حل الشيخ راشد الغنوشي الاحد 30 مارس 2014 بصفاقس لمتابعة عملية الاستفتاء الداخلي لحركة النهضة حول راي منخرطي النهضة من تاجيل مؤتمرها وعقد بالمناسبة ندوة صحفية بمقر الحركة بصفاقسالمدينة قال فيها ان الاستفتاء حول مسالة عقد المؤتمر العام من عدمه هو اكبر دليل على ديمقراطية حركة النهضة موضحا ان تنظيم الاستفتاء دليل على ان القرارات داخل حركة النهضة لا تؤخذ لا من طرف رئيسها ولا من مجلس الشورى وانما من السلطة المؤسسة ومصدر القرار الاصلي أي المنخرطون و' شعب النهضة ' وقال الشيخ راشد الغنوشي ان تاسيس الديمقراطية في تونس يستدعي تركيزها وتاسيسها اولا داخل الاحزاب السياسية لانها عملية تربوية قبل كل شيء واوضح الشيخ راشد الغنوشي ان زيارته الى مدينة صفاقس قلعة النضال والاقتصاد والعمل والعطاء تندرج في اطار متابعة عملية الاستفتاء الداخلي لحركة النهضة وهو حدث كبير قررته الحركة وهو حدث استثنائي في تونس مثلما كانت ثورتها استثنائية في العالم وفي دول الربيع العربي وقال ان الاستفتاء الية من اليات النظام الديمقراطي وقال ان حركة النهضة وهي بنت الثورة المباركة التي قطعت مع الاستبداد والديكتاتورية تريد ان تقدم درسا تطبيقيا في الممارسة الديمقراطية بالعودة الى المنخرطين والى ' شعب النهضة ' بعد بروز فكرين بخصوص عقد المؤتمر العام للحركة قبل الانتخابات العامة في البلاد ام بعدها وقال الغنوشي انه في جويلية 2012 تم اتخاذ قرار بعقد المؤتمر العام في ظرف سنتين وكان التوجه العام في البلاد حينها ان الانتخابات العامة ستكون في 2013 لكن تعقيدات الاوضاع في تونس جعلت الانتخابات غير متاتية في 2013 والان وبعد انجاز الدستور تم ضبط اواخر 2014 موعدا للانتخابات ومن هنا اصبح الواقع جديدا للنهضة بين انه تلتزم بقرارها في عقد المؤتمر العام لها وتستعد في نفس الوقت للانتخابات ام تؤجل المؤتمر الى ما بعد الانتخابات وقال انه في ظل التنازع بين القانون وبين الواقع وباعتبار ان المؤتمر العام هو اعلى سلطة قرار في النهضة وان قراره السابق كان بعقد المؤتمر الجديد في 2014 فانه لا يمكن لرئيس الحركة ولا لمجلس الشورى الغاء وتعطيل القرار والذي لا يمكن ان يلغيه الا المؤتمر العام الذي يمثل كل الجهات وكل القطاعات ومن هنا جاء التوجه الى القيام بالاستفتاء بالعودة الى ' شعب النهضة ' وقواعدها في داخل البلاد حيث هناك حوالي 300 مكتب اقتراع او استفتاء بكل الولايات والمحليات و27 مركز استفتاء خارج تونس وقال راشد الغنوشي انه هو شخصيا ولا أي شخص في قيادة الحركة يستطيع التوقع بدقة لنتيجة الاستفتاء بنعم ام بلا وفي نعرض اجاباته عن اسئلة الصحفيين بخصوص الاستقالات من داخل النهضة قال الشيخ راشد الغنوشي ان الاستقالات ليست جديدة وهي ليست سجنا او قلعة مغلقة بل فيها ابواب دخول وابواب خروج ولفت الى ان من غادر النهضة بقي صديقا لها وانه من بين المغادرين من عادوا الى حضنها وبخصوص موقف الحركة من العزل السياسي لرموز النظام البائد ومن اشتغلوا في منظومة الاستبداد قال راشد الغنوشي ان النهضة حريصة على تحصين الثورة واقصاء رموز الثورة المضادة ولكن هذه المهمة سيتكفل بها الذكي والواعي عبر صناديق الاقتراع باعتباره شعبا قادرا على ان ' يميز الخبيث من الطيب ' ولفت الى ان العزل السياسي في دول اخرى لم يحقق اغراضه اذا كان قائما على الاكراه وانه ينبغي منع العقوبات الجماعية وان يتم ترك الامر للقضاء للمحاسبة وانه في الاسلام ' لا تزر وازرة وزر اخرى ' وبخصوص اسئلة حول الاستقطاب السياسي والتقارب مع حركة نداء تونس قال راشد الغنوشي ان النهضة ضد الاستقطاب في المطلق وانها انجزت الترويكا الحاكمة بعد انتخابات 23 اكتوبر 2011 تجنبا للاستقطاب واضاف ان الشعب التونسي موحد وان النهضة حريصة على وحدة الشعب وانها سعت بتوفيق من الله الى انقاذ البلاد من مصير مشابه لبقية دول الربيع العربي وقال ان تونس تحتاج الى خطاب للتهدئة والوحدة الوطنية ولا الى خطاب التهييج والاثارة ولفت الى ان اكبر تهديد للبلاد هو استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة حاليا من اجل نفث السموم وقال لا زال هناك ' قطاع الطرق ' وقال ان نداء تونس حزب من الاحزاب المعترف بها وان ما بين النهضة وبين النداء هو ما بينها وبين بقية الاحزاب من التنافس وان المطلوب اقامة علاقات طبيعية مع كل الاحزاب ولا بد من تجاوز الاحقاد والاحتقان وقال بالحرف ' ليس بيننا وبين النداء حرب ولا تحالف والحقيقة بين هذا وذاك وبيننا وبين الجميع وطن مشترك علينا ان نحافظ عليه ' من ناحية اخرى انتقد الشيخ راشد الغنوشي واستنكر بشدة ما حصل في مصر من ' توحش ومجازر واحكام اعدام بالجملة وانقلاب على الديموقراطية ' كما قال ان حركة النهضة هي ضد تاخير الانتخابات التي ورد بشانها نص دستوري وقال ايضا ان حمادي الجبالي لم يغادر الحركة وانما استقال من منصب الامانة العامة ولم تنظر الحركة بعد في طلب الاستقالة