التونسية (تونس) ثلاثون عاما مرّت على بعث هيكل المسرح الوطني , ومن عام 1983 إلى سنة 2013 يختزن هذا الصرح المسرحي ثروة من إبداعات الفنّ الرابع ورصيدا مشرّفا من العلامات الفارقة على ركح أب الفنون ,كما يحفل سجّله بقائمة من الأسماء اللامعة التي حققّت الإضافة للمسرح التونسي ... وفي هذا الإطار أعدّت إدارة المسرح الوطني برمجة احتفالية تمتد طوال يومي غد وبعد غد بقاعة الفن الرابع بالعاصمة احتفاء بثلاثينية بعث مؤسسة المسرح الوطني . و في هذا السياق صرّح مدير المسرح الوطني أنور الشعافي ل «التونسية» أنّه سيتم عرض مقاطع ركحية لأولى انتاجات المسرح الوطني وهي مسرحية «من أين هذه البليّة» للمنصف السويسي والتي سيجسّدها على الركح كلّ من حليمة داود وعبد اللطيف خير الدين وهما من الممثلين الأصليين لهذا العمل المسرحي . كما سيُجسد كلّ من الممثلين جمال ساسي وجمال المداني مشهدا من مسرحية «مراد الثالث» لمحمد إدريس . وأخيرا سيتّم تقديم مقطعا من مسرحية «الرهيب» لمنير العرقي ,من تمثيل بشير الغرياني وصلاح مصدق وحليمة داود. و عن مقاييس اختيار هذه العناوين المسرحية, أفاد مديره أنور الشعافي أنّ الخيط الرابط بين كلّ هذه المسرحيات على اختلاف زمانها وتباعد تاريخها هو التطرّق إلى الدكتاتورية في الحكم وما يصحبها من استبداد وجبروت وطغيان وما يغلّفها من دموية وسادية ... كما كشف الشعافي أنه سيّتم تقديم نوع من الاستعراض لأزياء التمثيل التي عرفت تطوّرا منذ نشأة المسرح الوطني إلى اليوم . وبخصوص نيّة الإدارة تكريم بعض مؤسسي المسرح التونسي ,قال أنور الشعافي : «نحن لم نشأ القيام بالتكريم في شكله المتعارف عليه لما يثيره من إشكاليات ويخلّفه من حساسيات ...وسيكون جلّ مُؤسسي المسرح حاضرون . أما التحيّة الكبرى فستكون عربون وفاء وعرفان لروح المسرحي الكبير الجيلاني كبيّر الذي خطفته يد المنيّة في شهر أكتوبر الفارط عن سنّ ناهزت التاسعة والستين». بوكثير دومة يفوز بالجائزة الكبرى رغبة منها في إثراء خزينة النصوص المسرحية في ظلّ الحديث عن «أزمة النص» في تونس, أعدّت إدارة المسرح الوطني مسابقة في النص المسرحي ترشح لها 42 نصا . وقد كشف المدير أنور الشعافي ل «التونسية» أن اختيار لجنة التحكيم المتكوّنة من السيدين محمد المديوني وحمدي الحمايدي والسيدة سنية زرق العيون وقع على نصين اثنين للفوز بالأوسمة والجوائز المالية. وفي هذا الإطار سيتّم في اليوم الثاني من فعاليات الاحتفال بثلاثينية المسرح الوطني إسناد الجائزة الكبرى للكاتب المسرحي بوكثير دومة عن نصّه الفائز «منصف باي» والتي تبلغ قيمتها المادية 12 ألف دينار .أما جائزة لجنة التحكيم فسيقع منحها للمسرحي محيي الدين السياري عن نصّه «عبد الله الأخرس» وقيمتها 3آلاف دينار . وردّا على سؤال حول عودة النصين الفائزين إلى التاريخ لاستلهام المواضيع المسرحية وتأثيث الركح وهل يعني هذا أن مناهل استسقاء النص المسرحي جفّت حتى يهرع كتابنا للاستنجاد بالتاريخ ....قال مدير المسرح الوطني إن «الفنان ابن لبيئته وإنتاجه انعكاس لمجريات الأحداث في بلده ...و بدوره يحتاج المسرحي إلى فسحة من الزمن ومسافة من البعد لاستيعاب واقعه... ولذلك فهو يعيش بدوره مرحلة انتقالية كما هو شأن البلاد ».