موفدنا الخاص- محمد بوغلاب فاز المخرج التركي نوري بلج جيلان بالسعفة الذهبية للدورة 67 لمهرجان كان السينمائي بفيلمه «سبات شتوي» وقد إعتبر النقاد أن «جيلان» ثأر لنفسه بعد تجاهل مهرجان «كان» لفيلمه الرائع «ثلاثة قرود» سنة 2008 إذ لم يتحصل وقتها سوى على جائزة الإخراج . وسبق لنوري بلج جيلان أن خطف الجائزة الكبرى لمهرجان «كان»، وهي ثاني أهم جوائز المهرجان سنة 2003 بفيلم«بعيد» الذي جعله قريبا من أنظار السينما العالمية ثم إقتنص الجائزة نفسها قبل ثلاث سنوات بفيلم«حدث ذات مرة في الأناضول». أما الجائزة الكبرى للمهرجان فقد أسندت هذا العام لفيلم الإيطالية« أليس رورشر» Le Meraviglie وتدور أحداث الفيلم في قرية بأمبري، نهاية الصيف، تعيش جيلسومينا مع عائلتها وأخواتها الثلاثة في مزرعة متهدمة حيث ينتجون العسل. أبعدهم الأب عنوة عن العالم الذي يزعم نهايته القريبة ويدعوهم إلى علاقة متميزة مع الطبيعة، تكبر البنات مهمشات، غير أن القوانين الصارمة التي تسود العائلة ستختل بعد مجيء مارتن، المنحرف الشاب الذي تم إيواؤه في إطار برنامج إعادة إدماج الأطفال الجانحين وبعد تصوير «قرية العجائب» البرنامج التلفزيوني الذي غزا المنطقة. أما جائزة لجنة التحكيم فقد تقاسمها أكبر مخرج مشارك في المهرجان وهو الفرنسي جان لوك غودار الذي ينظر إليه كثيرون باعتباره المعلم الأكبر في السينما «الفرنسية» والذي قدم فيلما غريب الأطوار كسر فيه كل قواعد السينما ، الطرف الثاني في جائزة لجنة التحكيم هو أصغر مشارك في المسابقة الرسمية «كزافييه دولان» وتفصله عن «غودار» ستون عاما بالتمام والكمال . ومنحت لجنة التحكيم جائزة الكاميرا الذهبية للفيلم الأول لكلار برغر وسامويل تايس وماري أماشوكيلي Party Girl. وبعدما تسلم المخرجون الثلاثة الجائزة من رئيس المهرجان جيل جاكوب ونيكول غارسيا، كرّم سامويل تايس أمه أنجليك – بمناسبة عيد الأمهات - قائلا :«إنّ أُمّي امرأة حفلات. واليوم أسرد قصتها وأنا فخور بها، بعائلتي وبممثلييَّ». ومنحت جائزة التمثيل في صنف النساء إلى Julianne Moore عن دورها في فيلم Maps to the Stars . وتسلم الجائزة كاتب السيناريو Bruce Wagner من Daniel Auteuil ، و منحت الممثلة مونيكا بيلوتشي جائزة أفضل ممثل لتيموتي سبال لدوره في الفيلم Mr Turner للمخرج مايك ليه، و بدا الممثل متأثرا للغاية وشكر مايك ليه صديقه منذ أكثر من ثلاثين عاما وممثله في سبعة أفلام.... و سُلّمت جائزة أفضل سيناريو لأندريه زياجنستاف وأوليغ نيغين للفيلم الروسي Leviathan الذي وجه نقدا لاذعا للنظام الروسي بزعامة بوتين من خلال قصة عائلة بسيطة في الأقاصي تتعرض لظلم رئيس البلدية فتقتل الزوجة ويحكم على الزوج بخمس عشرة سنة سجنا بعد أن إفتكت أرضه وهدم بيته أما جائزة الإخراج فمنحت ل»بينيت ميلر» عن فيلم Foxcatcher وقد صرح المخرج «لقد كان هذا الأسبوع في كان استثنائيا ، أشكر رئيسة لجنة التحكيم جان كامبيون وأعضاء اللجنة وتيري فريمو المندوب العام للمهرجان ورئيسه جيل جاكوب». ولئن إنتظر الحالمون من العرب تتويجا ما لعبد الرحمان سيساكو بفيلم «تمبكتو» فإن لجنة التحكيم رأت غير ذلك، رغم الإحتفاء الرسمي والنقدي بالفيلم ومخرجه الذي يريد البعض غصبا إدراجه ضمن خانة السينما العربية والحال أن سيساكو موريتاني المولد(سنة 1961)، نشأ وترعرع في مالي وأكمل فيها دراسته الابتدائية والثانوية بل ويشير البعض إلى أنه من أب مالي وأم موريتانية، ثم عاد إلى موريتانيا لفترة قصيرة ليحصل على بعثة لدراسة السينما في الاتحاد السوفياتي السابق في عام 1983، عاد بعدها ليستقر في فرنسا ويعمل في إطار صناعة السينما هناك. وقد شارك سيساكو لأول مرة في مهرجان كان سنة 1993 بفيلم «أكتوبر» وأتبعه بمجموعة من الأفلام من أهمها «الجمل والعصا الطافية» 1995 وصابريا 1996 ، رستوف لوندا 1997 ، «الحياة فوق الارض» 2000 ، «في انتظار السعادة» 2002 وباماكو 2006 . ولئن غاب البريطاني «كان لوتش» والثنائي البلجيكي«داردان»- كان التونسي حسن دلدول هو منتجهما - عن منصة التتويج إلا أن فيلمي«قاعة جيمي» و«يومان وليلة» يعدان من أبرز الأعمال السينمائية التي شاهدها جمهور مهرجان كان هذا العام... هذا وقد أسندت جائزة «نظرة ما» الموازية للمسابقة الرئيسية في مهرجان كان السينمائي للمخرج المجري كورنيل موندريتسو عن فيلمه «إله ابيض» – وجل أبطاله كلاب- ويرى كثيرون أن المخرج إستحق الجائزة بعد أن قدم فيلما حظي بإعجاب نقدي وجماهيري.