«قانون العزل السياسي اذا تم اقراره فإنه سيكون قانون فتنة ولا أعتقد انه سينجح كما انه ليس من مصلحة تونس اعتماده... المجلس التأسيسي انقلب الى سلطة تشريعية وهو أمر خارج القانون وانتهت شرعيته بعد السنة الاولى من الانتخابات ... استقالة النصري كانت لأمر كان يقضيه «ولما قضي الامر لا صلّى ولا صام» هذا أهم ما جاء على لسان الباجي قائد السبسي خلال اشرافه أمس على اجتماع شعبي بصفاقس لحركة «نداء تونس»». ففي ظل اجراءات امنية مشددة ومحكمة وتنظيم محكم عقد «نداء تونس» أمس اجتماعا شعبيا احتضنته القاعة عدد 4 بمعرض صفاقس الدولي وسط حضور كثيف جاء من ولايات مختلفة مثل القيروان والقصرين الى جانب حضور أعضاء من الحزب من بينهم نجل الباجي حافظ قائد السبسي ومحمد الناصر وفوزي اللومي والطيب البكوش ومحمد الغرياني ومحسن مرزوق وخميس قسيلة وناجي جلول الى جانب وجوه اخرى دستورية مثل عمر صحابو ومنصور معلى والصحبي البصلي وعبد المجيد شاكر والمدرب مختار التليلي. وبداخل قاعة الاجتماع حيث انتصبت منصة كبيرة برز خللان كبيران هما التجهيزات الصوتية التي لم تكن جيدة بالمرة ووجد الحاضرون صعوبة في متابعة الفقرات ولا سيما خلال كلمة الباجي قائد السبسي. أما الخلل الثاني فتعلق بالظروف الصعبة جدا التي اعترضت اعلاميين في تغطية الحدث حيث لم يتم تخصيص مكان لهم ولم تتوفر لهم فرصة العمل في ظروف عادية وقد هدد العديد منهم بمقاطعة الاجتماع وتدخل عدد من مسؤولي الحزب للاعتذار وتم لاحقا ترتيب لقاء بين رئيس حزب «النداء» الباجي قائد السبسي والاعلاميين لتدارك مشكل عدم القدرة على الاشتغال اثناء التئام الاجتماع العام الشعبي. وفي خطابه امام الجماهير قدّم الباجي قائد السبسي لمحة عن الحركة الوطنية توقف خلالها عند اسهامات جهة صفاقس في الحراك والنضال الوطني والدستوري والنقابي ونوه برجالات صفاقس وادوارهم الوطنية الكبيرة ثم تحدث عن دوافع تأسيس حزب «نداء تونس» وهي التمسك بالديمقراطية والدفاع عن النمط المجتمعي الذي تم بناؤه منذ عقود والحداثة وحرية المرأة والقضاء على مظاهر التخلف وطالب الباجي قائد السبسي بضرورة توحيد الصفوف داخل الحركة. وأضاف السبسي أن أبناء صفاقس اكرموا «نداء تونس» بمثل هذا الاجتماع الجماهيري منقطع النظير والذي لم تتسع له قاعة الاجتماع وقال انه بعد تنظيم هيكلة «النداء» تم عقد الاجتماع في صفاقس التي قال عنها: «هي منطقة صعيبة لان الاغلبية فيها في الانتخابات الماضية كانت لحساسيات اخرى» واعتبر الباجي قائد السبسي ان اجتماع صفاقس كان ناجحا حيث ضم مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية واشاد بالشباب بالجهة الذين شاركوا في الانتخابات الجامعية وجاؤوا في المقدمة واعتبر السبسي ان صفاقس بتنظيمها الاجتماع الشعبي ل «النداء» شهدت انطلاقة جديدة تمنى ان تكون في الاتجاه الصحيح. وبخصوص الشعار الذي رفعه الندائيون والمنادي بأن الشعب يريد الباجي رئيسا للبلاد قال السبسي ان الشعب هو صاحب السيادة مضيفا أن هناك بالمجلس من يعتبرون انهم يمثلون السيادة مشيرا الى أنهم ليسوا سوى نواب للشعب في ممارسة السيادة. وبخصوص موضوع احكام محكمة الاستئناف العسكرية المتعلقة بقضايا شهداء الثورة قال السبسي ان اهالي الشهداء محقون وقد حصلت لهم صدمة وان الحكم قابل للمناقشة في الاطوار القضائية وبالتالي يمكن مراجعته باللجوء الى التعقيب ورفض الباجي قائد السبسي ما وصفه بالمزايدات والتشكيك في مؤسسات الدولة. وقال ان الدولة مطالبة بأن تتعهد بأوضاع عائلات الشهداء والجرحى ولفت الى انه لما كان في القصبة لم يجد الوقت الكافي للتعهد بهذه الملفات وان اول ما قررته حكومته ان الدولة مسؤولة عن الموضوع. وبخصوص استقالة محمد علي النصري من «نداء تونس» على خلفية موقف الحزب من احكام محكمة الاستئناف العسكرية قال السبسي ان استقالة النصري كانت لأمر كان يقضيه «ولما قضي الامر لا صلى ولا صام». وبخصوص موقفه من قرار رئيس الجمهورية التخفيض من ميزانية الرئاسة قال السبسي انه لا يعلق على ما يفعله رئيس الجمهورية واضاف بالعامية «ربما نمشي بالجملة موش بالتفصيل». وبخصوص مناقشة القانون الانتخابي بالمجلس الوطني التأسيسي وقضية قانون العزل السياسي قال الباجي قائد السبسي انه يعرف المرسوم 15 والذي اصدرته حكومته التي كان يشرف عليها قبل انتخابات «التأسيسي» مضيفا ان العزل وجد لانتخابات واحدة هي المتعلقة بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي وان وظيفة التأسيسي هي سن دستور لكل الاجيال وأنه كان مطلوبا وقتها قطع الطريق أمام أولئك المسؤولين الذين حام حولهم الشك ملاحظا ان المجلس التأسيسي انقلب الى سلطة تشريعية وان ذلك امر خارج عن القانون وان شرعيته انتهت بعد السنة الاولى من تلك الانتخابات. وقال انه فات الوقت للتفريق بين التونسيين واقصاء المسؤولين السابقين وان الوقت هو وقت الجميع والوحدة واعتبر السبسي انه إذا تم اقرار قانون العزل السياسي فإنه سيكون قانون فتنة ملاحظا انه لا يعتقد في انه سيُمرّر وانه ليس من مصلحة تونس اعتماده.