التونسية (تونس) فيصل الحضيري وبسام الحمراوي يشكّلان ثنائيا كوميديا وموهبتان صاعدتان في فنّ المسرح الساخر, إذ يندر أن يجتمعا فلا يُضحكان وأن يلتقيا فلا يُمتعان... ومن بين إبداعاتهما التي تابعها الجمهور بشغف وشوق سكاتشات «مباركة ومبروكة». على قناة «التونسية» وقريبا ستتجاوز عروض هذا الثنائي الشاشة الصغيرة نحو... خشبة المسرح وذلك في إطار مولود مسرحي جديد عن نص لنوفل الورتاني وإخراج الصادق حلواس. « مباركة ومبروكة في رحلة العمر», هو العنوان المبدئي للمسرحية الجديدة التي يجسّد أدوارها كلّ من فيصل الحضيري وبسام الحمراوي ومن إنتاج شركة «ايليوس استراتيجيا».و في هذا الصدد نوّه الحضيري في تصريح ل«التونسية» بمبادرة صاحب هذه الشركة بالاستثمار في القطاع الثقافي بالرغم من كونه رجل أعمال بالأساس, قائلا: «هذا ما يحتاجه الفنان التونسي اليوم من دعم وتشجيع حتى يُبدع ويُضيف ويُنتج ...». امرأتان: واحدة محافظة وأخرى متحرّرة إن اعتذر فيصل الحضيري عن الإدلاء بتفاصيل المسرحية احتراما لبنود العقد المبرم مع شركة الإنتاج وربما حفاظا على متعة التشويق لدى الجمهور, فإنه لم يبخل على «التونسية» بتصريح مقتضب قال فيه: «إن من أبرز المواضيع التي يتطرق إليها هذا العمل المسرحي مسألة الصراع المعلن والمضمر, الظاهر والخفي... في مجتمعنا وبيوتنا بين قطبي المحافظة والتحرّر. ففي «مباركة ومبروكة ... في رحلة العمر» تجتمع الشخصيتان في مطار... فيكون الحوار. وإن تنازعت الرغبة في الحرية, والانعتاق, والسفر... كلتا المرأتين, فإن إحديهما تبدو محافظة ومتشبثة بأصالتها... في حين تنشد الأخرى نمط حياة مختلف وتبحث عن التجديد وعن آفاق جديدة. وأدعوكم لمتابعة المسرحية لتكتشفوا من ستسافر ومن ستبقى... وهل ستسافران معا أم ستبقيان سويّا؟». وبخصوص شكل الأزياء المسرحية باعتبارها جزءا من مقوّمات الشخصيات,أفاد الحضيري إنّ «مباركة ومبروكة» ستظهران تقريبا على شاكلة ظهورهما في برنامج «لاباس» أي بلباس المرأة الريفية التقليدية ولكن المضمون سيكون مختلفا وأكثر حرية وإيحاء على مستوى النص المنطوق وإشارات الجسد والتحرّكات فوق الخشبة ... وفقا لمقتضيات العرض المسرحي. العرض الأول: في سوسة... ثم باريس المولود المسرحي الجديد لفيصل الحضيري وبسام الحمراوي سيكون جاهزا مع نهاية شهر فيفري أو مع حلول شهر مارس .أما عرضه الأوّل فلن يكون بتونس العاصمة بل بالمسرح البلدي بسوسة, حسب ما صرّح به الحضيري الذي كشف أن العرض الثاني سيكون في صفاقس ومنها إلى باريس رغبة في اللقاء بمواطنينا في الخارج والتفاعل معهم مباشرة. و ردّا عن سؤال حول مدى التجديد وعدم التقوقع في نمط واحد من الشخصيات أجاب فيصل الحضيري أنّ لديه ثقة كبيرة في «مباركة ومبروكة» على حشد الجماهير, مضيفا : «كل من يصادفني من المواطنين يطلب مني في كل مرّة تجسيد «مبروكة» رغم فقراتنا العديدة والجديدة في برنامج «لاباس» على غرار مكتب العلاقات مع المواطن ...و حتّى في عرضنا المسرحي الأخير «السلام عليكم» الذي جمعني ببّسام الحمراوي ومحمد العربي المازني, لاحظت أنّ الجمهور كان دائما متشوّقا لتلك العجوز المشاكسة «مبروكة». وأؤكد أن الشخصية متى احتلت قلوب الجماهير يصعب أن تغادرها والدليل على ذلك أن شخصيتي «مستر بين» و«شارلي شابلن» بقيت محبوبة وحيّة إلى يومنا هذا». وعن اقتران نجاحه ب «توأمه» الفنّي بسام الحمراوي, ذكر فيصل الحضيري أنّه سبق لهذا الثنائي أن انفصل فنيا خلال خوضه في رمضان الفارط تجربة التمثيل في سلسلة «كاميرا كافيه» بمفرده , في حين شارك رفيقه بسام في مسلسل «ليام» معتبرا أنّ كليهما قد نجح في أداء دوره مشيرا إلى أنهما قد ينفصلان فنيّا ولكنهما إنسانيا «أخوان» لا يفترقان . كما فنّد فيصل الحضيري الإشاعات القائلة بأن المنشّط علاء الشابي قد غضب منه على خلفية تقليده مؤخرا في أحد سكاتشات برنامج «لاباس», مشدّدا على أن الشابي أبلغه شخصيا أنه «لا مكان للخلافات بين أبناء أسرة «التونسية» وأنه تقبّل منه مزاحه بكل روح رياضية ورحابة صدر».