نيويورك (وكالات) خرجت الليلة قبل الماضية جلسة في مجلس الأمن الدولي عن الأعراف الديبلوماسية حيث تبادل مندوبا واشنطن و موسكو الشتائم و عبارات مفرطة في القسوة من الطرفين بسبب ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم بعد أن أجرت الأخيرة استفتاء على الانضمام الى روسيا الاتحادية و الإنفصال عن أوكرانيا , فيما استبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يصل التوتر الحاصل بين الغرب و موسكو الى الحرب و قال ان بلاده لن تتدخل عسكريا لحلّ الأزمة في أوكرانيا، ولكنه وعد بالعمل على تشكيل جبهة ديبلوماسية عريضة ضد روسيا. و كانت سامنتا باور سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، أعلنت خلال جلسة في مجلس الأمن حول ضمّ جمهورية القرم الى روسيا الاتحادية, أن واشنطن «مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية في حال واصلت روسيا اعتداءها أو استفزازاتها», محذّرة من أن «ما جرى في القرم لا يمكن أن يتكرر في مناطق أخرى من أوكرانيا» في إشارة الى شرق البلاد الناطق باللغة الروسية. وتابعت بلهجة حادّة استفزّت فيتالي تشوركين المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة : «ما قامت به روسيا أمر سيء بنظر القانون والتاريخ والسياسة وخطر أيضا ...يمكن للسارق أن يستولي على ما ليس له، ولكن هذا لا يعطيه حق الملكية». وردّ السفير الروسي فيتالي تشوركين على كلام السفيرة الأمريكية بالقول « هذه الشتائم الموجهة لبلادنا غير مقبولة..إذا رغب وفد الولاياتالمتحدة في تعاوننا حول مواضيع أخرى في مجلس الأمن، فعلى السيدة باور أن تفهم ذلك», و كان يشير بكلامه الى أن روسيا لن تسمح بمثل هذه الشتائم و أن لديها البدائل للردّ على مثل هذه الاستفزازات بطرق ديبلوماسية. و أضاف أن انضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا «يصحّح ظلما تاريخيا» مذكّرا بقرار نيكيتا خروتشوف في عام 1954 بإلحاق القرم بأوكرانيا. من جهته قال جيرار ارو السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة إن «الاستيلاء على الأراضي من خلال استعمال القوّة أو حتى مجرّد التهديد لن يتم الاعتراف به»,أما يوري سيرغييف السفير الاوكراني فقد شدّد أمام مجلس الامن على أن الاستفتاء وضمّ القرم الى روسيا هما «غير شرعيين». وقال «نطلب من العالم المتحضّر عدم الاعتراف بهما».