وفد أمريكا يغادر احتجاجا على كلام ممثل إيران وسط تعزيزات أمنية مشددة، عقد أمس المجلس الوطني التأسيسي، جلسة عامة ممتازة احتفالا بدستور الجمهورية الثانية، دعت إليها ونظمتها رئاسة الجمهورية بحضور أكثر من 200 صحفي من مختلف الدول العربية والافريقية والأوروبية. ومن اهم الضيوف الذين شاركوا احتفال تونس بالدستور الجديد، ثمانية رؤساء من دول عربية وافريقية وأوروبية وممثلون عن البرلمانات الأوروبية ورؤساء الحكومات، من بينهم رئيس فرنسا فرنسوا هولاند ورئيس لبنان ميشال سليمان ورئيس موريتانيا ولد عبد العزيز ورئيس السينغال مكي سال، إلى جانب ولي العهد المغربي مولاي رشيد والأمير فيليب ولي العهد الاسباني.وافتتح الجلسة العامة رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الذي أكد في كلمته أن التجربة التونسية تجربة فريدة من نوعها في تونس.من جانبه رحب رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي بقادة وممثلي دول العالم الحاضرين مشيدا في السياق ذاته بدور الصداقة في دعم نجاح التجربة الديمقراطية، وأكد أن دستور تونس الجديد يكرس المواطنة والحقوق والحريات.من جهته، شدد رئيس الحكومة الجديدة، على ضرورة ألاّ تنسينا الفرحة بهذا الانجاز الرهانات القادمة، مضيفا أن النجاح باقرارالدستور يستوجب استرجاع الامن والنشاط الاقتصادي من أجل المضي قدما، مؤكدا أن اقرار الدستور يعتبر خطوة أولى في طريق الانتقال الديمقراطي. دستور الحريات والمساواة وأجمع أغلب الضيوف الحاضرين على أن دستور الجمهورية الثانية هو دستور الحريات والمساواة. فقد اشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بدستور تونس الجديد مؤكدا على أنه مثال يحتذى به أمام العالم يترجم الواقع الديمقراطي، خاصة بضمانه للحريات والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة والأطفال وذوي الاحتياجات. كما أشار فرانسوا هولاند إلى أن الدستور التونسي هو الوحيد في العالم الذي اعترف بأنّ الشباب هو قوة الأمم. ودعا هولاند رجال الاعمال والمستثمرين الى ضرورة الاستثمار وبعث المشاريع لإعادة تحريك النسق الاقتصادي ودفع عجلة النمو استجابة لتطلعات الشعب التونسي مشدّدا على ضرورة دعم السياحة من خلال زيارة تونس وبعث رسائل طمأنة لجميع دول العالم للتاكيد على ان تونس بلد الديمقراطية والسلام. كما أكد على أن فرنسا تدعم تونس على جميع الأصعدة مشيرا إلى أن بلادنا دولة تستحق كل الدعم لإنجاح بقية مسارها الديمقراطي. وقال هولاند ان العالم ينظر الى التجربة التونسية التي تعتبر نموذجا يحتذى به داعيا الى ضرورة انجاح المسار الانتقالي وتعزيز البناء الديمقراطي في تونس قائلا « ان تونس تجاوزت اهم التحديات خاصة انها شهدت ولادة الثورة التونسية التي ألهمت الربيع العربي». كما اشاد بدور الرباعي الراعي للحوار الوطني الذي ساهم في اخراج البلاد من عنق الزجاجة ومن مأزق الصراع السياسي. وتخلل خطاب هولاند تصفيق حار من قبل الحاضرين والنواب لما شدد على استعداد فرنسا لمساعدة تونس على مختلف الاصعدة ولما ابداه من اعجاب بدستور تونس الجديد. ومن جانبه اعتبر رئيس البرلمان الإيطالي بياتروغراسيو أن الدستور التونسي الجديد يؤسس من خلال فصوله لدولة الحقوق والحريات معددا أهم منجزات الدستور التي تؤكد على الفصل بين السلط وتكرس المساواة بين المرأة والرجل وتنبذ التعذيب.وبيّن غراسيو أن إيطاليا منحت تونس قرضا ب73 مليون أورو لمساعدتها مجددا مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب تونس من أجل ضمان الحريات والأمن المتطور. انسحاب الوفد الأمريكي من الجلسة العامة وقد شهدت الجلسة العامة بعض التوترات، حيث اتهم الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني في كلمته، امريكا واسرائيل بالسعي لجعل هذه الثورات «عقيمة» مما دفع بالوفد الامريكي الحاضر في الاحتفال الى الانسحاب حسب ما اكده نواب من داخل المجلس التأسيسي.. وقال لاريجاني، في الكلمة التي ألقاها باللغة الفارسية خلال الاحتفال : «علينا ان نراقب الدول التي تحصل فيها ثورات، وقطع يد الدول المستكبرة». مضيفا : «هناك أيادي امريكا واسرائيل اللتين حاولتا جعل هذه الثورات عقيمة، وتحريفها لكي تستفيد اسرائيل». وتابع «الحل هو المقاومة والوحدة بين الأمّة الاسلامية».