سبق ان اشرنا في ' التونسية ' الى الثقب الذي حصل على مستوى انبوب نقل النفط عبر الصحراء التابع لشركة "ترابسا" وذلك في حدود الساعة العاشرة والنصف من يوم الاربعاء 1 جانفي 2014 وهو ثقب تسببت فيه جرافة ' تراكس ' تابعة لاحدى الشركات المتعاقدة مع تونس للطرقات السيارة لانجاز الطريق السيار صفاقسقابس على مستوى منطقة العكاريت على مسافة حوالي 40 كلم جنوب الصخيرة . ونعود لنشير الى ان فريق التدخل التقني الخاص لشركة "ترابسا" ومنذ اشعاره بالحادث دخل في سباق محموم ضد الساعة من اجل السيطرة على الموقف والعمل على تامين اعادة ضخ البترول بالنسق الاعتيادي له في اقرب وقت ممكن ورغم ان الامر يتعلق بالتعامل مع مواد سريعة الالتهاب فانه تم وضع خطط تدخل دقيقة لاصلاح الثقب الموجود بالانبوب وهو ثقب بطول حوالي 12 صم وقد خضع الى عملية لحم له بعد اتخاذ كل الاحتياطات واجراءات السلامة دون ان يتم افراغ منسوب الانبوب وانما بقي في حدوده الدنيا وهذا الانبوب هو غارق في الارض لحوالي المتر ويوجد فوقه حاجز ترابي ' طابية ' يرتفع لحوالي 80 صم وتوجد علامات تحذيرية لوجود الانبوب بل ان احدى هذه العلامات لم تكن تبعد سوى 8 امتار فقط عن مكان الحادث والثقب وحصل الحادث رغم ان شركة ترابسا وفق ما استقيناه من معلومات كانت سلمت خرائط لخط الانبوب الناقل للبترول عبر الصحراء كما انها طلبت من شركة المقاولات ان لا تقوم باشغال جانب الانبوب الا في حضور تقنييها ولئن تحدثت مصادر عن ان كميات النفط التي ضاعت هامة فان مصادر من داخل شركة "ترابسا" قالت لنا ان نسبة الخسائر كانت قليلة وفي حدود دنيا وانه تمت استعادة كمية من النفط كما تم عزل التربة الملوثة والعمل على الحد من المؤثرات البيئية للتراب الملوث وقد علمنا انه تم تكليف خبير لتحديد الكميات التي ضاعت من النفط وايضا لتحديد قيمة الاضرار وقد عاد تدفق البترول عبر الانبوب الى نسقه الاعتيادي في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة وهو وقت قياسي لاجراء هذا التدخل التقني الدقيق باشتغال فريق التدخل المختص من دون توقف معلوم ان شركة ترابسا تملك خط انبوب نقل النفط من برج الخضراء الى الصخيرة من ولاية صفاقس بطول 520 كلم وهو انبوب بقطر 24 بوصة اي قرابة 610 ملم يمر تحت الارض وليس على السطح وخطه ليس متوازيا مع الطريق الوطنية رقم 1 وانما عبر مسالك اخرى ومنها الصحراوية مرورا بتطاوين ورمادة الى برج الخضراء .