أعلن امس محمد عبو الأمين العام ل «التيار الديمقراطي» في ندوة صحفية قبل انطلاق المجلس الوطني الاستثنائي للحزب عن دعمه لنتيجة الحوار الوطني ودعا الى تشكيل حكومة في أقرب وقت قادرة على ايصال تونس الى برّ الامان مشيرا الى أن حزبه يرغب في فتح أبواب الحوار والتواصل مع كل ألوان الطيف السياسي. وعبّر عن دعمه للحكومة الجديدة خدمة لتونس واحتراما لدماء الشهداء بالرغم من انها لن تحدث أي تغيير ملموس للشعب التونسي ولن تساهم في حل المشاكل التي تتعرض لها البلاد التونسية على حدّ تعبيره. وأضاف ان «التيار الديمقراطي» ليس طرفا في الحوار ويرفض الدخول فيه «حتى لا نشارك في اخطاء غيرنا». كما دعا محمد عبو رئيس الحكومة الجديدة مهدي جمعة الى تكوين حكومة كفاءات لم يتورط اعضاؤها في عهد الاستبداد حسب تعبيره. وأفاد أن التطورات الاخيرة بخصوص تعيين رئيس حكومة جديد تعتبر سلوكا غير ديمقراطي لأنها ضد مبادئ الديمقراطية والشرعية. وأوضح أن حزب «التيار الديمقراطي» يدعم الشرعية الانتخابية ويحترم نتائج الصندوق. وافاد انه يدعم الوفاق لانه يحمي تونس مضيفا انه يدعو جميع الاطراف للقبول بما قررته الاغلبية. كما أكد عبّو أن من مصلحة حركة «النهضة» الخروج من الحكم وأنها استفادت من هذه التطورات لأن المعارضة التي أرادت الإنقلاب على التأسيسي وطالبت بإستقالة الحكومة خدمت بموقفها هذا حركة «النهضة» دون قصد خاصة أنّ الحركة كانت تفقد المزيد من قواعدها الإنتخابية بعد كل تقصير أو كل أزمة تدخل فيها البلاد واشار الى ان المعارضة قدمت هدية لحركة «النهضة» حسب تقديره. ومن جهة اخرى، اشار محمد عبو الى انه لن يسمح بعودة الوزراء الذين كانوا في عهد بن علي للحكم «لانهم كانوا يحمون الفساد». وأضاف انه يتمنى من الرأي العام الضغط حتى لا يعود هؤلاء إلى الحكم معتبرا أنّ تشريكهم في الحكومة سيكون خيانة لدماء الشهداء حسب قوله. «شبهات فساد في وزارة الصناعة» وطالب محمد عبو ، قبل إنطلاق المجلس الوطني الإستثنائي ، مهدي جمعة الذي تمّ ترشيحه لتولي رئاسة الحكومة المقبلة بأن يعرض حصيلة ما قام به في وزارة الصناعة طيلة توليه لهذه الحقيبة الوزارية في حكومة علي العريض خاصة بعد تعدد الشكايات بخصوص وجود شبهات فساد في هذه الوزارة والتي قد تصل إلى مليارات من الدينارات حسب قوله وذلك لطمأنة التونسيين لا غير «دون تشكيك فيه» واضاف انه سيكون داعما لما اتفق عليه الجميع وذلك للوصول الى انتخابات حرة ونزيهة. حرية الاعلام وفي سياق آخر، أكد محمد عبو انه لا مجال للحديث عن حرية اعلام والصحفي يتقاضى اجرا متدنيا جدا في بعض الوسائل الاعلامية ودعا الى تحسين ظروف الصحفيين المادية حفاظا على مصداقية المعلومة وطالب بتدخل الدولة في مراقبة الاجور وفي توزيع الاشهار العمومي بالتساوي على جميع الوسائل الاعلامية. وأشار الى ان هذه الاصلاحات ضرورية خاصة في الوقت الحالي للوصول الى انتخابات في اقرب وقت. من جهة اخرى، أشار عماد المحناني عضو المكتب التنفيذي لحزب «التيار الديمقراطي» الى امكانية التقارب مع أحزاب من العائلة الاجتماعية الديمقراطية وخاصة العائلة الديمقراطية وفق تعبيره واضاف ان حزبه لايستطيع العمل بصفة فردية وبمعزل عن مكونات المشهد السياسي خارج المجلس الوطني التأسيسي وداخله مشيرا إلى أنّ المجلس الوطني الإستثنائي للحزب سيدرس إمكانية التقارب مع بعض الأحزاب وهو ما لا يعني التحالف الذي ما زال الحديث عنه مبكرا حسب قوله.