في اطار الاعداد للمنتدى الاجتماعي العالمي المزمع عقده خلال شهر مارس 2015 بتونس احتضنت مدينة المنستير على مدى ايام 18 و19 و20 افريل الجاري فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى الاجتماعي المغاربي للهجرة بمشاركة 13 دولة على غرار تونس البلد المنظم والمغرب والجزائر وليبيا ومصر وفلسطين ولبنان والعراق وفرنسا وايطاليا واسبانيا وبلجيكا .ووسط اكثر من 760 مشارك من مكونات المجتمع المدني ومن نقابيين ومناضلين وحقوقيين وممثلين عن منظمات حقوقية على غرار سامي الطاهري وعدنان الحاجي وكلثوم كنو وبسمة الخلفاوي بلعيد وعبد الجليل البدوي وسفيان بن حميدة، وبدوي صرخة « اولادنا وين» اصدرتها حناجر امهات وعائلات ملتاعة من حرقة فقدان فلذات اكبادهن انطلقت فعاليات هذه الدورة الثالثة من المنتدى بجلسة عامة تم خلالها تقديم برنامج ورهانات الدورة بالاضافة الى تنظيم مسيرة تضامنية مع ضحايا سياسات الهجرة التي تنتهجها الدول الاوروبية وبلدان المغرب وقد انطلقت من امام قصر العلوم في اتجاه ساحة 3 اوت بالمنستير حيث تم الاستماع الى شهادات حية لضحايا سياسات الهجرة على غرار شهادة لامهات المفقودين وشهادة مهاجر باوروبا دون وثائق وشهادة لاجئ بمخيم الشوشة وشهادات لمهاجرين بكل من المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا وشهادة احد الناجين من معبر لمبيدوزة وشهادة لاجئ فلسطيني . كما تم خلال هذه الدورة من المنتدى تنظيم مجموعة من الورشات على غرار ورشة حول سياسات الهجرة التي تنتهجها دول الضفة الشمالية والجنوبية للمتوسط وانعكاساتها على ظروف عيش وسلامة المهاجرين ( مأساة المختفين في البحر والصحراء) وورشة حول اتفاقيات الشراكة والتنقل بين الاتحاد الاوروبي وتونس والمغرب وورشة حرية التنقل وفتح الحدود بين بلدان المغرب وورشة الحد من العنصرية وجميع انواع التفرقة وورشة وضعية النساء المهاجرات المعزولات وورشة حول بعث مرصد للمهاجرين في بلدان المغرب وورشة الشبكة النقابية والهجرة . وقد ابدى المشاركون والمشاركات في الورشات تخوفهم من واقع منطقة المشرق وحالة الهجرة واللجوء الجديدة في اتجاه اوروبا بحثا عن كسب رزق وافر وتحسين ظروف عيش عائلاتهم حتى اصبح المتوسط مقبرة بحرية كبرى تملأها ارواح العديد من الشباب والنساء والاطفال زيادة على المعاملات غير الانسانية احيانا وواقع المهاجرين ممن وصل الى البلدان الاوروبية بطرق شرعية او غير شرعية . كما اضاف المشاركون انه اصبح من الضروري وضع تصور بعيد المدى في قضايا الهجرة يكون قادرا على تحرير الطاقات من اجل تنمية تضامنية ومن اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، وفي هذا السياق اكد الحضور على ان حرية التنقل والاقامة داخل الفضاء المغاربي هي شرط اساسي من اجل انعتاق الطاقات المغاربية وطاقات المهاجرين الذين يعيشون فوق التراب المغاربي . وقد اختتمت فعاليات الدورة الثالثة من المنتدى الاجتماعي للهجرة باصدار «نداء المنستير» حيث تم التأكيد ضمنه بضرورة بعث مرصد للمهاجرين بهدف دق ناقوس الخطر ضد مختلف الانتهاكات لحقوق المهاجرين ومن اجل الترافع تجاه الحكومات لوضع سياسة جديدة للهجرة ، انسانية ، تضامنية ومنفتحة على العالم . كما تضمن النداء الدعوة الى بعث فضاء مغاربي منفتح على المشرق وافريقيا وجنوب الصحراء يكون ديمقراطيا ومتضامن ويحترم حقوق الانسان ويسمح بتعايش متناغم بالاضافة الى الدعوة لتحقيق حرية التنقل والاقامة لجميع المواطنين بالمغرب العربي والغاء اتفاقية « الشراكة من اجل التنقل» الموقعة بين الاتحاد الاوروبي والمغرب من جهة والاتحاد الاوروبي وتونس من جهة ثانية ، زيادة على الدعوة الى ضرورة وضع حد للخروقات الجسمية والمس بحقوق المهاجرين بما فيها حقوق النساء المهاجرات ضحايا مختلف اشكال العنف .