انطلاقا من بعض المؤشرات مثل توجه الحزب الجمهوري الى التنسيق مع الجبهة الشعبية وسعي نداء تونس للانفتاح على الحزب الاشتراكي اليساري وحزب العمل الوطني الديمقراطي خلص بعض المحللين إلى وجود بوادر أزمة وقطيعة بين حركة نداء تونس والجمهوري. من المؤشرات الأخرى الخلاف داخل الجمهوري بين نجيب الشابي وياسين ابراهيم فالشابي يرغب في مواصلة التحالف مع نداء تونس بشرط ترشيحه للرئاسية في حين أن ياسين ابراهيم متمسك بالتحالف الثلاثي فقط مما أدى الى وجود خلاف بينهما، فما حقيقة القطيعة؟
الأستاذ قيس سعيد أكد أن التحالف في الواقع ليس تحالفا من أجل برنامج محدد بل هو تحالف في مواجهة طرف آخر وهم لا يلتقون الا على هذا الرفض ثم حتى وان وقع هذا التحالف اليوم فان حظوظه في اتمام المشوار تبدو ضعيفة .
وفسر ذلك قائلا «التناقضات بين الحلفاء كثيرة وكل واحد يتصور ويعتقد أنه الأفضل وأنه المهيأ أكثر للانتخابات الرئاسية وان كان بمستطاعهم التحالف بالنسبة لقصر باردو فان التحالف بينهم بالنسبة الى قصر قرطاج يصبح مستحيلا لانهم كما أسلفنا القول التقوا ضد طرف معين ولم يلتقوا حول برنامج واضح ومن المفارقات الغريبة أنهم منشغلون في التفكير والتحضير للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية أكثر مما منشغلون في التفكير في الدورة الأولى فكل واحد يعتقد أن حظوظه أوفر في حين أنه قد لا يتمكن من الترشح الى الدورة الثانية والبعض منهم قد لا تتوفر فيه بعض الشروط خاصة اذا تم في الانتخابات الرئاسية الاعتماد على نفس الشروط لدستور 1959. وأضاف «الترشح للرئاسة بالنسبة للأحزاب هدف أسمى وكل رئيس حزب يعتقد أنه الأحق بالترشح وبوادر «القطيعة» وعدم الانسجام ستظهر أكثر عند اقتراب المواعيد الانتخابية القادمة فبعد الحسم في موضوع المترشحين ستظهر التصدعات والخلافات أكثر».
اعتبر العضو في نداء تونس عادل الشاوش أن حركة نداء تونس فتحت أبوابها الى كل الأطراف ومن حقها أن ترشح للانتخابات الرئيس الذي تريده وشخصيا أنا مع ترشيح الباجي قائد السبسي لما له من صفات كما من حق الجمهوري أو اي حزب آخر اقتراح الاسم الذي يعتبرونه الأفضل والأقدر، وعن مدى توتر العلاقة وإمكانية حصول القطيعة مع الجمهوري قال الشاوش من الطبيعي أن توجد اختلافات ولكن لا أستطيع التكهن أو الاقرار بمدى تأثيرها السلبي أو الايجابي على مستقبل العلاقة بين الحزبين «والمهم بالنسبة الينا تغليب المصلحة العليا للبلاد ووصول الباخرة الى بر الأمان».
ومن المؤشرات التي ظهرت في الفترة الأخيرة وتؤكد «القطيعة» بين حركة نداء تونس والجمهوري حرص الحزب الأول على تكوين جبهة سياسية واسعة تضم خمسة أحزاب وهي الجمهوري والمسار وحركة نداء تونس والعمل الوطني الديمقراطي والحزب الاشتراكي اليساري في حين أن الحزب الجمهوري يتمسك بتحالف ثلاثي مع نداء تونس والمسار فقط مع اشتراط ترشيح أحمد نجيب الشابي للرئاسية المقبلة.