كلفة اليد العاملة المختصة تتجاوز 80 دينارا في اليوم دعوة ملحة إلى مراجعة أمثلة التهيئة العمرانية والترابية في تونس كشف الشاذلي السلامي رئيس الجمعية المهنية للبعث العقاري والبناء ان معدل بناء عمارة بحيّ راق بتونس العاصمة يتراوح بين 5 و 10 ملايين دينار مقرا بارتفاع صاروخي في أسعار العقارات والمنازل في تونس خاصة بعد سنة 2011. وأعرب السلامي امس بالعاصمة خلال الندوة الصحفية المخصصة لتسليط الأضواء على الدورة الحادية عشرة لصالون النهوض العقاري (من 01 إلى 04 ماي 2014 بمعرض الشرقية) عن تخوفه من تواصل ارتفاع كلفة السكن في تونس مشيرا الى ان ذلك لا يخدم مصلحة الباعث العقاري ولا المواطن على حد السواء داعيا إلى وجوب التخفيض في الأسعار بنحو 30 بالمائة. وارجع الأمر إلى العديد من العوامل الموضوعية لعل أهمها ندرة الأراضي المهيأة للبناء إضافة إلى ارتفاع كلفة اليد العاملة مشيرا إلى أن كلفة العامل المختص تتراوح بين 80 و 100 دينار يوميا مقابل 40 دينارا للعامل العادي علاوة على ارتفاع تكلفة مواد البناء. وأكد السلامي أن تحرير أسعار الاسمنت جراء إلغاء الدعم في المحروقات عن مصانع الاسمنت التي انتهجتها الحكومة مطلع العام الجاري سينعكس على منحى أسعار الوحدات السكنية لافتا الانتباه إلى أن تواصل إلغاء الدعم عن مصانع الآجر والخزف سيُعقد الوضعية نسبيا. و تذمر السلامي من كثرة الدخلاء في القطاع ممّا تسبب وفق رأيه في ارتفاع الأسعار معتبرا أن قطاع البعث العقاري في تونس أصبح يضم حوالي 1700 باعث 30 بالمائة منهم (حوالي 500) يمارسون المهنة. وطالب الشاذلي السلامي من جهة أخرى الجهات المعنية بوجوب مراجعة القوانين المتصلة بالبعث العقاري التي تعود حسب رأيه إلى سنة 1990 لكونها لم تعد متماشية مع الواقع الراهن للقطاع. وأوصى في السياق ذاته بمراجعة شاملة لأمثلة التهيئة الترابية والعمرانية في اتجاه الحرص على توفير الأراضي المخصصة للسكن الاجتماعي. وتجدر الملاحظة أن الجمعية المهنية للبعث العقاري والبناء تأسست في نوفمبر 2012 وتعمل على تجميع كل المتدخلين في مجال البعث العقاري وتحرص على تذليل الصعوبات والإشكاليات في المجال. من جانبه أفاد المكلف بالإعلام في الشركة علي بن منصور خلال ندوة صحفية لتقديم الصالون، أن هذه التظاهرة تهدف إلى تقديم أهم المستجدات في مجال البعث العقاري في تونس وعرض فكرة عامة عن مشاريع السكن الجاهزة والتي هي في طور البناء التي سيعرضها الباعثون العقاريون العموميون والخواص. وأضاف انه بمناسبة هذا الصالون سيتم تخصيص جناح للبنوك التجارية لقبول ودراسة ملفات القروض البنكية للزوار الراغبين في اقتناء منازل أو شقق. ولاحظ انه سيتم على هامش الصالون تنظيم ندوات علمية لعرض التجارب الجديدة في مجال طرق البناء المقتصدة للطاقة. وتنعقد الدورة الحادية عشرة لصالون النهوض العقاري من 01 إلى 04 ماي 2014 بمعرض الشرقية. من جانبه اعتبر طارق ثابت ممثل وكالة «ريماكس» العالمية في تونس وهي شركة مختصة في الوساطة العقارية متواجدة في 94 دولة وتشغّل حوالي 90 ألف وسيط عقاري، أن الهدف الأساسي من تكوين الشركة في تونس هو تعزيز الشفافية والنجاعة في المعاملات العقارية والدفاع عن مصالح الحريف والباعث العقاري على حد السواء. وبيّن أن الشركة وما تمتلكه من خبرة وحرفية في المجال مستعدة لتوظيف خبراتها لتنظيم قطاع الوساطة العقارية أو ما يسمى ب «السماسرة» والارتقاء به إلى مهنة قائمة الذات تخضع لجملة من المعايير والمقاييس المضبوطة على غرار ما هو معمول به في الدول المتقدمة. واعترف بتعقد المعاملات العقارية في تونس من خلال شحّ المعلومات المتوفرة في المجال بما يتيح فتح الباب أمام المضاربات والاحتكار في القطاع.