه يعد سابقة خطيرة لم نعهدها من قبل بما أن كل قرارات التأخير الماضية جاءت قبل التزامات الأندية التونسية على الصعيدين القاري أو الإقليمي وليس بعدها وهذا ما خلف احتجاجات رسمية من الهيئة المديرة للترجي الرياضي من جهة وأيضا حالة من الغضب والغليان في صفوف الأحباء الذين يرون في مثل هذه القرارات مسا من مصالح جمعيتهم وتعديا على المسيرة العادية للبطولة والتي من المفروض أن تعمل الرابطة على فرضها لا أن تتخذ قرارات تعرقلها وتخدم مصالح هذا الطرف على حساب ذاك ... هذا الهيكل المشرف على كرة القدم التونسية وضع نفسه بقراره هذا في موقف حرج جدا بما أنه مطالب من اليوم بتأجيل كل المقابلات التي يتفق فيها الطرفان أو الفريقان على ذلك وهذا ما سيدخل إرتباكا على الرزنامة ويجعل نهاية البطولة متذبذبة ومتأخرة . الترجي والحق المسكوت عنه كل التجارب السابقة على مستوى القرارات أكدت معطى واضحا يجب الوقوف عليه بكل موضوعية بعيدا عن الإنتماءات والمصالح ... هذا المعطى يكمن في أن القرارات التي تتخذها الهياكل الرياضية في صالح الترجي الرياضي تقوم بسببها الدنيا ولا تقعد حتى وإن كانت قانونية ومنصفة حيث تتعالى في هذه الحالات الأصوات مرددة تلك الإسطوانات المعروفة من سياسة المكيالين والفرق الكبرى والصغرى والمصالح الذاتية إلى غير ذلك من الجمل والعبارات التي تعودنا عليها ومللناها صراحة كلما يأخذ فريق باب سويقة حقه أو تنصفه قرارات الجامعة أو الرابطة... أما إذا انعكست الآية وتكون القرارات ضد الترجي الرياضي ولفائدة منافسيه فإنها تمر مرور الكرام، بصورة عادية ، لا كلام وسلام، لا سياسة المكيالين ولا شيء من هذا القبيل وتصبح الهياكل الرياضية مشكورة على تطبيق القوانين وعلى القيام بواجبها حتى وإن تعدت بعض الحدود لأن حق الأحمر والأصفر مسكوت عليه ... هذه هي حال شيخ الأندية التونسية وقدره الذي فرض عليه أن يتعامل ويتعايش معه وأن يرضى به حتى على حساب مصالحه ودفاعه عن حقوقه . ماذا لو كان الترجي مكان الصفاقسي؟ هنا لو نقف دقيقة واحدة ونتصور معا كيف سيكون التعاطي مع الموضوع وردة الفعل لو كان الترجي الرياضي مكان النادي الصفاقسي ووقع تأجيل مباراته وسط الأسبوع لتمكينه من الإستعداد الأفضل لكلاسيكو هام في نهاية الأسبوع ومواجهة فريق عاصمة الجنوب؟ ... لا تفكروا كثيرا ولا ترهقوا أنفسكم بتصور السيناريوات والأحداث لأن الإجابة بسيطة وسهلة حيث كانت هذه البطولة ستوصف بأسوإ وأفظع النعوت وفي مقدمتها « بطولة العار» وكانت السهام سترمى على الرابطة وأعضائها والترجي الرياضي ومسؤوليه من كل صوب وحدب ولكنا سمعنا بالتهديدات بالإنسحاب ومقاطعة البطولة وسحب الثقة من هذا الهيكل وذاك إلى غير ذلك من الممارسات التي غالبا ما رأيناها وسمعناها في مثل هذه الحالات... سياسة المكيالين ... في سنة 2006 حين كان يرأس عزيز زهير الترجي الرياضي وجد فريق باب سويقة نفسه في نفس وضعية النادي الصفاقسي اليوم حيث طالب بتأجيل مباراته ضد قوافل قفصة في ملعب المنزه وسط الأسبوع بسبب عودته المتأخرة من جنوب إفريقيا آنذاك لكن طلبه رفض وخاض فريق باب سويقة اللقاء بعد 48 ساعة فقط من عودته إلى تونس وتعثر بنتيجة سلبية في تلك المقابلة ولم يحظ بالهدية التي تم منحها لفريق عاصمة الجنوب اليوم ، وهنا يجب أن