احتفل أول أمس مارك زوكربيرغ بمرور 10 سنوات على بعث موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» الذي اقتحم بيوت ثلث سكان العالم وبات وسيلة التواصل الاجتماعي رقم واحد وحوّل العالم إلى قرية صغيرة يمكن لمستخدميه التعارف وتبادل الآراء والأفكار والتعاليق وحتى الصور والمواقف مما يحدث حولهم. ولم يخطر ببال مارك زوكربيرغ الطالب الأمريكي المهووس ببرمجة الكمبيوتر انّ المدونة التي قام بإنشائها في مارس 2004 في نطاق الجامعة ومع صديقيه داستين موسكوفيتز وكريس هيوز ستجتاح العالم الافتراضي في فترة زمنية قصيرة وستحظى بشهرة عالميّة. فقد استأثرت مدوّنة «الفايسبوك» التي أسّسها بقبول وتجاوب مختلف الفئات العمريّة رغم أنّها لم تحقق تميزاً على المواقع الإجتماعية الأخرى التي سبقتها مثل موقع (ماي سبيس) وغيره, حتى سنة 2007 الشيء الذي جعل القائمين على الموقع يوفّرون إمكانيات جديدة لهذه الشبكة منها إتاحة الفرصة للمطورين لإنجاحها وجعلها تتجاوز حدود الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى كافة دول العالم الذين أصبحوا على اتصال دائم بالآخرين والتفاعل معهم ومكنهم من إضافة أصدقاء إلى قائمة أصدقائهم وإرسال الرسائل إليهم وتحديث ملفاتهم الشخصية وتعريف الأصدقاء بأنفسهم إضافة إلى تبادل الملفات والصور ومقاطع الفيديو والتعليق على ما ينشر في صفحاتهم من آراء وأفكار ومواضيع متنوعة وجديدة حول ما يحدث في العالم. وقد تجاوز عدد المسجلين في هذه الشبكة في الأول من جويلية 2010 نصف مليار شخص, ليبلغ في ما بعد أكثر من 800 مليون شخص مما جعل فايسبوك يحتلّ المركز الثالث بعد موقعي غوغل ومايكروسوفت من حيث الشهرة والإقبال ليتجاوز مفهوم موقع ويب عادي أو حتى مجرد شبكة اجتماعية إلكترونية ويتعدّى صفة النافذة الصغيرة على عالم الويب بتصميم أزرق اللون.. كيف غزت الصداقة والأفكار بيوت أكثر من مليار؟ الفايسبوك والثورات في العالم وقد كان «الفايسبوك» الوسيلة الرئيسية للدعوة إلى الثورة وحشد الشباب العربي للنزول إلى الشارع والتحرك والنجاح في تحقيق أهدافهم إذ حولها من مجرد احتجاجات فردية ومن ثورة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ثورة حقيقية أسقط من خلالها عديد الأنظمة ليتحوّل إلى سلاح في يد الشباب العربي والبحث عن الاخبار ذات المصداقية والتركيز على ايجاد مصادر للمتابعة الحية، بعد أن كان أداة للترفيه والتسلية دون الخوض في المواضيع السياسيّة. و قد تمّت مجابهة موقع «الفايسبوك» من قبل أغلب الحكومات بحظر إستعماله كما حدث في سوريا وإيران ونظام مبارك الذي قام بتصرف مدهش لم يخطر على بال أحد وهو قطع اتصال الانترنات عن البلاد كليا من يوم 27 جانفي 2011 ولمدة أسبوع كامل محاولة لاسكات صوت الاحتجاجات لكن هذا لم يأت بالنتيجة المطلوبة إذ تزايدت قوة المحتجين جرّاء ذلك التصرّف. الفايسبوك في أرقام حقق «الفايسبوك» في سنة واحدة أرقاما قياسية مفاضلة بقوقل وياهو، فمن أكتوبر 2009 إلى أكتوبر 2010 زادت نسبة مستخدميه من 48% من إجمالي مستخدمي الانترنات الأمريكيين إلى 70%، بالإضافة إلى أن 38% منهم يقومون بتسجيل الدخول إلى حساباتهم مرة واحدة في اليوم على الأقل. وقد حصل «فايسبوك»، حسب مجموعة «إيماركتر» على 5,7% من حصص هذه السوق، مقابل 32,4% للعملاق «غوغل» الذي ما يزال يحتل مرتبة الصدارة فيها غير أن النمو الذي يشهده «فايسبوك» هو أسرع بثلاث مرات من ذلك الذي يسجله «غوغل». وحذر خبراء من «أن «فايسبوك» الذي أطلق ثورة مواقع التواصل الاجتماعي قد يعجز عن التحكم بها في نهاية المطاف»، مستعرضا الجدالات المتكررة بشأن حماية البيانات الشخصية وانتهاك الحياة الخاصة والمخاوف من تزايد هجرة المستخدمين، لا سيما منهم المراهقين، إلى المواقع المنافسة المتكاثرة. وبينت دراسة حديثة أجرتها مجموعة «آيستراتيجيلابز» أن عدد المستخدمين الأمريكيين ل«فايسبوك» الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما انخفض خلال 3 سنوات بمعدل 3 ملايين مستخدم (انخفاض بنسبة 25%)، في حين ازداد عدد المستخدمين الذين تخطت أعمارهم الخامسة والخمسين بمعدل 12,5 مليون (زيادة بنسبة 80%). ولفتت مجموعة «تريفيس» للأبحاث إلى أن تقدم مستخدمي «فايس بوك» في السن قد يزيد من عائداته، إذ أن هذه الفئة من المستخدمين تتمتع بقدرة شرائية أكبر. وأشارت تقارير أخرى إلى أن استخدام الويب بصفة عامة ازداد بعد انتشار فايسبوك الذي طغى على موقع ياهو الأقدم من حيث إجمالي الوقت الذي يمضيه المستخدمون في عالم الانترنت. وقد ارتفع عدد مستخدمي الفايسبوك إلى مليار و230 مليون شخص، بزيادة 16 في المائة نهاية 2013 فيما باتت الاعلانات تشكل 90 في المائة من عائداته. مؤسّس الفايسبوك في الذكرى العاشرة: كانت رحلة مذهلة كتب «مارك زوكربرغ»، مؤسس فايسبوك، ، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس موقعه مايلي: «اليوم الذكرى العاشرة، كانت رحلة مذهلة، ممتعة جدًا، وأحاول جاهدًا أن يكون للموقع أثر كبير في حياة المستخدمين، وإعطائهم القدرة على بناء حياتهم الشخصية والاجتماعية بأنفسهم والبقاء على الاتصال». وأضاف، في تدوينة له: «حصدت حتى صباح أمس الأوّل، 250 ألف حالة إعجاب، و25 ألف مشاركة... ثلث سكان العالم يتصلون بالإنترنت الآن، لدينا تحدٍ في المستقبل في أن نقوم بربط الثلثين الآخرين بالمستخدمين الحاليين». وتابع: «في العقد القادم، ستمكننا التكنولوجيا من إنشاء العديد من الطرق للتواصل، وخوض تجارب جديدة، كان من المدهش أن نرى كيف قد استخدم كل واحد منا الأدوات لبناء مجتمع حقيقي، تشاركنا لحظات سعيدة ومؤلمة، وأصبحت الأسر متصلة». وأنهى «زوكربرغ» تدوينته قائلًا: «ممتن جدًا لمساهمة الشبكة الاجتماعية في المساعدة في الأدوات الاجتماعية للمستخدمين، وأشعر بالمسؤولية العميقة لتحقيق الاستفادة القصوى من وقتي في الشركة وخدمة المستخدمين على أفضل ما أستطيع، شكرًا لكم لأنكم سمحتم لي أن أكون جزءًا من هذه الرحلة».