من بين اللاعبين الذين نجحوا في المواسم الأخيرة بشكل لافت وأثبتوا الجدارة بأن يصنفوا في خانة أفضل المدافعين اللاعب الرصين والهادئ للنجم الرياضي الساحلي رامي البدوي الذي استطاع منذ التحاقه بصنف الأكابر أن يصبح من الركائز بفعل استقرار مردوده وتدفق عطائه في أكثر من خطة بما يعبر عن مخزونه الفني الكبير... رامي لاعب غير مستهلك اعلاميا ولا يبحث عن الأضواء ولا يأتي الحركات التي تضعه موضع الجدل، «التونسية» سبرت أغوار هذا اللاعب في سياق الحوار التالي: k من لايعرف شيئا عن هويتك وأصولك الكروية... ماذا تقول؟ أشكر «التونسية» على هذه الاستضافة أما عن هويتي فأنا من مواليد مدينة سوسة يوم 19 جانفي 1990، طالب بالسنة الثانية بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسوسة... دخلت قلعة فريقي المفضل الذي ولدت على حبه النجم الرياضي الساحلي منذ سن الثامنة وأنا تلميذ بالسنة الثانية ابتدائي بمدرسة الغزالي ببوحسينة حيث أقطن الى اليوم... ومنذ ذلك التاريخ وأنا أتقمص زي النجم حيث مررت بجميع الأصناف وتعلمت أصول الكرة على أيدي ثلة من المدربين وأنا لهم مدين ما حييت وهم سليم التومي ومحمد عيسى وعمار بلقاسم ولطفي الحسومي وسفيان الوردي وكمال السهيلي ونوفل شبيل وأنيس الزرقاطي. k متى كان التحاقك بفريق الأكابر ومع أي مدرب؟ كان ذلك سنة 2009 مع المدرب الهولندي بيت هامبرق قبل أن تكون الانطلاقة الفعلية مع المدرب المنذر الكبير ثم خالد بن ساسي لتتواصل الرحلة على وتيرة العزيمة والرغبة في مزيد تحسين مؤهلاتي والانسجام مع وجودي في فريق كبير بحجم النجم الساحلي وهو ما من شأنه أن يحفز أي لاعب على بذل قصارى جهده لاثبات الجدارة بتقمص زي النجم. k ... ومع المنتخبات الوطنية؟ البداية كانت من منتخب الأصاغر سنة 2007 مع المدرب ماهر الكنزاري ولعبت مع أبناء جيلي مصعب ساسي ونور حضرية وبلال عيفة ويوسف المساكني وعاطف الدخيلي وغيرهم ولم أكن محظوظ وقتها بما أن الاصابة حرمتني من المشاركة في كأس العالم، ثم بعد ذلك انتميت الى منتخبي الأواسط والآمال فالمنتخب الأول مع المدرب سامي الطرابلسي سنة 2012. k كيف كان ردّ فعلك مع اقصائك من المشاركة في نهائيات كأس افريقيا للأمم في آخر تربص؟ قبلت قرار المدرب واحترمت اختياراته... وعوض أن ألوم سامي الطرابلسي الذي احترمه مثل كل مدرب عملت تحت اشرافه اتجهت نحو الخيار الأمثل بمضاعفة العمل والنظر الى الأمام لأن الفرص مازالت متاحة أمامي حتى أثبت أحقيتي بالمنتخب الوطني. k أنت تنتمي الى جيل من اللاعبين على غرار علية البريقي وعلاء الدين عباس وأيمن الطرابلسي القاسم المشترك بينكم الهدوء والرصانة... فهل في الأمر سر؟ من ذكرتهم وغيرهم من اللاعبين تدرجنا مع بضعنا البعض في مختلف الأصناف والأكيد أن انتماءنا لمدرسة كروية عريقة في قيمة النجم الساحلي ينتج من الخصال ما ورد في سؤالك وفي ذلك مسؤولية كبيرة لأن ارتداء زي النجم ليس بالأمر الهيّن والدفاع عنه شرف لكل لاعب. k ماذا تغير في النجم الساحلي بقدوم المدرب روجي لومار حتى تنجزوا مثل هذه السلسلة الوردية؟ اللحمة زادت والانسجام تدعم بوجود قامة كبيرة في التدريب مثل لومار الذي اقترب من اللاعبين وعزز الثقة في نفوسهم ووظف خبرته الطويلة حتى يضع كل اللاعبين في الاطار الذي يسمح لهم باستخراج أفضل ما لديهم زد على ذلك أن هناك احاطة شاملة توفرها الهيئة المديرة والجهاز المباشر للفريق مع وجود لاعبين من أصحاب الخبرة والتجربة من طراز سيف غزال وأيمن المثلوثي ورضوان الفالحي ومحمد علي نفخة ومدير رياضي في حجم زياد الجزيري ومدير تنفيذي قريب من اللاعبين مثل حسين جنيح وما يبذله رئيس الجمعية الدكتور رضا شرف الدين ومساعديه من جهود جبارة مع الدعم المعنوي الكبير لجمهورنا طبيعي أن يكتمل المناخ المناسب لتحقيق نتائج ايجابية سنعمل على مزيد تدعيمها. k العمل تحت اشراف مدرب من طراز لومار بماذا أشعرك وكيف تحدد مستوى استفادتك منه؟ بعد أن منحني المدرب المنذر الكبير الفرصة مع الأكابر أحسست باضافة كل مدرب مررت به على غرار فوزي البنزرتي الذي منحني الثقة لألعب لا فقط كمدافع بل متوسط ميدان أيضا، الشيء نفسه مع روجي لومار الذي تشعر عندما تتدرب تحت اشرافه بأنك في كل حصة تدريبية تستفيد وتلمس اضافة واضحة في مردودك وتلك شيم المدربين الكبار. k ماالذي تغيّر بالضبط في النجم الساحلي مع لومار؟ طريقة اللعب تغيرت في ظل التوظيف الايجابي للطاقات الكامنة في الفريق وهناك أهداف تحققت في انتظار المزيد ناهيك أننا نملك أحسن خط دفاع في البطولة اذ لم نقبل على امتداد 21 جولة أكثر من ثمانية أهداف ولدينا أحسن هداف في البطولة وهو بغداد بونجاح... والجيّد والايجابي أن هناك تطبيقا لاختيارات المدرب وثمةمؤشرات ايجابية نحو عديد الأهداف والطموحات التي سنكسب رهانها. k على ذكر الطموحات كيف تحددها بالنسبة الى الموسم الحالي؟ النجم الساحلي فريق ألقاب وذلك جزء من هوية فريقنا وطنيا ودوليا... وبالنسبة الى الموسم الحالي واذا ما تضاءلت حظوظ التتويج بالبطولة فإنها لم تنته لأن الموسم مازال طويلا كما أن مسابقة الكأس التي توجنا بلقبها الموسم الفارط تعنينا بشكل كبير اضافة الى كأس الكنفدرالية الافريقية في ظل رغبتنا الكبيرة في تجديد العهد مع الألقاب القارية التي يملك معها النجم تاريخا مجيدا بما أنه توج بكل ألقابها وسجل فريقنا حافل بثمانية تتويجات افريقية نأمل في مزيد تدعيمها خاصة أن جيلنا نحن يريد أن يكسب أولى ألقابه الافريقية. k ماذا عن طموحاتك الشخصية؟ طموحاتي من طموحات فريقي وقبل أن أفكر في خوض تجربة احتراف أوروبية لابد أن أعطي حق جمعيتي التي نشأت وتربيت فيها منذ سن الثامنة... أطمح للتتويج بالألقاب مع النجم الساحلي ثم يأتي الاحتراف الذي سيكون بإذن الله بآوانه لأنني مقتنع بأن العمل والمثابرة ركائز أساسية لبلوغ أي طموح. k رغم ما تتسم به شخصيتك من هدوء على الميدان وخارجه الا أنك نلت البطاقة الحمراء في مناسبتين... بماذا تعلّق؟ والطريف في الأمر أن البطاقتين كانتا من الحكم محمد بن حسانة، واذا ما كنت أستحق الأولى في لقائنا ضد الاتحاد المنستيري فإن الثانية أمام النادي الافريقي كانت قاسية وعزمي كبير أن يتوقف حسابي مع البطاقات الحمراء لأنني حريص على أداء واجبي في كنف الاحترام المتبادل مع الجميع. k يشبهونك بفريد شوشان في طريقة لعبك حتى أنك أصبحت المدافع الذي لا يتعاطى بعنف وقوة مع منافسيه؟ فريد شوشان ينشط في النجم الساحلي واعجابي بطريقة أدائه في كيفية التعامل مع المهاجمين وافتكاك الكرة والخروج بها يعبّر عن تأثري بأداء فريد شوشان. k في الخارج من هو اللاعب المفضل لرامي البدوي؟ معجب كثيرا بلاعب باري سان جرمان تياقو سيلفا. k الأماكن في التشكيلة الأساسية للنجم الرياضية أصبحت غالية... فكيف تتعامل مع قانون المنافسة؟ المنافسة مطلوبة وهي أمر ضروري لما فيه من ايجابيات فائدتها تعود على الجمعية... شخصيا أومن بالمنافسة الشريفة وأكثر من ذلك فنحن نشجع بعضنا البعض وفق مصلحة الفريق من خلال وقوف من لن يكون أساسيا الى جانب زميله الذي سيلعب بالرفع من المعنويات والتحفيز حتى يقدم أحسن ما لديه ومثلما نحن مع بضعنا في الفوز ترانا كذلك في حال الهزيمة نؤازر بعضنا ونفكر سويا في تحقيق الأفضل. k العلاقة مع «كبار» الفريق كيف تعبر عنها؟ علاقة أخوية جدا... نستفيد كثيرا من نصائح زملائنا الكبار وخاصة سيف غزال وأيمن المثلوثي ورضوان الفالحي ومحمد علي نفخة... والتجربة أثبتت بأن وجود مثل هؤلاء اللاعبين من ذوي التجربة والخبرة كثيرا ما انعكس بشكل ايجابي على نتائج ومردود الفريق. k لمن أنت مدين في نجاحك وأنت في هذه المرحلة من مشوارك الكروي؟ أدين بالفضل لله سبحانه وتعالى ولنخبة من المدربين الذين ساهموا في تكويني على غرار كمال السهيلي وعمار بلقاسم ونوفل شبيل ولطفي الحسومي والمسؤول على أصناف الشبان اسماعيل العيوني وحين بلغت الأكابر وجدت من اللاعب الكبير زبير بية كل التشجيع مثلما ألقى اليوم على غرار كل اللاعبين نفس الشيء من زياد الجزيري الذي أفادنا كثيرا بتجربته الكبيرة والمدير الرياضي حسين جنيح والحاج رضا الغزي... والى جانب كل هؤلاء أجد في عائلتي كل الدعم والتحفيز لمواصلة نشاطي في ظروف ملائمة. k أية رسالة تتوجه بها الى أحباء النجم الساحلي؟ من نقاط قوة النجم امتلاكه لجمهور مميز هو اللاعب رقم 1 في الفريق بدعمه المتواصل ودفعه لنا نحو الأفضل وفي استمرار هذا الدعم وهذه المساندة سنتوفق في تحقيق المزيد من النجاحات ونجدد قريبا العهد مع منصات التتويج.