بعد رفض إدارة الإنتاج بالتلفزة الوطنية لسيناريو مسلسل «سنابك على الجمر», عقد صاحبه الفنان حسين محنوش يوم أمس بدار الثقافة ابن خلدون ندوة صحفية عبّر فيها عن خيبته من هذا الرفض الذي ينم عن «جهل بالكتابة الدرامية وأخلاقيات المهنة» حسب رأيه,كما أفصح عن تألمه من طريقة التعامل معه وكأنه فنان مبتدئ وليس المسرحي المحترف وصاحب العملين الشهيرين «الدوّار» و«فج الرمل»... وفي مستهل حديثه قال محنوش: «في البداية لابد من توضيح أن مشكلتي ليست مع مؤسسة التلفزة الوطنية فأنا أعترف بفضلها عليّ في بداياتي ...و لكن معاناتي مع إدارة الإنتاج التي رفضت سيناريو المسلسل الذي قدمته تحت عنوان «سنابك على الجمر» دون أدنى احترام لشخصي ولمسيرتي الفنية . و تلا حسين محنوش بانفعال واضح فحوى رد إدارة الإنتاج متسائلا: « ورد في هذا الرد أن السيناريو الذي قدمته «ضعيف على جميع المستويات ويفتقر إلى أبسط قواعد التماسك على مستوى البناء والسرد وأنّ الشخصيات نمطيّة وسطحيّة ولغة الحوار ساذجة وليس لها علاقة باللّهجة البدويّة في فترة الحماية» فهل يعقل أن يقال لسيناريست ما أنه جاهل بالكتابة ؟ وهل من الممكن أن يكون الكاتب بلا عقل حتى يكتب حوارا ساذجا؟ وكيف لا تكون لي علاقة باللهجة البدوية والحال إني ابن الجنوب وابن تطاوين ...؟ ضحية منذ زمن بورقيبة وكشف الفنان حسين محنوش أنه كان ضحية عراقيل متتالية انطلقت من عهد الزعيم بورقيبة مرورا بزمن حكم بن علي وصولا إلى ما بعد الثورة قائلا :« سنة 82 عرضت مسرحية «منصور الهوش» ولكنها رغم فوزها بالجائزة الأولى على مستوى الإخراج والتمثيل لم تعجب الرئيس الحبيب بورقيبة لأنه كان يرغب في احتكار صفات الزعامة وألقاب الريادة وملاحم البطولة . أما بالنسبة للنظام السابق فيبدو أنه لم يستسغ تعرية أعمالي لواقع الجنوب التونسي فأقصيت من التلفزة ...و لما حدثت الثورة استبشرت وهرولت إلى التلفزة الوطنية ولكن ظني خاب فلا شيء تغير وكأن الثورة لم تمر على التلفزة !». مقاضاة التلفزة ؟ هشام رستم : سيناريو« سنابك على الجمر» من أروع ما قرأت من جانبه صرح الفنان هشام رستم أنه اطلع على سيناريو «سنابك على الجمر» ووجد فيه «نصا من أروع وأجمل ما قرأ من مسلسلات» على حد قوله مضيفا:«لقد علمت من أحد أعضاء لجنة القراءات بالتلفزة الوطنية أن السيناريو لم يقرأ فكيف جاء قرار الرفض؟ وبغض النظر عن قرار الرفض من عدمه فإن رد إدارة الإنتاج لم يكن لائقا في مستوى عراقة مؤسسة التلفزة الوطنية ومكانتها ...». أما الفنان منصف لزعر فتحدث بغضب شديد قائلا :« السيناريو نفسه تكرر معي ومع الكثيرين.. فالواضح أن نية الإقصاء مبيتة من البداية بغض النظر عن جودة أو رداءة الأعمال المقدمة ...فهناك «لوبي» داخل التلفزة يعمل على الإبقاء على مسلسل واحد وإسناده إلى منتج واحد ...». من جانبه اقترح الفنان عبد اللطيف خير الدين بعث لجنة فنية مختصة تتولى إعادة قراءة الأعمال المرفوضة وفي حال يثبت توّرط جهة ما يتم اللجوء إلى القضاء لإيقاف التلاعب بالإنتاجات الدرامية. ليلى بورقعة