انقاد النادي الإفريقي كما هو معلوم إلى هزيمة قاسية خلال مباراة الدربي التي جمعته بالجار الترجي الرياضي أمس الأول، هزيمة جاءت بعد أخرى كان قد مني بها فريق باب جديد أمام أحد المتراهنين على ألقاب هذا الموسم النجم الساحلي. هزيمتان كانتا كافيتين لإظهار الصعوبات التي يمر بها الإفريقي سواء في الدفاع أو في الهجوم بعد أن سجل في الشوط الأول من لقاء النجم خمسة أهداف فقط و ثمانية أهداف في الشوط الثاني من لقاء الترجي بينما قبل في شباكه ثلاثة وأربعين هدفا في مجموع المبارتين. هذه الأرقام تطرح أكثر من سؤال حول مستقبل الفريق هذا الموسم الذي خسر خلاله إلى حد الآن نقاط الحوافز أمام حامل اللقب الترجي الرياضي و الوصيف النجم الساحلي ليدحرج بذلك إلى المركز الثالث و بقي بفارق نقطة وحيدة عن ملاحقه المباشر السائر بثبات هذا الموسم مكارم المهدية و بفارق نقطتين عن جمعية الحمامات. النادي الإفريقي سيكون مطالبا في الجولات الست المتبقية بالانتصار لا غير لأن أي تعثر قد يلقي به خارج مرحلة التتويج التي باتت الشكوك تحوم حول بلوغه اياها من عدمه بعد هذا المردود المهزوز و خاصة في ظل المواجهات الصعبة التي تنتظر الفريق في باقي هذه المرحلة. النادي الإفريقي تعاقد مع إطار فني مصري بقيادة أيمن صلاح الدين و مدرب حراس المرمى حمادة الروبي نزولا عند رغبة أقلية غلبت مصلحتها الخاصة على مصلحة الفريق و ظلت تركض وراء تحقيق أهدافها الضيقة و أثمرت جهودها بعد أن تم إقصاء ابن الفريق رياض الصانع دون علمه، تلك السابقة التي انقسم بعدها مسؤولو الفريق إلى شقين بين مؤيد و رافض لهذا القرار و حصل ما كان متوقعا بإقالة رياض الصانع رغم رفض رئيس الإفريقي سليم الرياحي في الأول. الإفريقي استطاع بفضل مخطط العمل الذي وضعه رياض الصانع عند توليه تدريب الفريق الخروج بالتعادل في دربي الذهاب، تلك النتيجة التي خال بعدها الكثير أن الهيئة كانت صائبة في إقالة «الصانع» و لكن ماذا حصد الإفريقي مع المصري الذي تحدث عن إعادة الفريق إلى الواجهة و إلى منصة التتويج؟ هو في حقيقة الأمر لم يحصد سوى الخيبات و دوامات الشك التي بدأت تحوم حول أسوار الفريق منذ هزيمة لقاء الدربي، وضع قد نشاهده بعد عدة تغييرات داخل أسوار الإفريقي في صورة عثرة جديدة. رياح التغيير هذه قد تأتي على كامل الهيئة الحالية و التي أكدت أنها فاشلة إلى حد الآن و لم تقدر على تحقيق و لو جزء من أحلام الجماهير العريضة لفريق الأبيض و الأحمر والفوز بلقاء الدربي. هذه الهيئة التي ناشدتها الجماهير التي تابعت لقاء أمس الأول الرحيل و ترك مكانها لمن هو أجدر بإعادة الفريق إلى مكانته المعهودة حين ما كان يقرأ ألف حساب خلالها للإفريقي الذي أصبح اليوم يكتفي بالتعادل أمام نسر طبلبة. بعد هزيمة الدربي الكل لا يجيب ربما يكون السبب الخجل من الهزيمة و قد يتعلق الأمر بالتنصل من المسؤولية و محاولة التواري عن الأعين إلى حين تنسى الجماهير تلك الخيبة و التي لم تكن وليدة الأيام القليلة الماضية و إنما هي نتاج تراكم الصراعات الموجودة داخل الفرع بين كافة الأطراف التي يسعى كل طرف منها إلى الظهور في ثوب الحاكم و «الفاتق الناطق» في قلعة الأبيض و الأحمر خاصة بعد أن ابتعد المسؤول الأول عن الفرع هيثم الهنتاتي لمدة عن الفريق بسبب تغييبه في اتخاذ القرارات و التي تعلقت أساسا بإقالة رياض الصانع و رفض المدرب الذي أراده مكانه من طرف باقي الأطراف. صراعات الإفريقي لم تقف عند هذا الحد بل تم إقصاء المدير الفني الذي تعاقدت معه هيئة سليم الرياحي ياسين عرفة رغبة من بعض الأطراف في إعطاء صلاحيات أكبر للمصري أيمن صلاح و من ورائه مصلحة أكبر لذاتها حتى تتحكم أكثر في أمور النادي و تكسب صلاحيات أكبر مع مدرب أكد إلى حد الآن أنه غير قادر على قيادة فريق في حجم النادي الإفريقي نحو الألقاب. هذه الوضعية قد يتجرع بعدها النادي الإفريقي كاس الخيبة والندم على إقصاء رياض الصانع ابن النادي العارف بكل صغيرة و كبيرة بالفريق و عن أجواء البطولة الوطنية و تغييره بالمصري الذي لم يفلح وقد يعود من حيث أتى إذا عجز الإفريقي عن التتويج باللقب الذي بات صعب المنال بعد الأداء المخيب الذي ظهر به معه إلى حد الآن و قد يندم الإفريقي حينما لا ينفع الندم على إبعاد «الصانع» و من قبله «سلافيسا ريتشي» بسبب أنانية بعض المسؤولين الذين ربما يكونوا قد تناسوا أن وجودهم في الإفريقي هو في حد ذاته مسؤولية قبل كل شيء وأن الواجب يقتضي وجوبا أن تكون مصلحة الفريق فوق كل اعتبار و أنه لا مجال للحسابات الضيقة في قلعة الأبيض والأحمر الذي الواجب إعادته إلى الواجهة قبل فوات الأوان و إلى مكانه الطبيعي في المقدمة التي أزيح منها في المواسم الأخيرة بسبب أخطاء البعض و التي قد تكلف الفريق الكثير في قادم الأيام و قد يندم على ما فات و على تسرع مسؤوليه في اتخاذ قرارات مرتجلة جارت في أول طريقها على الفريق الذي ينتظره ما هو أصعب في قادم المشوار.