وسط حضور جماهيري كثيف لم يستطع فضاء جنان خديجة للمؤتمرات بمدينة أكودة من ولاية سوسة استيعابه نظم أمس حزب حركة « نداء تونس» اجتماعا شعبيا بإشراف رئيس الحركة الباجي قائد السبسي بمشاركة التنسيقيات الجهوية بكل من سوسة والمنستير والمهدية والقيروان وذلك بمناسبة ذكرى اعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة 18 جانفي 1952 التي تمثل الشرارة لاندلاع معركة التحرير. وقد حضر هذا اللقاء عديد القيادات والوجوه السياسية الوطنية مثل محمد جغام وعمر صحابو وفوزي اللومي ومحسن مرزوق. وقد سبقت كلمة الباجي قائد السبسي لوحات استعراضية وغنائية وأخرى شعرية للشاعر الصغير أولاد أحمد. وقال «الباجي قائد السبسي» رئيس حركة «نداء تونس» في كلمته إن هذه المناسبة التاريخية هي اعتراف ضمني بمرحلة هامة وتاريخية للبلاد التونسية يجب التعريف والتذكير بها وبمراحلها لدى الاجيال حتى لا يتم التغرير بهم وتحريف ما قام به شرفاء هذا الوطن ومناضلوه أمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والمناضل النقابي فرحات حشاد والمنجي سليم وغيرهم .. وتعرض السبسي في كلمته الى مراحل وتفاصيل هامة في تاريخ الحركة الوطنية التونسية من اجل الاستقلال والنضالات الكبرى التي قام بها أبناء تونس آنذاك في سبيل تحرير تونس. وأوضح «الباجي» في سياق حديثه عن الإرث البورقيبي انه ليس هناك ارث لبورقيبة بل هناك منهج بورقيبي وأنه لا توجد في تونس مدارس كما يقال سوى أربع مدارس وهي الصادقية والزيتونية والخلدونية والبورقيبية فقط.. وقال في سياق متصل إنه ليس هناك زعماء في العالم العربي سوى جمال عبد الناصر والحبيب بورقيبة لا غير.. وبخصوص انتخابات 23 أكتوبر 2011 ذكر الباجي قائد السبسي أنه كان من المشرفين عليها ولن يشكك لا في مصداقيتها ولا في شفافيتها مشيرا إلى أن النتائج المسجلة آنذاك كانت لانخرام وعدم توازن المشهد السياسي وقتها وهو ما جعله ورفاقه يفكرون في تأسيس حزب جديد يعيد التوازن للمشهد السياسي ولهذا السبب كان ميلاد حزب حركة «نداء تونس». وأشار رئيس الحركة إلى أنه ومؤسسي الحزب عملوا على أن تكون المكونات الاساسية الاولى من «الدساترة» و«النقابيين» حيث قال «أنا وزملائي اخترنا عدم اعادة تجديد الحزب الحر الدستوري التونسي لان تاريخه خير شاهد على دوره في تأسيس الدولة الحديثة لان المرحلة تتطلب التغيير والوضع تبدل ونحبو نمشيو للمستقبل..». وأضاف: «ولهذا أخترنا أن يكون «الدساترة» من المكونات الأساسية للحزب اضافة إلى النقابيين الذين شاركونا حمل السلاح والنضال الوطني من أجل بناء الدولة الى جانب اليساريين والمستقلين». وأكد أنه من هذه المرحلة لم يعد هناك لا يساري ولا يميني قائلا «كلّنا مضروبين على أيدينا ويلزمنا نجتمعوا...». وأوضح أن «النداء» لا يرغب في إقصاء «النهضة» باعتبارها من عناصر الطيف السياسي بالبلاد. وقال «ان النهضة فشلت في اقصائنا وأن السجون لا تهيء المسؤولين لتسيير شؤون البلاد ..». و أشار «الباجي» الى أنه لا يمكن لأي طرف من الاطراف السياسية اليوم أن يحكم تونس وحده مؤكدا أن عهد الحزب الواحد ولى بلا رجعة وأنه لا عودة لسياسة الاقصاء مجددا مبرزا ضرورة التوافق مشيرا الى الدور الفعال الذي لعبه الرباعي الراعي للحوار للخروج من المأزق السياسي غير المسبوق الذي عاشته تونس. وختم الباجي قائد السبسي مخاطبا الحضور «يا أولادي ما دايمة لحد.. ثمّة ربي..» ثم هنأ أنصار حزبه قائلا لهم «النصر حليفنا والى الأمام ..».