تم كما هو معلوم في الآونة الأخيرة تعيين أنور التوارغي لاعب المنتخب الوطني والنادي الصفاقسي لأكابر الكرة الطائرة للتدريس في مدنين أستاذا للتربية البدنية، تعيين فاجأ «التوارغي» أحد أبرز لاعبي المنتخب الموجود في صفوفه ما يناهز خمس عشرة سنة بعد أن وجد نفسه مجبرا على قطع مسافة ثلاث ساعات ونصف يوميا ذهابا وإيابا وعلى الموازنة الصعبة بين تدريباته مع ناديه من جهة وتلبية الواجب تجاه المنتخب من جهة أخرى. «التونسية» أرادت تسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع واتصلت بأنور التوارغي الذي تحدث قائلا: « كان من الأجدر بالسلط المعنية الأخذ بعين الإعتبار أنني لاعب من لاعبي النخبة ومن الأجدر تعييني بأحد مراكز تكوين الكرة الطائرة الموجودة في صفاقس لا تعييني في مدنين وإجباري على قطع 210 دقائق يوميا ذهابا وإيابا بعد أربع سنوات من الإنتظار لأن الوزارة تدرك جيدا صعوبة المهمة وتدرك أيضا أن لاعبي النخبة عادة ما تكون لهم الاولوية في التعيينات. المنتخب واجب مقدس وأنا لم ولن أبخل بحبة عرق تجاهه ولكن هذا مرهق بدنيا وذهنيا للاعب مطالب بان يكون على قدر المسؤولية المناطة بعهدته سواء داخل فريقه أو تجاه المنتخب. لقد كانت لي محادثات مع الوزارة ولكن الوزارة ردت بأنه لا علاقة لها بالمنتخب فلمن نلتجئ؟ اتصلت بالجامعة منذ فيفري الماضي وقدمت مطلب الحاق وتم الاقرار بأن أعود إلى التدريس على أساس أنه سيتم فتح الملف والذي ينص على أنه بعد أن أنهي مشواري مع المنتخب أعود للتدريس في مدنين وهذا لا يُقبل يعني الجامعة «يمسحو بيا ايديهم وبعد يرموني» بعد خمس عشرة سنة مع المنتخب. هنا في صفاقس ذكر لي مسؤولو النقابة أن هناك مكانا شاغرا وأعطوا موافقتهم على انتقالي إلى هناك إذا وافقت سلطة الإشراف التي قالت إنه لا يوجد مكان شاغر هناك. تعييني في صفاقس مؤكد سيساعدني على تقديم الإضافة اللازمة للشبان في مراكز التكوين بحكم أنني متحصل على الماجستير في الإعداد البدني لان مدينة صفاقس في حد ذاتها منبع للكرة الطائرة والنادي الصفاقسي يعد من أبرز الفرق الممولة للمنتخبات الوطنية والمؤلم أنني في مدنين أدرس كرة اليد لا الكرة الطائرة وشخصيا أصبحت أخجل أمام زملائي: لاعب في منتخب كرة الطائرة يدرب كرة اليد. حقيقة لدي شعور بأنه هناك من يقف وراء ما حصل باعتبار أن مهدي مرزوق المعد البدني لأكابر كرة القدم تم تعيينه للتدريس في مدنين ومن قبل توجيه عمر العقربي ومحمد العربي بن عبد الله للدراسة في المعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية بقصر السعيد والحال أن صفاقس فيها أيضا نفس المعهد وهذا يتنافى ومصلحة النادي الصفاقسي الذي عانى كثيرا هذا الموسم وابتعد عن الألقاب بعد الرباعية التاريخية للموسم الفارط. هذا الوضع مرهق حقا على جميع المستويات ذهنيا وبدنيا وفيه خطر على حياتي باعتبار أنني أعود إلى صفاقس في ساعة متأخرة من الليل والطريق تستغلها جماعات للتهريب وما شابه ذلك. شخصيا كنت سأطرد من هذه الوظيفة ووقع حرماني من مرتب خمسة أشهر باعتبار أن هناك شخصا رفيع المستوى في وزارة الشباب والرياضة والمرأة والأسرة أمرني بأن أباشر وألتحق بالنادي الصفاقسي حتى تتم تسوية الموضوع ولكن حصل ما حصل وتمت إعادة تعييني مجددا قبل مباراة نصف النهائي. المشكل الآن في ما هو قادم فأنا تحولت أول أمس إلى قابس ثم إلى مدنين للحصول على إذن بالغياب حتى ألتحق بتربص المنتخب الذي سينطلق اليوم ولكن إلى متى سيتواصل ذلك؟ فالمنتخب تنتظره عدة مواعيد هامة منها الدوري العالمي وبطولة العالم في بولونيا في أواخر شهر أوت القادم وأيضا التصفيات المؤهلة لأولمبياد 2016. هذا الخطأ خطأ الجامعة والنادي الصفاقسي على حد السواء لأنه كان بإمكانهما إعداد ملف مشترك لإيجاد تسوية لهذا المشكل الذي أرهقني على جميع الواجهات وكان بالإمكان إيجاد حل له باعتبار أنه هناك من هو ليس بلاعب نخبة وتم تعيينه في صفاقس والحال أن الأولوية للاعبي النخبة الذين لا يتجاوز عددهم عشرة في المائة من بين بقية المتحصلين على الأستاذية في الرياضة البدنية وأنا على علم بأن هناك لاعبا من لاعبي الشبيبة القيروانية لكرة اليد تم تعيينه في مدنين ثم عاد بعد أشهر إلى القيروان وأنا مازلت في انتظار تحرك من سلطة الإشراف من أجل إيجاد حل لهذا المشكل الذي أصبح كابوسا حقيقيا يهدد مستقبلي مع المنتخب ومع النادي الصفاقسي على حد السواء». و في اتصالنا بمحمد سليم الوزير مدير عام التربية البدنية ورئيس الجامعة التونسية للرياضة المدرسية والجامعية للحديث عن هذا الموضوع أكد أن الوضعية صعبة وأن هناك مخرجا قانونيا وحيدا لهذا المشكل يتمثل في أن تقوم الجامعة التونسية لكرة الطائرة بوضع اللاعب في خدمة المنتخب في الوقت الحاضر وعندما ينتهي مشواره مع المنتخب يعود إلى التدريس في المكان الذي تم تعيينه فيه وهو مدنين مبينا أنه لا مجال للحديث عن مخرج آخر باعتبار أن «التوارغي» تم تعيينه مثله مثل بقية زملائه.