التونسية (تونس) قال فهمي شعبان رئيس الغرفة الوطنية للباعثين العقاريين ل«التونسية» إن تحرير أسعار الإسمنت والجير فاجأ الجميع معتبرا أن هذه الزيادة في غير محلها نظرا لصعوبة الظرف الإقتصادي الذي تمر به البلاد، مشيرا إلى الانعكاسات الهامة التي ستخلفها هذه الزيادة على قطاع البناء الذي يعد من أهم القطاعات المشغلة في البلاد وعلى أسعار العقارات عموما. رئيس غرفة الباعثين العقاريين أكد كذلك أن الزيادة شملت يوم أمس الخميس الآجر الأحمر الذي ارتفع سعره بنسبة 8 بالمائة مشيرا إلى أنها زيادة غير منتظرة أيضا ملاحظا أن مصارف بيع مواد البناء أخذت تعهدات من حرفائها بتزويدهم بمادة الإسمنت شرط قبولهم زيادة الأسعار التي قد تصل إلى 30 بالمائة في انتظار تحديد السعر النهائي وهو نفس الشرط الذي فرضته المصانع على أصحاب المصارف وباعة الجملة على حدّ قوله. في السياق ذاته لم يستبعد شعبان أن تشهد السوق هذه المدة شحا في مادة الاسمنت باعتبار أن المصارف ستكتفي بتزويد حرفائها فقط وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الإحتكار والمضاربة في الاسعار على أن يدفع المواطن الفاتورة النهائية حسب قوله. وحول قرار تحرير أسعار الاسمنت قال فهمي شعبان إنه تم الحديث عن التحرير في مدة سابقة وأنه رغم التحفظات التي أبداها أهل المهنة كان بالإمكان تنفيذ هذا القرار بعد تحسن الظرف الاقتصادي عموما معتبرا أن تدهور القدرة الشرائية للمواطن التونسي وانزلاق سعر الصرف لا يسمحان باتخاذ هذا القرار حتى وإن كانت الدولة تحتاج إلى دعم صندوق التعويض ورفع الدعم الطاقي عن مصانع الاسمنت . رئيس غرفة الباعثين العقاريين الذي سجل استياء الغرفة من قرار تحرير أسعار الاسمنت اعتبر أن هذا الإجراء ضرب لقطاع البناء خاصة أنه يتزامن مع الزيادة في أسعار مواد أولية أخرى والترفيع في معاليم التسجيل للعقارات التي تفوق ال 150 ألف دينار ب 3 بالمائة بعد أن كان تسجيل العقد الواحد لا يتجاوز 20 دينارا تحت عنوان ترشيد الأنظمة التفاضلية متوقعا أن تشهد السنة الحالية مزيدا من الارتفاع في أسعار العقارات بتكاتف العوامل الجديدة مع ما شهده القطاع خلال السنوات الثلاث الأخيرة.