أحيل على أنظار إحدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس شاب وجهت له تهمة الاعتداء بالعنف على فتاة هام بحبها لكنها رفضت الاقتران به دون مباركة أهلها ومن المزمع أن تنظر المحكمة في ملف القضية في موفى شهر جانفي 2014. وجاء في تفاصيل القضية التي جدت في شهر ماي 2013 ان فتاة تقدمت إلى السلط الامنية بشكاية أفادت فيها أنها تعرفت على شاب تربطه علاقة قرابة بصديقتها أثناء حفل عيد ميلاد هذه الاخيرة وانه طلب منها رقم هاتفها الجوال فمكنته منه لأنه ألح عليها كثيرا وأصبح يتصل بها من حين لآخر ثم توطدت علاقتهما اذ أصبح يلتقيها أمام الجامعة التي تدرس بها ويدعوها لشرب قهوة معه ثم باح لها بحبه وأكد لها أنه يرغب في الاقتران بها. وقالت الفتاة في شكايتها إنها في البداية لم تهتم كثيرا للأمر لأنها لم تتصور أن تتطوّر الأمور إلى هذا الحد بل أنها ظنت أنها صداقة عابرة لكن مع مرور الوقت أعاد الشاب نفس طلبه وألح عليها لإعلام عائلتها بالأمر فلم تستطع أن ترفض وخيرت أن تضع والدتها في الصورة فأعلمتها بالموضوع فرحبت بالأمر خاصة ان الشاب جدي وجاد في عزمه بدليل رغبته في التقدم لخطوبتها. وقالت الفتاة ان والدتها طلبت منها قبل تحديد موعد الخطوبة أن يتولى والدها السؤال عنه لكن حدث مالم يكن في الحسبان اذ تبين أن الشاب يعمل بإحدى الشركات كحارس وليس كإطار كما ادعى الى جانب انه سبق أن تورط في قضية اعتداء بالعنف أدين من أجلها. وقالت الفتاة إنها فوجئت بهذه المعلومات خاصة أن صديقتها لم تعلمها بالأمر وقالت إنها عندما واجهتها أسرت لها أنها كانت تتصور أنها علاقة صداقة عابرة لاغير. بقيت المتضررة تفكر في مخرج للورطة التي وجدت نفسها فيها ولم تجد في النهاية من سبيل غير مصارحة الشاب بالأمر فثارت ثائرته واعلمها انه يحبها كثيرا وانه لايستطيع العيش من دونها وأنها اذا كانت تبادله نفس المشاعر فانها ستدافع عن اختيارها وحاول جاهدا حثها على التمسك به فوعدته بإعادة التفكير وانصرف كل منهما في حال سبيله ثم اتصل بها ليلا وعرض عليها عقد قرانهما خلسة ووضع عائلتها أمام الامر الواقع فرفضت ذلك بشدة وأعلمته أنها غير مستعدة لخوض تجربة غير مأمونة الجوانب خاصة أنها منذ أن علمت الحقائق التي أخفاها عنها تغيرت لديها المعطيات وأصبحت غير قادرة على أن تثق في كلامه فجن جنونه من ردها واعلمها انه اضطر لذلك خوفا من أن ترفضه وظن انه بعد أن تتعلق به ستغضّ النظر عن زلاته لكن يبدو انه لم يقدّر الأمور حقيقة قدرها. هذا الموقف اعتبره الشاب تراجعا وتنكرا لحبه ومشاعره فاتصل بها في اليوم الموالي وطلب لقاءها فاستجابت وشرعا في تجاذب أطراف الحديث وجدد نفس عرضه وهو عقد قرانهما خلسة لكنها رفضت ذلك بشدة فثارت ثائرته واتهمها بأنها على علاقة بغيره وأنها تلاعبت بعواطفه واندلعت مناوشة كلامية بينهما عمد أثناءها المظنون فيه إلى طعنها على مستوى رقبتها ثم تركها تنزف ولاذ بالفرار. وقد تحولت المتضررة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة وقد استدعت الإصابة رتق رقبتها ب «12 غرزة» امتدت إثنتان منها إلى وجهها وقد تمسكت المتضررة بموجب الشكاية التي تقدمت بها بتتبع المظنون فيه من اجل ما نسب اليه, فألقي القبض عليه. وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه مؤكدا أن المتضررة خذلته ولم تلتزم بما وعدته به من حب ووفاء وانها بعدما علمت بحقيقته قررت قطع العلاقة معه واختلقت أسبابا واهية وهو ما أثار حفيظته فقرر تأديبها مؤكدا انه لم يكن ينوي قتلها أو تشويه وجهها بل أن حالة الغضب الشديد التي كان عليها هي التي كانت وراء وقوع الجريمة. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من أجل ما نسب اليه وقد تمسك بأقواله لدى باحثي البداية وبعد ختم الابحاث معه أحيل المتهم على أنظار إحدى الدوائر الجناحية لمقاضاته من أجل ما نسب اليه.