تواصلت مسيرته الفنيّة لأكثر من 30 سنة كانت مليئة بالتألّق والنجاحات ولا يزال إلى حدّ اليوم يتربّع على عرش الأغنية العربيّة..هو يعتبر أنّ إيمانه بما يقدّمه وسعيه إلى إسعاد الآخرين من بين الأسباب التي ساهمت في تواصل نجوميّته..إنّه «السوبر ستار» راغب علامة الذي التقيناه اثر زيارته الأخيرة إلى تونس، فكان لنا معه الحوار التالي: كيف قبلت بترأّس لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب «آراب أيدول»، رغم أنّ لديك العديد من الارتباطات الفنيّة؟ منذ فترة كانت لديّ رغبة في اكتشاف المواهب ومساعدتها ولمّا عرض عليّ برنامج « آراب أيدول» قبلت لأنّه كان بمثابة فرصة تمكّنت من خلالها من مساعدة عدّة مواهب على دخول السّاحة الفنيّة.. وشخصيّا أنا سعيد جدّا بالنتائج التي حقّقها البرنامج حيث تمكّنا من إطلاق نجوم جدد على الساحة الفنيّة وأتمنّى لهم التوفيق. من جهة أخرى استطعنا في فترة كثرت فيها الحروب تغيير وجهة نظر المشاهدين في الوطن العربي من أخبار عن قتل وانفجار وثورات إلى الاستمتاع ببرنامج فنّي يرفّه عنهم من خلال مشاهدتهم للمواهب ومشاركتنا تلك اللّحظات التي عشناها في البرنامج، هذه التجربة كانت رائعة خاصّة أنّها كانت مع قناة «أم بي سي» فهي قناة محترمة ورائدة وكنت متأكّدا أنّ الإنتاج سيكون متميّزا وحقيقة كنّا بين أياد أمينة. ماذا أضافت هذه التجربة إلى مسيرة راغب؟ «آراب أيدول» حالة في حدّ ذاتها وضعتني في مكانة مكّنتني من مساعدة مواهب بطريقة شفّافة ومباشرة، فاختيارنا للمشاركين وتقييمنا لهم كان يحدث أمام أعين الناس الذين شاركونا فرحتنا وغضبنا وكل المراحل التي عشناها في البرنامج ، هذه المرحلة كانت جميلة ولها حيثياتها. كيف تقيّم الموسم الثاني من برنامج « آراب أيدول» مقارنة بالموسم الأول؟ الموسم الثاني كان أفضل من الموسم الأوّل من حيث الأصوات والنتائج. حسب رأيك ماذا أضافت الفنّانة نانسي عجرم للبرنامج بعد انضمامها إليه في موسمه الثاني ؟ نانسي حقّقت التوازن المنشود في اللّجنة وأضافت لمسة الأنوثة التي كانت مفقودة في البرنامج وأصبح في لجنة التحكيم وجه جميل وإنسانة طيّبة تحبّ مساعدة الآخرين، بالإضافة إلى أنّ آراءها كانت جيّدة. ما سبب الاختلاف الدائم بينك وبين الفنّانة الإماراتية أحلام ؟ لأنّها إنسانة سلبيّة . ما هي المواصفات التي يجب أن يتمتّع بها الفنّان ليكون عضو لجنة تحكيم؟ يجب أن يكون « سمّيع» وله أذنان وعينان وقلب صادق، ويؤدّي دوره كعضو لجنة تحكيم لا أن يلعب دورا آخر. هل ترى أنّ هناك أصواتا ظلمها التصويت؟ نعم هناك أصوات ظلمها التصويت لكن ليس في النتيجة النهائيّة، قد يكون ذلك في بداية البرنامج حيث لم يتعرّف حينها الجمهور على الأصوات جيّدا فيصوّت على أساس الانتماء..