بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال، أقامت سفارة الجمهورية التونسية بباريس يوم الجمعة الفارط بالقصر الصغير Le Petit Palais حفل استقبال حضره عدد كبير من المسؤولين الفرنسيين ورجال الإعلام والثقافة والاقتصاد وسفراء الدول الصديقة والشقيقة المعتمدين بفرنسا، بالإضافة إلى ممثلين عن الجالية التونسية بباريس. وقد مثّل الحكومة الفرنسية في هذا الحفل السيد Laurent Fabius وزير الشؤون الخارجية والسيدة Nicole Bricq وزيرة التجارة الخارجية والسيدة Hélène Conoway Mouret الوزيرة المعتمدة المكلّفة بالفرنسيين بالخارج، والسيدة George Pau-Langevin الوزيرة المعتمدة المكلفة بالتربية. وفي كلمته للترحيب بضيوف السفارة، أبرز السيد عادل الفقيه، سفير الجمهورية التونسية بباريس الأشواط التي قطعتها تونس في مسارها الانتقالي وخاصة صياغة دستور توافقي يعبر عن طموحات التونسيين ، وشدّد على أهمية التعاون التونسي الفرنسي في مختلف المجالات، مبيّنا انه مرشّح للارتقاء إلى درجات أعلى. كما ذكّر بالديناميكية التي شهدتها العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة والتي توّجت بتبادل الزيارات بين المسؤولين التونسيين والفرنسيين في أعلى مستوى. من جانبه، عبّر وزير الخارجية الفرنسي باسمه ونيابة عن حكومته عن اعتزازه بمشاركة السفارة وكلّ التونسيين المقيمين بفرنسا الاحتفال بالعيد الوطني للاستقلال، مبرزا حرص فرنسا على أن تكون إلى جانب تونس في مواجهتها لمختلف التحديات، لا سيما منها الاقتصادية والأمنية. كما اثنى رئيس الدبلوماسية الفرنسية على الدستور الجديد للجمهورية التونسية الذي وصفه ب «المثالي»، مبيّنا أن تونس «قادرة ويجب أن تكون نموذجا يحتذى في العالم العربي»، مضيفا أن «نجاح تونس هو نجاح للديموقراطية». وعبّر السيد لوران فابيوس عن أمله وكلّ الفرنسيين في نجاح التجربة التونسية وإعادة الاعتبار لبلادنا كوجهة سياحية متميزة. وفي هذا الاطار جدّد التزامه بقضاء عطلته الصيفية في بلادنا «متمنيا على رئيسه، السيد فرنسوا هولاند، أن يمنحه عطلة استثنائية للاستمتاع بروعة المنتوج السياحي التونسي». وأنهى كلمته بالقول إن «فرنساوتونس تجمعهما علاقة مودّة دائمة». ويأتي حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة تتويجا لعدد من الأنشطة والتظاهرات التي تمّ تنظيمها بمناسبة عيد الاستقلال بالتنسيق والتعاون سواء مع المؤسسات التونسية الرسمية على غرار القنصلية العامة لتونس بباريس وديوان التونسيين بالخارج ودار تونس، أو مع عدد من الجمعيات التونسية الناشطة بفرنسا. وقد تخلّلته عروض موسيقية تونسية ومعرض للصور الزيتية، بالإضافة إلى بثّ أشرطة وثائقية على شاشة عملاقة حول المخزون الحضاري والثقافي لبلادنا وأهمّ مزاياها كوجهة استثمارية وسياحية.