قبل الحديث عن الجلستين اللتين عقدهما أمس رئيس الترجي الرياضي حمدي المدب مع « المانادجار جنيرال «سيباستيان دو سابر في وقت أول ثم مع المدرب رود كرول في مرحلة ثانية نريد أن نفتح قوسا هاما ومفيدا للغاية بالنسبة لشيخ الأندية التونسية وهو أن بعض الأطراف التي تريد ذر الرماد على الأعين وتغطية عين الشمس بالغربال من خلال محاولات نفي وجود خلاف بين الفرنسي والهولندي وكذلك وجود حلفين داخل الفريق فإنها تغالط نفسها ولا تخدم بذلك مصلحة الفريق بالمرة بل تسمح وتساعد بتصرفها هذا الداء على التفشي أكثر فأكثر داخل النادي والتلاعب بمصالحه لأن من يعنيهم ويهمّهم فعلا الترجي الرياضي ونجاحه لا يتأخرون قيد أنملة على وضع أصابعهم على مكمن الداء لتشخيصه والقضاء عليه وإراحة الفريق منه، ولا يبخلون قط على التشهير بكل ما من شأنه أن يضر بفريقهم، أما من يحاولون نفي المشاكل ومغالطة الجماهير التي تذوق الأمرين عند تعثر الأحمر والأصفر فإنهم يعتبرون مشاركين في الجريمة ضد الترجي الرياضي وعليهم بالتالي مراجعة حساباتهم وتغيير سلوكهم أو - وهذا أضعف الإيمان - الإبتعاد عن الفريق وتركه في أمان ... إذن فإن ما نشرناه وقلناه في عدد أمس ولم يرق للصنف الذي ذكرناه أو بالأحرى الذي لم يفهمه البعض لاعتبارات لا نريد الدخول فيها لأنها تعنيهم دون سواهم فإنه يندرج ضمن حرصنا على تخليص أحد أكبر نوادينا وأكثرها تمثيلا وتشريفا لبلادنا من مشكل يمكن أن يعبث ويعصف بأركانه وإنجازاته، فمصلحة النوادي تبقى وتمر فوق كل الإعتبارات وتألقها دوليا هو تألق وطني يعنينا جميعا ومن الواجب إذن الإعلان عن المشاكل التي يمكن أن تضر بمصالحها ومن الواجب أيضا التصدي لها بكل الطرق كل حسب اختصاصه لأن ذلك وبكل بساطة أفضل من ذر الرماد على الأعين والتكذيب المجاني والمفضوح وما شابه ذلك من الممارسات البالية التي أكل عليها الدهر وشرب ولا تغني الفرق ولا تسمنها من جوع ولا تفيدها قط بل هي أكبر داء ينخرها... نغلق هذا القوس مع تمنياتنا أن رسالتنا قد وصلت إلى من يهمهم الأمر ونأتي إلى جلستي العمل اللتين أجراهما رئيس الأحمر والأصفر أول أمس مع المسؤولين عن الأمور الفنية في الفريق ونعني رود كرول وسيباستيان دو سابر ، الجلسة الأولى كانت مع هذا الأخير وذلك قبل أن يتقابل المدب مع مدرب فريق الأكابر وأسباب هذين الإجتماعين المتفرقين، كل على حده، معروفة وواضحة وتتمثل في حرص الرجل الأول في نادي باب سويقة على تقييم وضع فريقه فنيا بعد الهزيمة الأخيرة ضد وفاق سطيف والتي كشفت عدة نقائص وسعيه الى البحث عن الحلول الكفيلة بتطوير آداء الترجي الرياضي والإرتقاء به إلى المستوى الذي يسمح له بالتألق قاريا وهو أمر يختلف تماما مع التألق محليا لاختلاف المسابقتين وعدم تكافؤ موازين القوى فيها وهذا ما يدركه المدب جيدا وهو ما يفسر انشغاله بالأمور الفنية ... أما عن الهدف الثالث من اجتماعي رئيس الأحمر والأصفر بدو سابر وكرول فيتمثل في تحديد احتياجات الفريق من انتدابات وتعزيزات حتى تتدعم المجموعة ويتم القضاء على النقائص التي تشكو منها. هذا هو في الحقيقة ما يريده كل مسؤول حريص على مصلحة ونجاح فريقه و حمدي المدب لا يعنيه ولا يهمه سوى تألق الأحمر والأصفر وتحقيقه لأهدافه وتواصل مسيرته الموفقة في كأس رابطة الأبطال الإفريقية وكذلك تصدره ترتيب الأندية العربية والإفريقية وذلك على عكس أطراف أخرى تخطط وتتصرف طبقا لمصالحها الشخصية وأهدافها الضيقة وارتقاء سلم المسؤوليات في النادي غير عابئة بالمرة بما يفيد الترجي الرياضي وما يجديه نفعا، فذلك من آخر اهتماماتها ومشاغلها. «بوبا» مكان «بن منصور»؟ على مستوى آخر يواصل الترجي الرياضي استعداداته لمباراة الجولة الثانية لدور المجموعات في كأس رابطة الأبطال الإفريقية والتي تجمعه مساء السبت القادم بملعب الطيب المهيري بصفاقس بممثل الكرة الليبية فريق أهلي بنغازي وهي مباراة مصيرية ستتحدد على ضوء نتيجتها النهائية حظوظ الأحمر والأصفر في هذه المسابقة ، بمعنى أن الخيار الوحيد أمام أبناء باب سويقة هو الإنتصار وكسب أول النقاط في هذا الدور المتقدم لأمجد الكؤوس الإفريقية... الترجي الرياضي في حاجة إذن إلى الإستعداد كأفضل ما يكون لهذا اللقاء واجتيازه بسلام وهذا ما يحتم على رود كرول اتخاذ القرارات الفنية المجدية التي تطوّر آداء فريقه وفي هذا الصدد بلغ إلى مسامعنا نية الهولندي إدخال تحوير على تركيبة محور الدفاع وبالتحديد التعويل على الكاميروني بوبا مكان محمد بن منصور الذي يبدو أنه في حاجة إلى بعض الراحة... من جهة أخرى تشهد التشكيلة الأساسية للأحمر والأصفر عودة متوسط الميدان خالد المولهي الذي استوفى عقوبة الإنذار الثاني وسيشكل مع حسين الراقد ثنائي وسط الميدان المتكفل بالربط بين الدفاع والهجوم وهي مهمة من المأمول أن تكون ناجحة السبت القادم على عكس اللقاء الأخير ضد وفاق سطيف... من جانب آخر فإن ركائز الفريق وخاصة في الخط الأمامي مطالبة بالظهور في هذه المباراة بمستوى أفضل بكثير من الذي قدموه أمام بطل الجزائر حتى تكون إضافتهم موجودة ويساهمون في تفوق فريقهم وخروجه بالنتيجة الإيجابية التي تخدم مصلحته وتعيده إلى المنافسة على التأهل إلى المربع الذهبي.