وأنا كنت دائما أطلب من المشاهدين أن يصوّتوا على أساس الصّوت الجيّد لا على أساس الجنسيّة وللأسف مازال بالعالم العربي هناك اندفاع للتصويت على هذا الأساس، كما أنّ البلدان التي تصوّت أكثر بإمكانها أن تخدم أصواتا وتكسر أصواتا أخرى، ونحن كلجنة تحكيم لا علاقة لنا بذلك إذ عادة ما نكون متوازنين مع كلّ الأصوات ، وأنا شخصيّا اختلفت مع الفنّانة أحلام بسبب مشاركين من جنسيات مختلفة ولم يكونوا لبنانيّين لأنّي لا أقيّم المشارك على أساس انتمائه بل أنحاز للصّوت المتميز. تواصلت نجوميّتك لأكثر من 30 سنة، فما هو سرّ ذلك؟ أنا أؤمن بما أقدّمه وربّ العالمين يساعدني على ذلك، فأنا إنسان أسعى دائما إلى إسعاد الآخرين وعندما أرى الناس فرحين خلال حفلاتي أكون في قمّة سعادتي..هناك صنفان من البشر: الأوّل يتلذّذ بإيذاء الآخرين وظلمهم والآخر يسعد لفرحهم وراحتهم،وأنا أفضّل أن أرى الحياة بجمالها وسعادتها على أن أراها حروبا وقتلا وأذى وفسادا. أنت من بين الفنّانين الذين تطالهم الإشاعات بكثرة، فهل تعتبر نجاح الفنّان هو سببها؟ أكيد..والانفلات الإعلامي له دور في ذلك، فالإعلام له وجهان الأوّل سلبي يتمثّل في الانفلات الإعلامي حيث أنّ أيّا كان بإمكانه كتابة أيّ شيء و الثاني ايجابي إذ أنّ هناك صحفيّين يبلّغون المعلومة كما هي ويصحّحون أحيانا ما أخطأ به غيرهم ..أنا عادة لا أهتمّ بهذه الاشاعات و لا أفكّر في رفع شكوى ضدّ أحد أطلق إشاعة علي إلاّ إذا وصلت المسألة إلى الإساءة بشكل كبير،إذ كثيرا ما أصحّح المعلومة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ك«التويتر» أو في احدى المقابلات الصحفيّة. ما هو شعورك عندما سلّمك الرئيس محمود عبّاس الجنسيّة الفلسطينيّة؟ كنت ومازلت مناصرا للقضيّة الفلسطينيّة وللإنسان الفلسطيني المظلوم، -وأنا أتحدّث من منطلق إنسانيّ لا من منطلق سياسي - وكنت أيضا من المدافعين عن حقوق الفلسطينيّين وأردت أن أحمل الجنسيّة الفلسطينيّة حتّى يكون لي دور حقيقيّ في مساعدتهم من أيّ منبر إعلامي أو فنّي أو سياسي . أنت مع أو ضدّ أن يعبّر الفنّان عن مواقفه السياسيّة؟ أنا مع أن يعبّر الفنّان عن آرائه السياسيّة شرط ألّا يكون طرفا ضدّ الآخر. ألا تنوي الدخول إلى الحياة السياسيّة؟ عُرضت عليّ أكثر من مرّة حقيبة وزاريّة ورفضت لأنّ الحكومات المتواجدة اليوم في لبنان هي حكومات خلافات واختلافات، وأنا لا أؤيّد دخول المعترك السياسي في هذه الأجواء. لماذا اعتبرت في أحد تصريحاتك أنّ خراب لبنان سببه سياسيون؟ طبعا، لأنّ السياسيّين في لبنان لم يعملوا لمصلحة المواطن اللبناني بل كانوا يعملون لفائدة مصالحهم الشخصيّة ومصالح من يتبعهم و اليوم الجيش يحمل وزر أخطاء السيّاسيّين في لبنان وهو المؤسّسة الأمنيّة الوحيدة حيث لم يدخل في « وساخة» السياسة. وهل هذا من بين الأسباب التي جعلتك تفكّر في الاستقرار بدبي؟ فكرت في ذلك لأنّ الحكّام في دبي يعملون لمصلحة الإنسان والمواطن ويسعون إلى التقدّم حيث أنّهم جعلوا من الصحراء أرضا خضراء وناطحات سحاب ، لقد تمكّنوا من تعميرها في 20 سنة، وأرى أنّ الحكم في دبي فيه صدق لذلك أعتبرها واحة آمنة لي ولعائلتي لو قرّرت في يوم ما أن أترك بلدي. ما هو رأيك في السياسيّين العرب عموما؟ دون تعليق. كيف تقيّم ثورات الربيع العربي؟ دون تعليق أيضا. وهل أثّرت على الساحة الفنيّة؟ الثورات وضعت العالم العربي في خلافات كبيرة وأثّر ذلك اقتصاديّا وأمنيّا وعلى التطوّر وهذا له تأثيره على السّاحة الفنيّة.. أتمنّى أن أرى العالم العربي أفضل ممّا هو عليه لأنّه اليوم في أسوإ حالاته. كيف ترى الساحة الفنيّة العربيّة اليوم؟ هناك الكثير من البلدان تعاني المشاكل والفنّان في حاجة إلى أمان واستقرار ومن الطبيعي أن يؤثّر ذلك سلبا إلى حدّ ما على الساحة الفنيّة العربيّة. لمن يستمع راغب؟ الكثير من الأصوات لكن مثلي الأعلى فيروز ولا يمرّ يوم دون أن أستمع إلى أغانيها، أستمع كذلك إلى وديع الصافي و أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ، ومن الأصوات الجديدة أحبّ أصوات شيرين عبد الوهّاب ووائل كفوري وعاصي حلاّني وصابر الرباعي وكاظم السّاهر و أليسا ونجوى كرم وكارول سماحة ونانسي عجرم. ومن تونس ؟ طبعا صابر الرباعي وأمينة فاخت وصوفيّة صادق. قمت ب «ديوتوهات» مع فنّانات معروفات، فمن هي الفنانة التي يطمح راغب في انجاز « ديو» معها ؟ كنت سأقوم ب «ديو» غنائي مع الفنّانة نانسي عجرم لكنّه تأخّر وأظنّ أنّنا سنحضّر ذلك قريبا، أرغب كذلك في إعادة التجربة مع الفنّانة أليسا لكن أحيانا الشركات المنتجة تقف حاجزا لانجاز مثل هذه الأعمال. ألا تفكّر في اقتحام عالم التمثيل والسّينما؟ إلى حدّ اليوم لم أتلقّ عرضا يستفزّني ويجعلني أقتنع به، أنا مستبعد هذه الفكرة قليلا إلى حين أن أحصل على عرض يقدّم عملا «يخلّد» وأودّ أن يتطرّق هذا العمل إلى عدّة مواضيع تتحدّث عن السياسة والفساد والمؤامرات وتتخلّله قصّة حبّ جميلة. لو تحدّثنا عن برنامج الواقع الذي ستقدّمه؟ هذا البرنامج سيتطرّق إلى حياتي اليوميّة لكنّه مؤجّل في الوقت الحالي. هل بدأتم في اختيار المواهب لبرنامج « آراب أيدول 3» ؟ هناك لجنة أوليّة اختارتها قناة « أم بي سي» متكوّنة من أكاديمييّن ومختصّين في المجال الموسيقي قامت بزيارة مختلف البلدان العربيّة واختارت عدّة مواهب ثمّ سنقوم نحن في مرحلة ثانية بغربلة هذه الأصوات ببيروت. ومتى سينطلق ؟ أعتقد آخر صيف 2014 ما هو جديدك ؟ أنا بصدد التحضير لألبوم غنائي جديد. كلمة من راغب لجمهوره في تونس؟ الكلمات لا تستطيع أن تعبّر عن محبّتي لشعب تونس وأريد أن أقول له انه من أرقى الشعوب، وأحترم هذا البلد لأنّ للمرأة التونسيّة دورا مؤثرا جدّا في المجتمع وكذلك لأنّ الشّعب التونسي « سمّيع» ويحبّ الفنّ بشكل غير عادي، حقيقة أستمتع كثيرا وأنا أغنّي في تونس. راغب لم كلّ هذا العشق لتونس؟ هذا الشعور متبادل بيني وبين الشعب التونسي وليس هناك سبب واحد يجعلني لا أحبّ تونس..ويختم (ضاحكا) : «حتّى أنّي أفكّر أن أزوّج ابني فتاة تونسيّة».