مع خليفة الجبالي: استفحلت ظاهرة الاحترازات والاثارات والتقاضي بين جل الفرق وفي مختلف الرابطات وخاصة بعد 14 جانفي.. ونظرا للخلل الواضح في فصول القوانين المنظمة لكرة القدم، فان البت في عديد الاشكاليات يستغرق اشهر وحتى سنوات وبما ان الاسطوانة هي ذاتها.. فقد ذهب البعض (وقد يكونون على حق) في ظل بطء الاجراءات والارتباك في حسم الملفات، ذهبوا الى ان نسق التقاضي البطيء مقصود وفيه «حسابات وعقابات» وتشتم منه رائحة ارضاء هذا وتطمين ذاك حفاظا على الجو العام وتفاديا للفوضى. كما ذهب الخيال بالبعض، الى ان البت في عديد القضايا لن يتم الا اذا تبين الخيط الابيض من الاسود في ما يتعلق بالنتائج النهائية لحصاد الموسم.. وعندما يعرف مصير المتقاضين (رياضيا طبعا) ينبري اصحاب القرار الى اتخاذ اجراءات مناسبة لحجم المتضرر او المستفيد.. فيفتح باب التأويلات على مصراعيه وتدخل جميع الاطراف في نفق مظلم يستعصى الخروج منه بسلام في غالب الاحيان. الارقام تتحدث ففي الرابطة الاولى، عشنا على وقع قضية ندونغ لمدة 6 أشهر او يزيد وعندما وقع البت فيها يعرف الجميع ما حصل في صفاقس في مرحلة اولى، وفي سوسة في مرحلة ثانية وعلى طاولة التقاضي الآن احتراز للنادي الصفاقسي على المحجبي من مستقبل المرسى، وقوافل قفصة على بن علي لاعب الملعب التونسي وقرمبالية الرياضية على ذوادي الافريقي.. في الرابطة الثانية قدم النادي الهلالي الذي نزل للرابطة الثانية اثارة في شأن لاعب من اولمبيك الكاف لم يستخلص خطية اما في الرابطات الجهوية، فحدّث ولا حرج. ففي الرابطة الرابعة مثلا، طعن الملعب النابلي في شرعية صعود النجم الرادسي على خلفية «التلاعب بالنتائج حيث تغيب منافس الملعب النابلي (بئر مشارقة) وخسر جزائيا 2/0 في حين انتصر النجم الرادسي حضوريا على بئر بورقبة 5/1 وهكذا صعد «الروادسية» بفارق الاهداف.. على ذكر نتيجة الانتصار الجزائي.. لماذا تنفرد جامعتنا من دون اتحادات العالم كلها بهذا المقياس (Bareme). فمنذ اصبحت نقاط الانتصار ثلاثة (3) اعتمدت كل الهياكل الرياضية في كافة انحاء العالم ان تكون نتيجة الانتصار بالغياب (30) وليس (20). ما المطلوب؟ في ظل التأثير الكبير الذي سيتولد عنه البت في الاحترازات سواء تعلق الامر بأعلى الترتيب او اسفله، وفي ظل ازمة الثقة المتنامية لدى المتقاضين تجاه الهيئات التحكيمية ونظرا للانعكاسات الخطيرة التي ستترتب عنها القرارات الحاسمة في هذه الطعون والاحترازات.. ودرءا لكل انواع التأويل، وجب على الهياكل المعنية ان تقطع مع البطء في الاجراءات واعتماد الحزم والتحلي بالشجاعة والالتزام بالنزاهة والتجرد، ولن يتحقق ذلك الا بالاسراع في استكمال النظر في هذه الاحترازات والاثارات قبل الجولات المتبقية.. وان لزم الامر، اجراء مراحل التقاضي الثلاث في يوم واحد.. «والباب اللي يجيك منو الريح سدو واستريح».