يقول المدرب السابق للمنتخب الدنماركي «سيب بيونتيك» «انني أتوقع من اللاعبين ان يقدموا أفضل ما يستطيعون في كل مقابلة يلعبونها وهم بالطبع لن يربحوا دائما وأنا لا أطلب ذلك لأنه ينافي واقع كرة القدم». من المؤكد ان المدرب الحالي للنادي الافريقي فوزي البنزرتي قد لا يجد أفضل من هذه الكلمات ليقولها الى لاعبي الأحمر والأبيض الذي يعيش على وقع فترة انتقالية دقيقة بعد ان خسر مجهودات عدة لاعبين ساهموا بالأمس القريب في تتويجه ببطولة تونس (20072008) على غرار وسام يحيى وكريم العواضي وخالد السويسي وأسامة السلامي... وذلك مقابل التعويل على لاعبين شبان تنقصهم الخبرة مثل أسامة الحدادي ومهدي الرصايصي ووجدي المشرقي وزياد الزيادي والجبالي واليعقوبي... لذلك نعتقد ان المدرب فوزي البنزرتي يدرك انه سيواجه عدة صعوبات للانتقال بالافارقة الى واقع أفضل محليا وقاريا وهو الهدف الذي سطره فريق «باب الجديد» بحكم ان تعاقده مع هذا الفني بالذات لم يكن من منطلق الحنين الى جيل التسعينات الذي كان يضم بن عثمان والرويسي والمحايسي والتواتي والسليمي... والذي قاده آنذاك البنزرتي الى التتويج ببطولة موسم19891990 والتي كانت اشبه بالمعجزة ولكن النادي الافريقي يتطلع اليوم الى بناء فريق عتيد وكامل الأوصاف حتى إن كان ذلك على حساب كأس «الكاف» بحكم ان مرارة فقدانها لا تضاهي مطلقا تلك الحسرة التي تجرعتها جماهيره الغفيرة بعد سقوط الفريق بالضربة القاضية امام الهلال السوداني في مسابقة رابطة ابطال افريقيا . صبر مشروط أكدت جماهير النادي الافريقي في اكثر من مناسبة بأنها ستظل معقلا للصبر ورمزا للصمود أمام أعتى المحن التي واجهها فريق «باب الجديد» ولكن صبرها هذه المرة سيكون مرفوقا بعدة شروط تتصدرها حسب اعتقادنا ضرورة ان يؤمن فوزي البنزرتي بمتغيرات الزمن كأن يتقبل انتقادات الجماهير برحابة صبر لا ان يركب رأسه ويعاوده الحنين الى ممارسة الهرج والمرج على حافة الميدان او إقدامه على مناقشة الحكام مثلما فعل مؤخرا مع الحكم المصري «أبو جريشة» الذي أدار مقابلة الفريق امام أنتر كلوب هذا فضلا عن ضرورة قيامه بالاختيارات الفنية الصائبة فهل يمكن ان يستفيد الفريق مثلا من خدمات الجبالي ومرياح عندما زجّ بهما البنزرتي في الرواق الأيمن بالنسبة الى الأول وفي خطة متوسط ميدان بالنسبة الى الثاني؟ من جهة أخرى لا نعتقد ان فريقا مثل النادي الافريقي الذي ينافس كل موسم على الألقاب سيرفض جمهوره الوعود الزائفة من قبيل الحصول على المزيد من الوقت لأن الأحمر والأبيض ليس «أوكسير» الفرنسي حتى يصبر على «قيرو» 36 عاما وليس من الأندية التي سترضى بالمراتب الشرفية او التتويج بالألقاب المغاربية طالما ان النادي فتح خزائنه وجلب ترسانة من اللاعبين وأمن للمدرب جراية بالملايين. نقطة أخرى تبعث على القلق داخل حديقة منير القبائلي وتتمثل في ازدياد عدد العقوبات المسلطة على اللاعبين حيث تم اقصاء وجدي المشرقي ثم الرقيعي... وهذا الأمر يتطلب حسب اعتقادنا تأطيرا خاصا من الاطار الفني لتجاوز هذه النقطة التي كلفت عدة أندية فقدان أكثر من لقب مع العلم ان إقصاء الرقيعي والمشرقي كلف الفريق اللعب منقوصا لمدة لا تقل عن 55 دقيقة كان النادي خلالها في حاجة الى مجهودات كل لاعبيه. البنزرتي أم الشماري؟ يبدو ان اللياقة البدنية للنادي الافريقي خلال الفترة الماضية تصدرت لائحة المسائل الأكثر جدلا في صفوف الافارقة فالبنزرتي يتهم المعد البدني كريم الشماري في الوقت الذي يدافع فيه شق كبير عن هذا الرجل باعتباره المعد البدني الأفضل على الاطلاق في بلادنا وهذا الأمر يذكرني شخصيا بالمدرب الفرنسي «ايمي جاكي» المتوج بكأس العالم مع منتخب «الديكة» عام 1998 حيث أقدم هذا الفني قبل انطلاق تلك التظاهرة الرياضية العالمية بفرض عمل بدني شاق على اللاعبين حتى أنه أجبرهم على السير على المرتفعات لمسافات طويلة وهو ما أدى الى فوز فرنسا آنذاك باللقب العالمي ولكن من المؤكد ان «جاكي» قد سيطر في تلك الفترة برنامجا مدروسا ودقيقا لأن اي جرعة اضافية قد تطرأ على برنامج التحضيرات قد تعود بالوبال على الفريق ومن هذا المنطلق لا نعرف مدى نجاح التربص الذي خاضه الافريقي في مدينة المنستير خاصة أن البنزرتي تعود على اخضاع الأندية التي دربها الى تحضيرات بدنية قوية جدّا ولا تعلم هل كان الشماري حقا يتحمق مسؤولية رسوب الفريق في امتحان اللياقة البدنية وهو الذي قضى عدة سنوات صلب فريق «باب الجديد»؟ «الشروق» تحدثت ال ثلة من أبناء النادي الافريقي بخصوص الوضع الحالي للفريق الذي سيخوض ثلاث مقابلات قارية امام «أنتر كلوب» الانغولي و«أساك ميموزا» الايفواري و«كادونا» النيجيري فأكدوا ما يلي: بوبكر الزيتوني لماذا كل هذا الغموض؟ «أظن ان لاعبي النادي الافريقي في حاجة الى اكتساب المزيد من الخبرة خاصة أن الفريق يضم في صفوفه حاليا عدة عناصر شابة وأصبحت الاختيارات محدودة جدا على مستوى الزاد البشري الذي خصصه الفريق في مشاركته القارية وأجزم بأن النادي الافريقي يواجه اشكالا إداريا فحسب حيث لاحظت تداخلا كبيرا في المهام وتوجد حالة كبيرة من الغموض على مستوى تسيير شؤون الفريق. أما بالنسبة الى الإطار الفني للنادي بقيادة فوزي البنززتي فأظن ان هذا الفني يتمتع بكفاءة عالية ولكنه مطالب في المقابل بالتخلي على عنصر الانفعال وتغيير طرق التعامل مع اللاعبين وأريد أن اؤكد ان النادي الافريقي سيندم على التفريط في خدمات المعد البدني كريم الشماري لانه يبقى حسب اعتقادي احد أفضل الاخصائيين التونسيين في ميدان الاعداد البدني ومن جهة أخرى أعتقد أنه لا خوف على مستقبل الفريق بخصوص مركز حراسة المرمى بعد تعاقد النادي مع الحارس بن أيوب بالاضافة الى تواجد النفزي ودخيل.. ولكن أؤكد ان كرة القدم أصبحت تخضع ايضا الى قواعد علمية مضبوطة». خالد التواتي أنا متفائل والفريق في حاجة الى لاعب بمواصفات «دانيالو» او الدراجي «شخصيا أشعر بالتفاؤل ازاء الوضع الحالي للنادي الافريقي حيث لاحظت ان الفريق راهن على خدمات عدة شبان مثل الحدادي والرصايصي والزيادي... ومن المؤكد ان الفريق سيكون في حاجة الى بعض الوقت فحسب لبناء ناد متكامل خاصة في ظل قوة الشخصية التي يتميّز بها لاعبو النادي وأعتقد ان اللاعبين المنتدبين من الترجي الجرجيسي سيتأقلمون مع الفريق خلال الفترة القادمة وذلك بمجرد تجاوزهم لفكرة القيام بالهجومات المعاكسة بحكم ان الأمر سيكون مختلفا تماما صلب النادي الافريقي الذي يبادر بصناعة اللعب وأظن ان فريقنا يحتاج حاليا الى خدمات بمواصفات البرازيلي «دانيالو» او أسامة الدراجي اي صانع ألعاب وسيستفيد النادي من التجربة الكبيرة التي بحوزة المدرب فوزي البنزرتي بقي ان نطالب بضرورة الالتزام بالعمل في إطار عال من الانسجام بين أعضاء الاطار الفني للفريق وسيكون الافريقي قادرا على الذهاب بعيدا في المسابقة الافريقية في ظل تواضع الأندية التي تضمها مجموعة الفريق وقد لاحظت شخصيا تحوّلا كبيرا على المستوى التكتيكي الذي ينتهجه النادي بقيادة البنزرتي حيث لاحظت انه أصبح يهاجم ويدافع بأكبر عدد ممكن من اللاعبين وحتى زهير الذوادي اصبح يشارك بدوره في عملية افتكاك الكرة من الفريق المنافس». سمير السليمي بناء فريق عتيد قبل التفكير في التتويج بكأس «الكاف» «شهد النادي الافريقي تغييرات كبيرة جدّا على مستوى الزاد البشري التي شملت كافة الخطوط بداية من حراسة المرمى وصولا الى الخط الأمامي للفريق وأظن ان مشاركة الافريقي في مسابقة «الكاف» لا يمكننا ان نعتبرها من أولويات النادي الافريقي وإنما هي فرصة للاعداد الجيد لمسابقة البطولة المحلية لان الافريقي بصدد بناء فريق قوي وبما ان النادي راهن على عدة شبان فإنني اؤكد انه ينبغي علينا ان ندعم هذا التوجه خاصة أنني لاحظت ان الفريق بدأ يتحسس طريقه نحو استعادة بريقه وقد وقفنا خلال الفترة الماضية على بعض اللمسات الفنية الواضحة التي أدخلها الاطار الفني على أداء الفريق ومن المؤكد ان الافريقي في حاجة الى المزيد من العمل لتحقيق أهدافه».