ملعب كورنيلا البرت ببرشلونة تشكيلتا المنتخبين: تونس: بن مصطفى – بن يوسف – اليعقوبي – الجمل (معلول)– المثلوثي – الميكاري(ناطر)- الراقد – ساسي – الخزري (بن يوسف)–الذوادي(يحيى) – جمعة (خليفة) كولومبيا: أوسبينا(موندراغون) –ارميرو(الفاريز) – رودريقاز – فالنسيا – كويتاز – ارياس – كواردادو(توريس) –راميراز- ييباز- ايباربو(راموس)-باكا تحكيم الاسباني خافير استرادا فيرننداز الإنذارات: فاروق بن مصطفي بيريا إقصاء: بيريا (كولومبيا) الأهداف رودريغاز ( دق 19 ض ج) وهبي الخزري (دق 35) نجح المنتخب الوطني التونسي في تحقيق نتيجة ايجابية ضد منتخب كولومبيا في أول ظهور له بعد خيبة باراج المونديال إثر تعادله بنتيجة هدف لمثله...ووفّق أبناء المدرب نزار خنفير في إحكام سيطرتهم على مجريات المباراة من خلال خنق المنافس وسدّ كلّ الثغرات أمامه... تركيبة المنتخب التونسي عرفت العديد من التغييرات قياسا بظهوره الاخير وعديد الاسماء سجّلت حظورها كأحسن ما يكون على غرار عمار الجمل والفرجاني ساسي ومحمد علي اليعقوبي وما يحسب للمدرّب المؤقت نزار خنفير هو تعامله الجدي مع هذه المصافحة الوديّة التي جاءت ضدّ منافس عتيد بلغ المونديال ويتواجد في المركز الخامس في التصنيف العالمي... أبناء الربيع العربي «كتّفوا» الكولمبيين ولم يتركوا لهم المجال للعب كرتهم وأسلوبهم المفضّل ورغم جاهزية المنافس وتعوّد عناصره على اللعب بنفس الاسلحة فإنّ النتيجة كانت عادلة تماما كالمردود الذي قدمه الفريقان على أٍرضية الميدان... الاختبار الوديّ كان مفيدا بكلّ المقاييس لانّه مسح بعضا من الدرن الذي لطّخ سمعة الكرة التونسية كما انّه أكّد من جديد ان كرتنا قادرة على تقديم ما هو أفضل متى توفرت العزيمة والقليب والرجولية. قراءة خاطئة المدرب «المؤقت» نزار خنفير دخل المباراة بخطة 4 – 5 – 1 في محاولة منه لإغلاق المنافذ على المنتخب الكولومبي والحد من خطورته.ولئن كان تفكير خنفير واضحا فإن اختياره لعناصر التشكيلة الأساسية كان خاطئا بكل المقاييس.فالاعتماد على كل من عمّار الجمل وياسين الميكاري وزهير الذوادي على الرواق الأيسر أحدث تداخلا في الأدوار وقلص كثيرا من فاعلية هذه الجهة.كما أن الإطار الفني دخل المواجهة دون صانع ألعاب كلاسيكي أثر كثيرا على التنشيط الهجومي وأرهق كثيرا مصعب ساسي الذي تكفل بمهمة الربط بين الخطوط والافتكاك وصنع الهجمة. خطأ مشترك بداية الشوط الأول كانت بنسق بطيء وطالت فيها فترة جس النبض نسبيا. المنتخب الوطني بالغ في الحذر في الربع ساعة الأولى من الشوط وهو ما كلفه هدفا أولا في الدقيقة 18 بعد خطأ مزدوج بين المدافع صيام بن يوسف والحارس فاروق بن مصطفى الذي تدخل بقسوة مع المهاجم ايباربو ليعلن الحكم عن ضربة جزاء نجح في تسجيلها رودريقاز. عملية أصيب على إثرها ايباربو الذي ترك مكانه لراموس. جمعة وفي لسمعته هدف رفاق الغائب فالكاو حرك سواكن عناصرنا الوطنية التي حاولت التقدم وتهديد مرمى المنافس ولكن محترف الكويت الكويتي عصام جمعة ظلّ وفيا لسمعته في اضاعة الفرص السهلة وفشل في استغلال انفراده بالحارس أوسبينا بعد إمداد ذكي من الفرجاني ساسي.