قدم الثنائي فيصل الحضيري وبسام الحمراوي سلسلة العروض الأولى لمسرحيتهما الجديدة "ستاند باي" بفضاء التياترو أيام 28 و29 و30 ديسمبر المنقضي في إخراج لمعز القديري وإنتاج "ألكازار بلوس". هذا العمل الفني الذي حاول من خلاله الثنائي فيصل الحضيري وبسام الحمراوي تطوير تجربتهما في مجال الكوميديا السوداء ومسرح الميم حظي بإقبال كبير من قبل الجماهير الراغبة في اكتشاف منشطي"نيوز العالم" في برنامج "لاباس" على قناة التونسية. ولعّل التكوين المسرحي لهذا الثنائي كان أكثر وضوحا في"ستاندي باي" منه في سكاتشات التونسية أو عملهما الأول"سيبني نحلم" رغم بعض الاعادات لأفكار سابقة على غرار مشهد ركوب الدارجات النارية الذي سبق وأن شاهدناه في مسرحية "سيبني نحلم" أو مشهد تقليد الأعمال السورية الذي وقع اجتراره كثيرا في "لاباس". نضج التجربة المسرحية لبطلي"ستاند باي" مع إدارة المخرج معز القديري أفرزت عملا مسرحيا قادرا على جذب جماهير من الأطفال كما الكبار خاصة وأن التقنيات التي يعتمدها كل من الحضيري والحمراوي تستفز الطفولة الكامنة في داخل المتفرجين بمختلف أعمارهم غير أن ما يعاب على صناع "ستاند باي" هو السطحية التي رافقت بعض مشاهد العمل الذي مازال في حاجة لاجتهاد أكبر على مستوى الطرح. وفي"ستاند باي" تتداخل الأحداث كالحياة بتقلباتها السياسية والاجتماعية.. تمر من حين لآخر ومضات من الواقع التونسي الراهن فيما تسافر مشاهد أخرى بين عالم الواقع والخيال والصور المتحركة وإيقاعات الموسيقى الصاخبة وبهرج الإضاءة والألوان... أدوات وتقنيات عديدة تسلح بها معز القديري وممثليه ليقدم عرضا مسرحيا يحاكي أنماطا من المسرح المعاصر الممزوج بأشكال تعبيرية كلاسيكية أجاد فيصل الحضيري وبسام الحمراوي حياكتها فمزجا بين الصامت والصائت في أدائهما وأتقنا فن الإيماء والإشارة والحركة لتكون"ستاند باي" لوحة مميزة في المشهد المسرحي لسنة 2013 خاصة في ظل ندرة هذا النمط الفني على الركح التونسي.