قال المرشح الرئاسي المصري حمدين صباحي إن لديه شكوكا في أن يتمكن قائد الجيش وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي من إحلال الديمقراطية إذا انتخب رئيسا للبلاد، وحمله وجماعة الإخوان المسلمين مسؤولية تصاعد أعمال العنف في مصر، مؤكدا أن مصر لم تتطهر حتى الآن من حكم حسني مبارك. وأضاف صباحي في مقابلة مع رويترز أن السيسي يتحمل "مسؤولية مباشرة أو ضمنية سياسية" عن "الانتهاكات الحقوقية" التي وقعت منذ انقلابه على الرئيس محمد مرسي في جوان الماضي. وتابع أن الحكومة الحالية استخدمت حربها على "الإرهاب" غطاء من أجل خنق المعارضين، وقال إن أبرياء تعرضوا للاعتداء، منتقدا في الوقت نفسه قانون تنظيم التظاهر الذي أصدرته الحكومة، ووصفه بأنه "خطأ لا معنى له"، وقال "شباب الثورة ملقى في السجون، ووجوه مبارك الفاسدة تعود لتطل علينا في الإعلام والمشهد السياسي". كما حمل صباحي جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عن العنف، وقال "ما أعرفه أن جماعة الإخوان المسلمين كجماعة وحزب مسؤولة مسؤولية سياسية كاملة عن ظاهرة العنف والإرهاب في مصر"، وأضاف "لو كانوا اختاروا أن يحترموا إرادة شعبهم ثم يمارسوا المعارضة بطرق سلمية لم يكن ليحدث أبدا هذا الاندفاع نحو العنف". وفي إشارة إلى عودة رموز من نظام مبارك إلى الواجهة، قال صباحي إن مصر لم تتطهر بعد من النظام "العفن"، ولم تضع نواة لجيل جديد من الساسة، معتبرا أن النظام الذي حكم مصر "وقام على فقر واستبداد وفساد وتبعية لا يزال قائما بنفس سياساته الجوهرية". وحذر المرشح الرئاسي من أن ملايين المصريين الذين نزلوا إلى الشارع للمساعدة في الإطاحة برئيسين في ثلاثة أعوام لن يتسامحوا مع أي ديكتاتورية جديدة، قائلا "اللي هيعيد إنتاج نظام مبارك ومرسي سيلقى مصير مبارك ومرسي"، وأضاف "أي محاولة لإنتاج النظام القديم أو الحفاظ عليه حتى لو بمكياج وبرش السكر فوق الموت لن تفلح". وفسر صباحي شعبية السيسي بأنها "شعور جمعي بالخوف على قضية الأمن، وهو ما دفع الناس للجوء إلى قوة قادرة على أن تفل الحديد بالحديد"، حسب وصفه. وقال إن السيسي في حال وصوله للحكم ستكون لديه فرصة أن يسلك اتجاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، و"لكنه يواجه خطر أنه يمشي في اتجاه مبارك". واعتبر صباحي أن الثورة المصرية لن تكتمل إلا بالوصول إلى السلطة، ووصف نفسه بأنه "من قلب الناس، وهو الذي يمثل الثورة ومطالبها وأهدافها المتمثلة بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية".