أول انتدابات الاتحاد الرياضي المنستيري خلال هذه الفترة الشتوية كان الحارس الرحّالة عبد الرحمان بعبورة ابن الترجي الجرجيسي والذي لعب في النجم الساحلي ثم في قوافل قفصة قبل ان يجدد العهد مع فريقه الأم ترجي الجنوب ومنه التحق بالاتحاد المنستيري فكان الانتداب الذي تقبله احباء فريق مدينة الرباط بكثير من الارتياح نظرا لما يتميز به بعبورة من خصال فنية وأخلاقية تصنفه في خانة افضل الحراس في تونس.. عن تجربته الجديدة تحدث عبد الرحمان بعبورة ل «التونسية» في سياق الحوار التالي: بعد الترجي الجرجيسي والنجم الساحلي وقوافل قفصة ..تحط الرحال في الاتحاد المنستيري.. فكيف تم الاتفاق؟ أود في البداية ان اشكر الجميع في فريقي الأم الترجي الجرجيسي من جمهور ومسؤولين واطار فني على تفهمهم لرغبتي في الخروج لأنني بكل صدق وبعد سبعة مواسم من النشاط في الرابطة المحترفة الاولى وجدت الرابطة الثانية صعبة بعض الشيء مع احترامي لكل الأندية التي تنشط فيها لذلك فكرت في تجديد العهد مع الرابطة الاولى فضلا عن أنني تلقيت بواسطة وكيل اعمالي بعض العروض من الرابطتين الاولى والثانية فاستقر اختياري على الاتحاد الرياضي المنستيري وانا سعيد للغاية بهذا الاختيار وارجو ان اكون في مستوى ما ينتظره مني الجميع لأساهم بما لدي من تجربة في تدعيم الاستفاقة الطيّبة التي يعيشها الفريق . هل يمكن ان نعرف الاندية التي رغبت في انتدابك؟ طبيعي جدا ان تكون هناك اتصالات واقتراحات تتراوح بين المفاوضات الرسمية وغير الرسمية.. والاندية التي رغبت في انتدابي هي نجم المتلوي والملعب القابسي الى جانب الاتحاد المنستيري الذي سارت الاتصالات معه بشكل جدي وعملي..فكان ان انهيت اجراءات فسخ عقدي مع الترجي الجرجيسي لأبدأ تجربة جديدة في مشواري وقد دخلتها موفور العزيمة والمعنويات حتى اقدم افضل ما لدي لفريقي الجديد وهو ما يتنزل في تقديري في صميم الواجب لأنني أؤمن بأن كل قميص ارتديه لن أدخر اي جهد للدفاع عن ألوانه بكل ما أوتيت من صدق واخلاص وفق المبادئ التي تربيت عليها. كيف وجدت الأجواء في الاتحاد المنستيري؟ الحياة في الاتحاد المنستيري تسير وفق مناهج عمل محترفة للغاية.. صدقني انها من فئة خمسة نجوم من جميع الجوانب .. وجدت فريقا كبيرا، ظروفه ممتازة من حيث الاقامة والاحاطة الشاملة التي توفرها الهيئة المديرة التي تقف وراء كل كبيرة وصغيرة.. لذلك اقول بأن الاتحاد فريق مراتب اولى وقد أعادتني الاجواء التي اعيشها مع الاتحاد المنستيري حاليا الى تجربتي في النجم الساحلي زمن رئاسة السيد معز ادريس.. وبمثل هذه المؤشرات الايجابية للغاية من خلال ما يعرفه الاتحاد المنستيري من تنظيم محكم ومناخ احترافي طيّب اعتقد جازما بأن التفاؤل جائز بأن يكون الاتحاد في القريب في مرتبة افضل من التي يوجد بها في ظل ما تحيط به الهيئة المديرة الفريق من عناية ومتابعة شاملة..صحيح ان الظروف المادية لكل الاندية تقريبا تدخل في اطار «الفلوس» تحضر وتغيب ولكن العقلية الاحترافية والتنظيم المحكم والاجواء الممتازة التي وجدتها في المنستير تعطي الانطباع على وجود الركائز الاساسية لتحقيق افضل النتائج بدليل انني انخرطت مع زملائي في العمل الجدي منذ اول حصة تدريبية وسط مناخ ملائم للغاية وهو ما يحسب للمشرفين على حظوظ الاتحاد المنستيري. قدومك الى الاتحاد المنستيري تزامن مع مجيء المدرب مراد العقبي فكيف وجدت العمل تحت اشرافه؟ مهم جدا ان تعمل تحت اشراف مدرب طالب بانتدابك وللامانة فان المدرب السابق فوزي البنزرتي رغب هو الاخر في انتدابي.. وصادف ان تزامن انضمامي للاتحاد المنستيري مع حلول المدرب مراد العقبي الذي لعبت ضده كمدرب في عدة مناسبات ويملك العقبي شيئا استثنائيا مضمونه انه من اقوى المدربين في عديد الاشياء من بينها التغييرات، ناهيك ان التغيير الذي قام به في مباراة توزر اثمر هدف الفوز وهي خاصية المدربين الكبار .. باختصار العقبي كان لاعبا كبيرا ولا غرابة في ان يكون اليوم من افضل المدربين على الساحة. كيف ترى المنافسة بينك وبين زملائك وخاصة بسام السخيري وهشام الزهاني؟ لم آت للاتحاد المنستيري كحارس اول.. ولم آت كذلك كحارس ثان.. بل جئت لأفيد فريقي الجديد وأدافع عن موقعي لأني اعرف القيمة المضافة للحرّاس الموجودين في الاتحاد المنستيري.. بسام السخيري لعب معي في قوافل قفصة وامكاناته معروفة وكذلك الشأن بالنسبة الى هشام الزهاني الذي يملك مؤهلات ممتازة اضافة الى مكرم البديري وحسان الحمزاوي وكلاهما له خصال الجودة والامتياز.. لذلك فان العمل الجاد هو شعار الجميع والمنافسة النزيهة مفتوحة لما فيه خير الاتحاد. أي طموح يسكنك من وراء عودتك للنشاط في الرابطة المحترفة الاولى؟ صعوبة التأقلم مع بطولة الرابطة المحترفة الثانية من ناحية ورغبتي في اثبات جدارتي بالانتماء الى المنتخب الوطني واختياري المدروس لتجربتي الجديدة مع الاتحاد المنستيري جميعها معطيات تضعني في صميم الرغبة لتقديم افضل ما لدي لفريقي الجديد. امكانية التحاقك بصفوف المنتخب الوطني هل تعتبرها من الأولويات؟ هذا مما لا شك فيه.. لأن التألق مع الاتحاد المنستيري ونجاح التجربة معه من ضمانات الدفاع عن طموحي في تقمص الزي الوطني.. لانني مؤمن بامكاناتي والحراس الموجودين في المنتخب الوطني ليسوا أفضل مني وكل ما اتمناه ان تزول وتنتهي مسألة مجاملة الاندية الكبرى لأن هناك حراس ممتازين في بقية الاندية ويستحقون التفاتة من الجهاز الفني للمنتخب.. في الموسم الفارط امضيت ستة اشهر في الترجي الجرجيسي وخلال مرحلة الاياب حققنا نتائج تضعنا في المرتبة الثانية في الاياب رغم نزولنا الى الرابطة الثانية وقدمت مباريات جيّدة ومع هذا لست في المنتخب الوطني.. لا سامي الطرابلسي اهتم بغير حراس الاندية الكبرى ولا نبيل معلول الذي تحدث عن قائمة موسعة قد اكون ضمنها ولكن شيئا من ذلك لم يحصل.. انا واثق من امكاناتي واعرف بأنني شأني شأن علي القلعي ورامي الجريدي افضل من الموجودين في المنتخب الوطني. إيمانك بإمكاناتك الى ماذا يستند؟ في ظرف موسمين لعبت 56 مقابلة وابلغ من العمر اليوم 28 سنة وهي مرحلة اختصار التجربة وتدفق العطاء في مسيرة اي حارس مرمى.. وما افتخر به انني لم اعرف البطاقة الحمراء في مسيرة سبعة مواسم بصنف الأكابر ويوم تغيبت عن مباراة كان ذلك لأسباب تأديبية نتيجة الانذار الثالث.. اضف الى ذلك وفي وقت ليس بالبعيد عندما دعي الناصر البدوي لاختيار افضل تصديات الحراس في الاحد الرياضي كان عبد الرحمان بعبورة موجود في اثنين من عشرة لأفضل التصديات.. ومثل هذه العلامات الايجابية لا اعتقد بأنها من فراغ او بالصدفة بقدر ما هي خلاصة عمل ومثابرة وجديّة وهي الادوات التي استعين بها في عملي منذ بداية مسيرتي الرياضية لأنني سليل فريق كبير في حجم الترجي الجرجيسي وتشرفت بالانتماء الى اندية كبيرة على غرار النجم الساحلي وقوافل قفصة والاتحاد المنستيري واكبر طموحاتي ان أفيد المنتخب الوطني بخلاصة تجربتي وكل ما اتمناه ان تكون هناك نظرة شاملة ودقيقة وموضوعية من قبل من سيدرب المنتخب الوطني لجميع الأندية وان يكون الجميع على قدم المساواة ويقيني ان هناك من يستحق المنتخب والفرصة لا بد من ان تتاح لكل ذي مقدرة على تحقيق الاضافة والافادة. في الختام ما عساك تقول لأحباء الاتحاد المنستيري؟ أنا سعيد بوجودي في الاتحاد المنستيري ولن اعد احباء الازرق والابيض الا بالبذل والعطاء والذود عن طموحات فريقي التي هي من طموحاتي كما أنني اود ان اتوجه برسالة الى احباء الاتحاد المنستيري مضمونها ان عبد الرحمان بعبورة «راجل يعاشر» ويقدر قيمة الماء والملح.. اسألوا عني الاندية التي لعبت في صفوفها حيث لم اترك والحمد الله غير الانطباعات الحسنة والعشرة الطيبة لانني «عكاري» ويشهد الله انني لم اضع في فمي يوما سيجارة ولا كحولا ولا حتى قهوة ولم يدخل جيبي سوى المال الحلال واجتهد دوما وأبذل قصارى جهدي «لأحلل فلوسي».. كما ان الفريق الذي ارتدي الوانه يصبح جزء مني.. ناهيك انني منذ اول يوم دخلت فيه الاتحاد المنستيري شعرت بالانتماء والرغبة الاكيدة في عدم ادخار اي قطرة عرق للدفاع عن ألوانه وسواء كان بسام او هشام او عبد الرحمان في المرمى فتشجيع الفريق ومؤازرة الزملاء وتحفيزهم هم شعاري.