هي في فضاءات الكليّات والمدارس العليا للتعليم العالي أيام الحصاد وثمرة جهد كامل دام سنة دراسية من بدايتها إلى حدّ نهايتها تنتهي حسب الاختصاص بالنسبة للطلبة المعنيين بالتخرّج عند التحصل على الإجازة في مرّة أولى.... فالماجستير لمن يواصل دراسته ويداوم عليها بلا توقّف وختامها دكتورا المرحلة الثالثة للمتميزين والمتألقين أصحاب النفس الثاني. وفي كل هذه الامتحانات يمرّ الطلبة من اختبارات كتابية حسب نظام ثلاثي أو سداسي إلى إنجاز بحث ميداني حسب اختصاصهم هي «مذكرة بحث» تنفرد بخصوصيات وميزات حتى تؤشر لمجهود الطّالب ومروره من خانة وتجربة البحث الميداني والمفاهيم النظرية أمام لجنة الامتحان والتي تضم جسب المعمول به الأستاذ المؤطّر للعمل المنجز قبل الإنتقال إلى فترة النقاش والمحاورة بين أعضاء اللجنة والطالب الممتحن حول نقاط مختلفة تحوم حول البحث المنتوج في شكله ومحتواه. وفي فضاءات الكليات الجامعية دبّت الحركة هذه الأيام وارتفع النسق تفاعلا مع التزامات امتحانات التخرّج.... وتواجد الأولياء لشحن الهمم وحضرت المرّطبات والمشروبات لتكتمل الفرحة ... فرحة التخرج والحصول على شهادة عليا تؤشر لمستقبل وضّاء باعتبار أن الخواتيم تمهّد لها أحسن البدايات... وإن كانت «الإجازة» محطّة أولى من المسيرة الجامعية حسب نظام «إمد» تستقطب عددا مكثفا من الطلبة الناجحين فإن الأمر يأخذ شكلا آخر عند الرغبة في مواصلة الدراسة واجتياز امتحانات « الماجستير» إذ تقتضي الضرورة وجوب إجراء اختبار كتابي وانتقاء النّاجحين دون غيرهم حتى يتحصّلوا على الموافقة لمواصلة الدراسة لمّدة تتراوح بين سنة وسنتين يغتنمها الطالب ليعدّ مذكرته في خانة البحث التربوي قصد الحصول على الشهادة وبعدها تفتح الأبواب لأصحابها قصد المشاركة في مختلف المناظرات حسب الإختصاص... أما من رام المزيد في باب المداومة فالامكانية سانحة ليمرّ الطالب إلى محطّة أخرى بنسق أرفع وهي المتعلقة بانجاز بحث أكثر تميزا وثراء واختصاصا يمهّد لاجتياز ما يعرف بشهادة التعمّق في البحث أو « الدكتورا» التي تفتح الأبواب على مصراعيها لأصحابها للالتحاق بمراكز محترمة في الإدارات أو المؤسسات العمومية لقاء هذه الشهادة العليا. في الكليات والمركبات الجامعية الجميع على قدم وساق في أيام الحصاد للختم على مواسم البذر والعطاء والصّبر طالما النّجاح حلم الجميع تحت شعار ... «أطلبوا العلم... من المهد إلى اللّحد....» لأن العلم في شتى الصّور محمل حضاري وانساني متكامل من بدايته إلى نهايته.