جمعة الذي استعاد مكانه في تشكيلة المنتخب بعد أن أقصاه كرول من مبارتي باراج المونديال ضد الكاميرون،فشل في تقديم الإضافة المرجوة منه ولم يرهق دفاع راقصي الرومبا وهو ماجعل خنفير يعوضه بخليفة منذ انطلاقة الشوط الثاني. «الخزري» يعدل إصرار المنتخب الوطني على التعديل كان كبيرا،ونجح الخط الأمامي في خلق عدة فرص كانت أبرزها تسديدة الميكاري التي تألق الحارس في صدها.وان وفق أوسبينا في صد كرة الميكاري فإنه فشل في التعامل مع توزيعه الذوادي ليهدي الكرة إلى وهبي الخزري الذي لم يجد صعوبة في وضعها في الشباك معلنا عن هدف التعادل عشر دقائق قبل نهاية الشوط الأول الذي لم يرتق الى مستوى كبير ولم يظهر فيه الكولمبيون بالوجه المنتظر منه رغم الكلام الكثير الذي قيل عنهم. أداء أبناء بيكرمان تأثر بغياب النمر فالكاو الذي ترك فراغا رهيبا في الخط الأمامي تعمق أكثر بعد خروج ايباربو الاضطراري.فيما قدم المنتخب الوطني شوطا محترما وخاصة من الناحية الدفاعية. انخفاض النسق بداية الشوط الثاني لم تختلف كثيرا عن بداية الشوط الأول،حيث كان النسق بطيئا ومملا في معظم ردهاته مع غياب فرص جادة للتهديف من الجانبين.المنتخب التونسي الذي أحسن التمركز في مناطقه الخلفية ونجح في غلق المنافذ على زملاء راميراز، لم يظهر كثيرا في الناحية الهجومية رغم التغييرات التي أحدها خنفير بإقحام كل من فخر الدين بن يوسف وصابر خليفة مكان جمعة والخزري.في المقابل كان المنتخب الكولومبي أكثر استحواذا على الكرة ونجح في السيطرة على أغلب ردهات الشوط ولكنه لم يدرك المنافذ المؤدية لمرمى فاروق بن مصطفى الذي تألق في صد كرة رودريغاز في الدقيقة 65.ورغم النقص العددي في صفوفه بعد إقصاء بيريا الذي تدخّل بقوّة مع «الرّوج» فإن زملاء ارميرو واصلوا لعب الهجوم وكان بإمكانهم الخروج بنتيجة المباراة لو احكم رودريغاز استغلال انفراده بالحارس فاروق بن مصطفى في الدقائق الأخيرة من المباراة التي انتهت على تعادل ايجابي بهدف لمثله وهي نتيجة ايجابية لأبناء خنفير الذين نجحوا في الحد من خطورة المنافس الذي يبقى رقما صعبا في الكرة العالمية. بداية موفقة مباراة الأمس كانت الأولى للظهير الأيمن للنادي البنزرتي حمزة المثلوثي بأزياء المنتخب.ظهور ايجابي بما ان اللاعب كان في مستوى الثقة التي منحها له نزار خنفير ونجح في تأدية واجبه الدفاعي على احسن وجه.كما برز في هذه المقابلة كل محمد علي اليعقوبي وعمار الجمل الذي أظهر «قرينتا» كبيرة ورغبة كبيرة في إثبات جدارته بالعودة إلى حضيرة المنتخب.نقاط مضيئة يمكن استغلالها في قادم الاستحقاقات. تغيير غير مفهوم حقيقة لم نفهم التغيير الذي قام به المدرب الوطني نزار خنفير بإخراج زهير الذوادي وإقحام علاء الدين يحيى الذي وظفه كلاعب ارتكاز إلى جانب ساسي والراقد.تغيير كشف رغبة الإطار الفني في الخروج من المواجهة بأخف الأضرار. نجم المباراة الفرجاني ساسي كان نجم المباراة دون منازع حيث تميز في الناحية الدفاعية من خلال قطع عديد الكرات في منطقة الوسط كما أتقن عملية التدرج بالكرة والبناء الهجومي.ساسي أثبت مجددا انه يستحق مكانا قارا في تشكيلة النسور.