عبد الحميد عميرة : قرار الرابطة في الطور الاول مهزلة و"الكناس" نقطة مضيئة في مشهدنا الكروي اكدت "الكناس"بإعادتها للثلاث نقاط التي خصمت من النادي الرياضي الصفاقسي إثر الإثارة التي بها النجم الرياضي الساحلي انها هيكل جدير بالاحترام ما دام اعضاؤها ينتصرون للقانون ولعلويته ولا ينتصرون لهوى وعواطف الاندية ولا حتى اهواء وعواطف مسؤولين موجودين بهياكل رياضية مشرفة على كرتنا. ما فعلته "الكناس" لم يكن امرا خارقا يتطلب الوصول اليه معارف كروية وقانونية كبرى بمثل ما يتوفر للجنة النزاعات بالفيفا ولم يتطلب من اعضاء الكناس اجراء تربصات ودورات تكوينية للتمكن من الفصل في القضايا القانونية الكبرى ... وانما فعلت هيئة التحكيم الرياضي ما يقتضيه الحال من هياكل منتصبة للانصاف والانتصار للقانون ورد الحقوق لاصحابها ايا كانت مواقعهم او منزلتهم .... لم تشأ "الكناس" التسرع وانما ارادت التدقيق والبحث في كل الجوانب التي من الممكن ان تساعد على إنارة الحقيقة وقامت بتأجيل البت في قرارها وهو قرار نهائي وبات وملزم حتى تحفظ حقوق الفريقين المعنيين وحتى لا يعود هناك أي سبيل أو منفذ للشك في الموضوع. ما فعلته هيئة التحكيم الرياضي "الكناس" هو درس يجدر بمن ينتمي مستقبلا الى مشهدنا الكروي والى هياكلنا الرياضية وخصوصا إلى اللجان التأديبية والقانونية ان يتعظوا به للإبتعاد عن اتباع الهوى ومزالق الإنتماءات الضيقة. الكلام قد يطول كثيرا للحديث عن قرار "الكناس" وشجاعة المحكمين الرياضيين وأهليتهم بتواجدهم في هذا الهيكل القضائي الرياضي ولكن حسب اهله فخرا انهم انتصروا للقانون اولا واخيرا ... وحسبهم ان التاريخ سيسجل لهم هذا الموقف الذي لم ينتصروا فيه للنجم الساحلي ولا للنادي الصفاقسي ولا لمناصرة لجنة القوانين بالرابطة ولا لجنة الاستئناف بالجامعة حيث لم يكن همهم ترضية هذا او ذاك بقدر ما كان ترضية ضمائرهم والانتصار للقانون وحده ثم اعلان القرار. ونعتقد ان الدرس كبير من قرار "الكناس" ... كما نعتقد ايضا ان الحاجة ملحة اليوم واكثر من اي وقت مضى لتغيير اعضاء لجنة القوانين بالرابطة ولجنة الاستئناف بالجامعة وهم الذين كانت بين ايديهم كل اسباب دراسة القضية وكل السبل لمعرفة الخيط الابيض من الخيط الاسود من هذا الاشكال. ومباشرة بعد صدور قرار الكناس اتصلنا بالكاتب العام للنادي الصفاقسي عبد الحميد عميرة الذي كان واحدا من لسان دفاع النادي في هذه القضية فصرح لنا بما يلي : ' الحمد لله ... هذا قرار بطعم التحدي الكبير لعديد الاطراف ... صدقني انا كنت مدركا ان الحق الى جانبنا منذ البداية ولكن ما كان يشغلني انني شعرت في بعض المناسبات ان هذا الحق سيضيع في اروقة التجاذبات والهوى والعواطف والانتماءات الضيقة وانا رجل قانون وادرك الجوانب القانونية والاسانيد وهي كانت واضحة من البداية ولذلك كانت صدمتي كبيرة من قرار الرابطة وهو قرار مهزلة بكل المقاييس واعتبر ذلك القرار من الرابطة اكبر مهزلة لسنة 2014 على المستوى الرياضي لان حق النادي الصفاقسي بدا واضحا بلا لبس ولا شبهة وكنا ندرك خلفيات الاثارة ومن يقف وراءها وما هي مراميهم وغاياتهم وندرك ان هناك من يريد ان يعبث بمشهدنا الكروي لغايات ضيقة كان مفروضا ان ترحل وتنتهي بقيام الثورة التونسية ... الحمد لله على انه ما زال في الدنيا خير وما زالت هناك نقطة مضيئة في مشهدنا الكروي الحالي هي هيئة التحكيم الرياضي التي طلبت من الفريقين المتقاضيين حججهما ومستنداتهما واستمعت الى الفريقين بصبر وتحمل كبير وقدمنا نحن في النادي الصفاقسي كل الحجج والمؤيدات وهي واضحة وبينة منذ الطور القضائي الاول والوثائق التي طلبتها "الكناس" من الجامعة كان مفروضا ان تطالب بها الرابطة ايضا ولجنة الاستئناف وكنا طالبناهما بذلك لكن هذه الاطراف تجاهلت ذلك ولما قمنا باستئناف قرار الرابطة انساقت لجنة الاستئناف وراء دفوعات النجم الساحلي التي اعتبرت ان التقرير الادبي بالجلسة العامة للجامعة التونسية لكرة القدم ليست له قيمة وليس ملزما وهذا عيب وقصور في فهم القانون ولا تعليق أكثر عن قرار لجنة الاستئناف وكانت لدينا ثقة في اهلية هيئة التحكيم الرياضي وفي ان اعضاءها يعرفون القانون وينتصرون له ولذلك قمنا بالطعن مع يقيننا بان ملفنا سليم وقمنا بما يلزم لتوضيح موقفنا وتبيان دفوعاتنا والحمد لله كانت مقنعة ورات فيها "الكناس" الصواب والمنطقية والقانونية ومن هنا حكمت لصاحلنا واعادت الحق الى اصحابه ونحن نشكرها على التزامها بعلوية القانون وتطبيقه بكل حياد وموضوعية وهذا هو المطلوب من الهياكل التي تنتصب لتفصل في القضايا القانونية والخلافات بين الاندية. "