تزامنا مع ما تشهده قواعد وهياكل حركة « نداء تونس» من تجاذبات واختلافات وما تعرفه عديد التنسيقيات الجهوية والمحلية من تصدّع نتيجة بروز ما يسمى ب « المكاتب الموازية» وما أفرزته من صراعات بين الاطارات القاعدية للحزب وصلت حد بروز موجة من الاستقالات رغم محاولة بعض القياديين درء التصدّع والتخفيف من وقع ما يحدث في الكواليس ووراء الستار للمحافظة على التوازن الداخلي للحزب تعود جهة سوسة الى واجهة الاحداث في هذا الشأن باعتبارها الجهة الاولى التي عرفت مثل هذه الاختلافات والتجاذبات الخفية داخل هياكل الحركة من خلال « الرجّة السياسية» التي أحدثتها الرسالة المفتوحة « شديدة اللهجة» التي وجهها فرج بوسلامة العضو المكلف بالإعلام بالمكتب الجهوي ل«نداء تونس»بسوسة للأستاذ الباجي قائد السبسي بحبر فايسبوكي والتي أثارت عديد التساؤلات حول المغزى الحقيقي من هذه الطريقة في الخطاب مع مؤسس ورئيس الحزب ومن يقف وراء هذه الاحداث المتواترة التي تعيش على وقعها حركة «نداء تونس» في الآونة الاخيرة. وفي ما يلي نص الرسالة الصادرة في الصفحة الرسمية للعضوالمكلف بالإعلام بالمكتب الجهوي بسوسة فرج بوسلامة « ... آن الأوان لأن يحدد الأستاذ الباجي قائد السبسي العلاقة بين السياسي والمالي في حركة «نداء تونس» وإلا فإن الأمور ستتدحرج نحو التعكر....كما آن الأوان لأن يتفطن السيد الباجي قائد السبسي الى ان النزيف يبدأ بقطرة وأن كل صوت يترك «نداء تونس» هو صوت مهم حتى وان كان مواطنا عاديا بسيطا لا يملك سلطة مال أو قرار أو تنظيم أو تعبئة....آن الأوان لأن يعود الاستاذ الباجي قائد السبسي الى مبادئه وافكاره الاولى ان الاحزاب يجب ان تكون صوت الشعب بل وصوت المواطن بل وصوت ذلك الذي فقد الامل في ان يكون مواطنا...وان السياسة ثقة وان الثقة ولاء وان الولاء لا يوزن بالمال...بل بالصدق...آن الأوان لأن يلتفت الاستاذ الباجي قائد السبسي الى شعبه الحائر والمحتار والذي بعد رفعه إياه فوق اعناق الأمل بدأ يتململ ويشك ويحتار....آن الاوان لنتذكر جميعا أن وزن السياسي لا يكمن فقط في قدرة حزبه على التنظير بل في قدرته على الفعل.. كان بن علي يعتقد ان حزبه سند له وربما قد كان كذلك...ولكن حزبه لم يكن يمثل صوت الشعب ومن يدخل معركة الحكم لا يدخلها بسند مؤسسته بل بسند الشعب لمؤسسته....انا في السياسة مبتدئ مقارنة بالأستاذ ولكن المبتدئ يرى ما قد لا يراه الاستاذ...يا سي الباجي آن الأوان لأن تنظر الى الاسفل...فما تراه في الاعلى ليس إلا غصونا لا تملك إلا وعود ثمرات...اما في الاسفل فعروق تصنع الثمرات...