نكون صادقين وواضحين ونؤكد أن طلب النادي الصفاقسي هذا يرمي إلى شيء واحد وهو حسن إعداد مقابلة الترجي الرياضي وتحقيق نتيجة إيجابية فيها وليس شيئا آخر وها قد نال مراده على عكس غيره الذي وجد نفسه في نفس الوضع سابقا ولم يحصل على شيء. إن هذا القرار الذي اتخذته الرابطة الوطنية المحترفة فريد من نوعه حيث لم يسبق أن تم تأجيل مباراة لأي فريق بعد مشاركته الإفريقية بما أن مثل هذه القرارات اتخذت في الماضي قبل الإلتزامات القارية وكانت الغاية منها تمكين ممثلي تونس من حسن الإستعداد وتمثيل البلاد على الوجه الأفضل. فلماذا يا ترى انقلبت الآية هذه المرة ؟ ... مهما تكن الإجابة هنا فإن الثابت والأكيد ومثلما أوضحناه آنفا فإن الرابطة وضعت نفسها في مأزق كبير ووضعت السير الطبيعي للبطولة في منزلق خطير . هذا القرار جعل الترجيين يحتجون بشدة على المستوى الرسمي فيما بعث شعورا بالظلم وحالة من الغليان لدى الأنصار الذين يؤكدون أن هذه هي سياسة المكيالين بالفعل وهذه هي بطولة العار بعينها. اسم بن حمزة يعود إلى سطح الأحداث قرار الرابطة أعاد اسم الحكم مراد بن حمزة إلى سطح الأحداث في الترجي الرياضي حيث عادت ذاكرة أبناء باب سويقة إلى ما فعله هذا الحكم في الموسم الفارط من هفوات وتصرفات غيّرت مجرى اللقب وحرمت الأحمر والأصفر من تتويج جديد . الترجيون يعتبرون القرار الأخير تتمة لما حصل في الموسم الفارط من خدمه فريق على حساب آخر وهضم حق ناديهم وهو ما يفسر العزم على عدم التخلي عن مصلحة الأحمر والأصفر قيد أنملة لأن المواصلة في نفس تمشي الموسم الفارط ستكرس سياسة المكيالين أكثر فأكثر وستقرر اسم البطل على غرار السنة الفارطة. ممارسات بالية أكيد أن حالة الغصب التي انتابت أحباء الترجي الرياضي بعد شعورهم بالتلاعب بمصلحة فريقهم جعلتهم ينتفضون للتصدي إلى كل المحاولات والممارسات التي من شأنها أن تعرقل مسيرة ناديهم وتؤثر على نتائج مقابلاته، وفي هذا الصدد فإنهم يعتقدون أن المطالبة بحكم أجنبي يندرج ضمن الممارسات التي أصبحت مكشوفة ومعروفة ولم تعد تنطلي على القاصي والداني ولم تعد تؤثر البتة في الحكم الذي سيدير الكلاسيكو والذي يعلم الجميع أنه لن يتغير بحكم أجنبي مهما كانت الطلبات بما يميط اللثام عن المغزى الحقيقي من هذا الطلب وما يريد أن يصل إليه أصحابه. هل دفع «كرول» الثمن بسبب الترجي؟ موضوع كرول أيضا كان محل تعاليق أحباء الأحمر والأصفر الذين يقرون ويؤكدون أن الهولندي تعرض لكل تلك الموجة من الغضب والشتم لسبب وحيد وبسيط وهو أن اسم الترجي الرياضي كان موجودا في الموضوع... ويضيف أحباء الترجي الرياضي أن كرول لم يكن ليتعرض لكل ذلك الضغط لو لم يحشر الأحمر والأصفر في الحكاية التي يرونها أنصار فريق باب سويقة عادية سبق أن حصلت في البطولة التونسية ومن طرف نفس الأطراف التي فعلت من الحبة قبة الآن. هذه هي تفاعلات الترجيين مع القرار الأخير الذي اتخذته الرابطة أوردناها لكم بكل موضوعية لأن من حق أنصار كل ناد تبليغ رأيهم ... هذه التفاعلات تجعلنا متخوفين من الظروف والأجواء التي سيدور فيها الكلاسيكو يوم الأحد القادم ونطلب من كل السلط المعنية العمل على تهدئة الأجواء حتى تكون المباراة قمة فعلا من حيث المستوى الفني وكذلك الروح الرياضية على الميدان وفي المدارج.