التونسية (تونس) ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس في بداية شهر جانفي 2014 في جريمة محاولة قتل تورط فيها كهل عمد إلى طعن صديق ابنته على مستوى صدره وذلك بعد ان تفطن للعلاقة التي تربطهما. وقائع هذه القضية تعود إلى شهر افريل 2013 عندما تلقت السلط الامنية مكالمة من إدارة احد المستشفيات بالعاصمة تفيد باستقبال شاب مصاب بآلة حادة على مستوى صدره وانه تلقى الإسعافات اللازمة وأنقذ من موت محقق وتم الاحتفاظ به تحت العناية الطبية المركزة. وبموجب هذا الإعلام تحولت دورية أمنية على عين المكان وتعذر سماع أقوال المتضرر لحالته الصحية الحرجة لكن بالتحري في الواقعة تبين أنّ المتضرر تعرف إلى فتاة قاصر وأعجب بها وفي إحدى المرات عرض عليها القيام بجولة على متن سيارته لرغبته في التحدث إليها وأثناء تلك الجولة أعرب لها عن إعجابه الشديد بها ورغبته الملحة في الاقتران بها ووعدها برغد العيش بحكم ثرائه الفاحش وبدأ هذا الأخير يتودد بين الحين والآخر إلى أن أيقن أن فتاته اطمأنت إليه وفي احدى المرّات استدرجها إلى منزله أين قام بمواقعتها وتعددت لقاءاتهما الحميمية في أماكن مختلفة حتى باتت متواترة إلى أن كان آخرها سببا في انكشاف هذه العلاقة ذلك أنّ الفتاة غادرت منزل أهلها خلسة دون أن تنتبه إلى أن والدها كان يراقبها بعد أن لاحظ تغيرا كبيرا في تصرفاتها فشاهدها تستقل سيارة أجرة فاستوقف بدوره سيارة اجرة وطلب من سائقها اقتفاء اثر السيارة التي تسير أمامه فاستجاب لطلبه حتى نزلت ابنته بأحد الأحياء الراقية فظل يراقبها ثم رآها تصعد مبنى إحدى العمارات فتتبعها خفية ورصد رقم الشقة. وبعد حوالي نصف ساعة طرق الباب ففتح الشاب فدفعه الأب إلى الداخل وبولوجه احدى الغرف عثر على ابنته في وضعية مسترابة وقد تملكها الخوف حال مشاهدته فأمرها بالمغادرة ثم التفت نحو الشاب وانهال عليه ضربا واندلعت معركة بينهما عمد خلالها الأب إلى طعن المتضرر على مستوى صدره ثم لاذ بالفرار تاركا الشاب في حالة صحية حرجة ثم انهال على ابنته ضربا مبرّحا. واعتمادا على ما أفرزته نتائج الابحاث القي القبض على المظنون فيه الذي اعترف بما نسب اليه مفيدا أنه لاحظ منذ أشهر تغيّرا كبيرا في سلوك ابنته التي أصبحت تغادر المنزل بتعلات مختلفة إلى جانب انه عاين في خزانتها هدايا باهظة الثمن وقال إنّه باستفسارها عن مصدرها أعلمته أنها مهداة من صديقة لها لكن هذا الكلام لم يقنعه فقرّر اقتفاء أثرها إلى أن اكتشف الحقيقة المدوية التي لم يستطع تحملها فعمد إلى الاعتداء على صديقها بالعنف الشديد بواسطة آلة حادّة وجدها على الطاولة انتقاما منه لأنه غرر بابنته القاصر وأدخلها عالم المجون. وقد أعرب الأب عن ندمه لكنه أكد أن ما شاهده بأم عينه جعله غير قادر على التفكير في عواقب ما أقدم عليه. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه. وقد تمسك المتهم باقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم التحقيق وجهت إليه تهمة محاولة القتل العمد ومن المنتظر أن يمثل في غضون الشهر المقبل أمام أنظار المحكمة .