تزخر بلادنا بالكفاءات الفنية والثقافية والمتميزة أسماء شابة وذات مستوى عال من الخبرة والموهبة تتجاوز حدود الاسماء المتداولة. وتتميز أعمالها الابداعية بمستويات فنية عالية لا تقل أهمية عما تعرضه تلفزتنا التونسية لكن الغبار كساها ولم تنل حظها. سيناريو مسلسل «حومة الجامع» لعلي الوحيشي وهو كاتب مسرحي وموسيقي وشاعر غنائي أصيل القيروان أحد الاعمال الدرامية المتميزة التي عرضت على مؤسسة التلفزة التونسية. وهي ذات الطابع الاجتماعي والتوثيقي الذي يغوص في الهوية والاصالة، يروي تفاصيل الحياة الاجتماعية بالمدينة العتيقة ويوثق لفترات هامة ومحطات تاريخية بارزة في تاريخ تونس وتاريخ المدينة من خلال تقديم مقتطفات من الحياة اليومية وأحداث سياسية فارقة في تاريخ الحركة الوطنية. وذكر الفنان علي الوحيشي أن إدارة التلفزة قبلت النص منذ 2008 وعرضته على لجنة القراءات بعد أن طلب منه إجراء تعديلات فنية على النص ليكون جاهزا للانتاج. وقد تلقى بناء على ذلك حسب قوله وعودا بدراسة المسلسل وإنتاجه. غير أنه تفاجأ بعد ذلك بعدم تلقيه أية إجابة لا سلبية ولا سلبية في الخصوص رغم مراسلته سلطة الاشراف منذ 1 ديسمبر 2008 الى الآن كما راسل مؤسسة الاذاعة والتلفزة وهو في انتظار الرد رغم الاعلان عن البرمجة الدرامية المزمع تقديمها في شهر رمضان الذي لايزال المناسبة الوحيدة لانتاج وعرض الاعمال التونسية الدرامية والفكاهية. وتأتي ثقة الوحيشي في إنتاج مسلسله الذي شرع في كتابته منذ سنة 2000 الى غاية سنة 2007 من منطلق تأكيد رئيس الدولة على أن مؤسسة الاذاعة والتلفزة الوطنية مفتوحة للمبدعين والمنتجين دون استثناء. ويذكر أن مساهمة الوحيشي كانت في إطار تظاهرة القيروان عاصمة الثقافة الاسلامية التي أولاها الرئيس بن علي عناية فارقة. ويأتي تساؤله عن مسلسله من منطلق الوعود التي تلقاها والقرارات الرئاسية وأملا في تنويع الانتاج التلفزي. وما أثار حيرته هو عدم تلقيه أيةردود رغم الاعلان عن الاعمال المصادق عليها للانتاج متسائلا عن حظ المبدعين أمام شركات الانتاج العملاقة داعيا الى معاملة أفضل للمبدع والتواصل معه. من جهة ثانية أشار أحد الفنانين البارزين أن في خزينة الاذاعة والتلفزة من العوامل الدرامية ما يسمح بإنتاج نحو عشرة مسلسلات في السنة. ويأمل الوحيشي أن تتم دراسة إنتاج مسلسلة خاصة وأن جميع من اطلع عليه من الفنانين أجمعوا على قيمته الفنية والتوثيقية داعيا الى نفض الغبار عنه وإخراجه للنور تحقيقا للتنوع والفائدة.